ذات صلة

جمع

البورصة: تنفيذ صفقة على شركة بيونيرز للوقاية والتعقيم بقيمة 5.1 مليون دولار

كشف التقرير اليومي للبورصة المصرية، عن تنفيذ صفقة على...

72.97 دولار للبرميل.. تعرف على أسعار النفط بالأسواق العالمية

انخفضت أسعار النفط بأكثر من 4% في التعاملات الآسيوية...

سعر الذهب فى مصر يتراجع 20 جنيهاً والجرام عيار 21 يسجل 3720 جنيها

ننشر سعر الذهب في مصر اليوم الإثنين بالتعاملات الصباحية...

تراجع مؤشرات البورصة هامشيًا بختام تعاملات جلسة الإثنين بضغوط مبيعات أجنبية

أنهت البورصة المصرية، تعاملات جلسة اليوم الإثنين، بتراجع جماعي...

الاثنين 28 أكتوبر 2024.. ارتفاع أسعار الأسمنت واستقرار الحديد اليوم

ارتفعت أسعار الأسمنت، بينما استقرت أسعار الحديد بالمصانع المحلية،...

انطلق وعش حياتك 2

لحظة إقلاع الطائرة للانطلاق ، تعبر عن نجاح كل الاستعدادات التى مهدت هذا الانطلاق ، وبداية لرحلة جديدة بين السماء

والأرض ، تتجمع فيها كل المشاعر لقطع هذه المرحلة المهمة ، التى بدونها لا يكون سفر أساساً ، ويتركز الهدف نحو الوصول بأمان إلى نقطة ، تبدأ منها مرحلة جديدة ، وهكذا حياتنا مراحل تسلم بعضها إلى بعض ، ولا تنتهي ما دام في الانسان روح وحركة .

ولكن بالتأمل في مرحلة الإقلاع ، إن لم تكن الاستعدادات سليمة ماتم الانطلاق ، وهذه الاستعدادات هي أصول الانطلاق في رحلة الحياة ، والإقلاع في أعمالنا ، وهي في العدد سبعة أصول ، ولكن في المعني لا تحصي ولا تعد :

الأصل الأول : المعاملة الايجابية
 
الايجابية تعني هنا الخروج من النظرة الذاتية التي ينجح فيها الإنسان من الخروج من دائرة ذاته إلي التعامل مع العالم الخارجي سواء كان الناس أو الوسائل أو الأساليب ، ومن ثم فهو يحرص عل الغير كحرصه على نفسه ، يبدأ بحسن الظن وسلامة الصدر وينتهي بتقديمهم على نفسه ومصلحته ومـنفعته وهو ما يعـرف بخـلق الايـثار : { ويـؤثرون على أنفـسهم ولوكـان بـهـم خصاصة }الحشر / 9 .
 
إننا في حياتنا نتأذى من هؤلاء الذين يحسبون أن الدنيا لم تخلق إلا لأنفسهم ، وكل عملهم منصب على ذواتهم ، فلا وجود لغيرهم ، وإن اعترفوا لحظة بالغير ، فإنما ذلك لأنهم فقط , قنطرة لمصالحهم أو جسراً لمنافعهم , ثم يختفي ويزول .
 
الأصل الثاني : النظرة الإيجابية
 
ونعني بالنظرة الإيجابية في كل الأمور ، وكافة المواقف ، وجميع الأحوال ، هذه النظرة التى ترى الجزء المشرق حتى ولو كان قليلا ، والتى تبصر خيراً حتى ولو كان متواضعاً ، والتى تدرك أن لكل فكرة وجوه كثيرة ، والتعامل معها باكتشاف هذه الوجوه واختيار المناسب منها لمقاس كل واحد ، فليس كل جانب مشرق عند إنسان نافع عند غيره ، ومن ثم فكل مما يحثك عل العمل ، ويدفعك إلى الراحة النفسية ، ويحقق لك كل اقتراب من الهدف ، مع استطاعتك على فعله بعد بذل أقصى مجهود ، ويغير من أحوالك قبل ممارسته إلى الأفضل والأحسن ، تأكد إن فعلت ذلك أنك تنظر نظرة ايجابية ، وهي المرحلة التى تتعدي التفكير الايجابي إلى الرؤية والتفهم والاقتناع وربما التبني والتخلق والتطبع ، مما يؤهلك للانطلاق بلا قيود أو متاعب ، ويفتح أمامك آفاقاً في الحياة ما كنت تدريها أو تتصور حدوثها .
 
