اياك ان تحيا على اطراف اصابعك
هل أنت خائف؟
أقصد هل تشعر بالخوف والرهبة، بعدما قررت أن تقوم بتغيير شيء ما في حياتك، ترى بأنه سيجعلك أفضل مما أنت عليه الآن؟
من الطبيعي جدا أن تشعر بالخوف والقلق إذا ما فكرت في تغيير شيء قائم، أو القيام بعمل غير مألوف، وكلما زادت المخاطرة، كان قلقك أشد، وخوفك أكبر.
فالخوف -كما يراه علم النفس- حماية للمرء من عوامل التهديد والمخاطر، إلا في حالة أن يكون الخوف حاجزا أمام الرُقي، ومانعا للمرء من العمل والاجتهاد والتقدم، هنا يكون حالة مرضية يجب التخلص منها ومعالجتها.
ومن الثابت أن المرء الذي يعمل من أجل تغيير شيء قائم، يُجابَه بجيوش من المشاعر السلبية والمحبطة التي تحاول إقعاده عن تحقيق مراده، أهمها: مشاعر الخوف، وهو إما يكسب الرهان، ويتفوق على نفسه ومشاعره السلبية هذه، وإما يخسر، وقد تملكته مشاعر الخوف والرهبة والقلق.
الواحد منا إما أن يحيا على أطراف أصابعه وجلا خائفا من المجهول، متوجسا من طرق أبواب جديدة، محتميا بما عرفه وألفه، وجربه قبله كثيرون. وإما أن يكون مقداما شجاعا، مؤمنا بأنه لن يعيش الحياة سوى مرة واحدة، وأنه ليس هناك فرصة ثانية، فيقتحم المجهول، ويستمتع بلذة التجربة، بل وبلذة المخاطرة والتجريب.
وفوق هذا، هناك المعلومة التي ينبهنا إليها مارك توين، الكاتب الأمريكي، حيثُ يخبرنا بشيء في غاية الأهمية، فيؤكد أنه عاش حياة طويلة حافلة، وكان يحمل بقلبه الكثير من المخاوف لكنها لم تحدث أبدا!!، وينبهنا إلى أن معظم مخاوفنا لا تأتي، وبأننا نموت دون أن نعيشها!
إن النفس التي بداخلنا دائما ما تنذرنا بالويل! وكثير منا يتحركون وفي أذهانهم دائمًا السيناريو الأسوأ للأحداث، مما يؤثر على قراراتهم الحياتية، ويقعدهم عن اتخاذ إجراءات مهمة ومصيرية.
ودعني أخبرك بقاعدة هامة من قواعد الحياة وهي أن:
النجاح لا يوهب.. بل يُنتزع انتزاعا!
وأنك ببساطة مخير بين أن تكون إنسانا عاديا -وربما فوق العادي بقليل- وتتمتع بالأمان، وبين أن تكون إنسانا عظيما وتواجه بعض المخاطر والعقبات.
إما أن تعيش على أطراف أصابعك، خشية صنع ضجيج يلفت انتباه العالم إليك، وإما أن ترفع صوتك عاليًا، مؤكدًا وجودك وقبولك تحدي الحياة بشجاعة وجسارة..
يقول “روبرت كيوساكي” في كتابه الرائع “الأب الغني.. الأب الفقير”: “إن أهم قاعدة كي تنتقل من فئة الفقراء إلى مصاف الأغنياء هو أن تُطلّق ذهن الفقير وطريقة تفكيره وتعامله مع الحياة، وتبدأ في تبني أفكار الأغنياء وسلوكهم، إن أهم ما يجب عليك فعله هو أن تتخلى عن الخوف الذي يكبلك عن اقتحام المخاطرة، إن الخوف هو الذي يبقي الناس عالقين بالشَرَك، هو الذي يجعلهم دائما يختارون الشيء الآمن البسيط الأقل مخاطرة، وهو ما يجعلهم يرتضون الأقل دائمًا!”
معظم البشر يفضل الخيار الذي يوفر له الحد الأدنى من طموحاته، يرتبك إذا ما شعر بأن ثمة خطرًا يطرق باب حياته، فضلاً عن اقتحامه هو للمخاطر ومواجهتها.
لا أقول اِبحَثْ عن المخاطر، أو عِش في قلق، لكنني أنبهك -قبل أن تُفاجأ- أنك ما دمت قد قررت أن تكون شخصًا طموحًا، كبيرًا، مبدعًا، فإن الخطر والخوف والرهبة سيزحفون إليك.
فاستعدّ لهم.
الخلاصة
تيقّن من أن التغيير سيجلب لك المتاعب، فلا تخشَ مجيئها، ولكن تجهز لها؛ ضع نفسك