الأصل الثالث : لا يوجد شيء اسمه الفشل
 
الإخفاق والفشل والمستحيل واللاممكن وعدم الاستطاعة والظروف غير مواتية والأسباب الخاصة والقدرات قليلة والموضوع أكبر من طاقتنا وهذا حظي الأسود ومفيش فايدة وخربانة خربانة وأخيراً : أدي الله وأدي حكمته , كل هذه الأعراض كفيلة بعدم الانطلاق ، بل بعدم القيام أصلاً للتهيؤ والاستعداد ، فما بالك بالانطلاق في الحياة ؟
 
قد يفاجئك البعض وأنت قد تجاوزت عقبة نفسك وانهمكت في العمل ، ببعض هذه الأقوال ، فكأنما رش عليك مخدراً ، لا تدرك بعده شيئاً ، فيفتر الحماس ، ويختفي الانفعال ، وتزول الفكرة ، فإما أن تتخلى أو تتوقف أو تنهار ، ثم تجلس في مقاعد المتفرجين تشاهد المنطلقين , وتندب حظك الهباب ، وتتحسر على ما فاتك وما سيفوتك .
 
فالرضا بالفشل يفتح أبواباً من الفشل , والتعامل مع الفشل يكون بحسن استقباله وقهره ، وليس بقبوله ليقهرنا ، والمحاولات لا نهاية لها ، وهذه هي لعبة الحياة ، التي يتمتع بها الناجحون ، فالفشل عندهم نقاط انطلاق , وفرص جديدة , لنجاحات لم تكن في الحسبان .
 
الأصل الرابع : تقبل المسئولية
 
أيا كانت المسئولية ، من حيث الطبيعة أو الحجم أو الشكل : وقد صدق النبي صلى الله عليه وسلم : [ كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ] ، ولذلك فكلنا مسئول ، يقول تعالى : { وقفوهم إنهم مسئولون } الصافات / 24 ، والسائل هو الحبيب ، الذي كلفنا بما نستطيع فعله : { ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير } الملك / 14 .
 
وجعل المسئولية أمانة باختيار الإنسان : { إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً } الأحزاب / 72 .
 
وإن كان كل إنسان على ثغرة ، فعليه أن ينتبه انتباه الجندي الحارس , حتى لا يدخل العدو عليه فيكون سبباً في إهلاك المجتمع بأكمله .
 
لقد أوردنا هذه النصوص لنؤكد على أن النبى صلى الله عليه وسلم القائد , كان يغرس في أبناء الأمة ( تقبل المسئولية ) , وهي نقطة الانطلاق في أدائها بحيوية وروح , وضمير ويقظة ، وتذوق حلاوة النجاح .
 
الأصل الخامس : الاهتمام بالمهم
 
في حياتنا أمور لها أهمية بالغة ، وأخرى تأخذ منا ونأخذ منها ، وأخرى لا نعيرها اهتماماً ، وهي تتنوع لدى كل إنسان من الآخر ، فليس المهم عندك بدرجة أهميته عندي ، وهذه طبيعة الحياة في البشر ، وليس معني ذلك كما يحسب البعض في أن يفعل ما يحلو لكل إنسان دون ضابط , فالمهم هو الذي تتعرف عليه كاملاً وتجريه أولاً ، بل إن هناك ضابطاً وميزانا في نفس الوقت يحدد المهم الذي يجب أن يهتم به كل على حدته ، ألا وهو الانسجام مع الشرع ، والتناغم مع ما يرضي الله تعالى ، فأحب الأمور عند الناجحين أحبها عند ربهم ، ومن هنا يتحدد لدي كل واحد ما المهم الذي يجب الاهتمام به ، أو بمعنى أخر المهم الذي يجعل له الأولوية الدائمة ، إن اصطدم بغيره من شئون الحياة .
 
ووفق هذا المعني لا تنزعج إن كان المهم عندك المال أو المنصب أو الراحة أو المتعة أو الترفية أو الزينة ، مالم يصطدم بشرع الله ورضاه وما يحبه ، فالدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة ، بل كانت قرة عين النبي صلى الله عليه وسلم – وهو خير من تعامل مع الحياة وتمتع بها – كانت في الصلاة والنساء .
 
لقد تأملت ذلك فوجدت أن بوابة الانطلاق في الحياة بهذين الأمرين ، الأول بحسن التعامل مع المرأة سواء كانت أماً أو أختاً أو ابنة أو زوجة ، وكل من أخفق في التعامل معهن أخفق في الحياة واختلت الأولويات عنده .
 
ثم بحسن التعامل مع الله , وبوابة هذه الصلة بالله عن طريق الصلاة أولاً ، فهي بداية الانطلاق في السلوك مع الله وأنت في هذه الحياة ، ومن ثم لا يتحدد المهم لديك إلا بعد استيفاء هذين الأمرين .
 
الأصل السادس : التمتع بالعمل
 
ليس هناك إرهاق من العمل ، إن الإرهاق هو ما يصاحبنا من القلق والاستياء ، وإن كان كل منا يقضي أكبر ساعات يومه في العمل ، فمعني هذا إن كان قلقاً مضطرباً قضي أكبر ساعات يومه في الاضطراب والسخط والكبت والملل والاستياء والإرهاق .
 
فعملنا هو حياتنا ، وحياتنا هي ما نفعله في يومنا ، فلماذا لا نتمتع بأعمالنا ، فنتمتع بحياتنا ، ونتلذذ بأوقاتنا ؟
 
ولتحقيق التمتع بالعمل نلخص ما أوصي به خبراء هذا المجال في هذه النقاط :
 
كن أنت ولا تكن غيرك ، فأنت لست غيرك ، ولن تكن مثل غيرك .
أطلق قوتك الداخلية المكبوتة الهائلة ولا تقيد نفسك باستخدام جزء منها فقط .
لا تقلد غيرك فأنت نسيج وحدك لا يكتشفه إلا أنت وبذلك تكون أنت .
تجنب الإرهاق والتعب بالنظافة والنظام والترتيب وأداء المهم أولاً ، ومواجهة المشكلات والعمل على حلها أولاً بأول ولا تؤجل قراراا في أمر ما .
ابعد عنك العوامل العواطفية المسببة للتعب والإرهاق مثل الشعور بالبطء وعدم التقدير والعجلة والتسرع فهذه تسبب الإرهاق الجسدي .
خذ أوقاتاً للاسترخاء فالراحة أثناء العمل هي عمل وغير ذلك بادّعاء الجدية في العمل لا يساعد الذهن على العمل .
ابعد عن الملل والسآمة بحب عملك والعمل على تطويره وحب التغيير الدائم من أجل أن يكون أفضل عمل .
لا تركز على أخطائك وحاول تطوير المحاسن التى فيك وهي كثيرة , بتقوية نقاط القوة فيك وقدرتك على التعايش رغم المشكلات , هنالك تشعر بنشوة التفرد والانتصار والسعادة .
تذكر نعم الله عليك التي لا تعد فلن يؤذيك الانتقاد من الناس ، بقدر ما تستفيد به في التطوير والتحسين وهذا نوع من شكرك لله على نعمه .
كن مع الحق وعليك مصاحبته أين كان وهنالك افعل ما تريد ما دمت متمسكا به ، واضحك ــ عندما يمتد إليك الأذى ــ فرحاً بالحق الذي معك .
 
الأصل السابع : المثابرة
 
المثابرة من الأمور التي لا تحتاج إلى ذكاء أو إلى معرفة أو إلى شهادات علمية ، إنها فقط تحتاج إلى قليل من الجهد والوقت ، ولذلك فإن وجدت خطوات أربعة ، جاءت المثابرة ، وتحققت في حياة الناجحين ، كأصل من أصول الانطلاق في الحياة .
 
الخطوة الأولى : هدف
 
ونعنى به وجود هدف في حياة الإنسان , ومن شروط هذا الهدف ، أن يكون محدداً ومعيناً وليس هلامياً أو مطاطاً ، ولا يأتي التحديد إلا إذا استند إلى رغبة قوية ومشتعلة نحو تحقيقه .
 
الخطوة الثانية : خطة
 
فإن كان الهدف محدداً جاءت الخطة كذلك محددة ، ومعني ( خطة محددة ) أي أنها ليست كلمات إنشائية منمقة ، أو تعبيرات لفظية مؤثرة ، وإنما التعبير عن الخطة بالتحديد , يكون بتنفيذها المستمر ، والعمل لتحقيقها المتواصل .
 
الخطوة الثالثة : عقل
 
بمعنى يؤثر ولا يتأثر ، يؤثر بايجابيته ومبادرته وممارسته ، ولا يتأثر بأقوال المثبطين سواء كانوا أفراداً مهما كانت صلة القرابة بهم ، أو أفكاراً وظروفاً محيطة تدعو إلى السلبية .
 
الخطوة الرابعة : صحبة
 
تساعدك وتدفعك وتتحالف معك نحو التنفيذ والممارسة ، سواء كان شخصاً تختاره لهذه الصفات ، أو جماعة فيها نفس الصفات ، فالمثابرة تُدفع بالتشجيع , وتتحقق بالتعاون والتحالف والتناصر والتكامل ، خاصة في متابعة تنفيذ الخطة والهدف .
 
وكلما تحققت المثابرة أصبحت خلقاً وطبعاً ، سرعان ما يتحول إلى حقيقة للإنسان ينطلق بها دون إعداد أو إدّعاء ، وتتحول بها الأحلام إلى واقع يتمتع به الإنسان ، وينطلق في الحياة .
 
أ. جمال ماضي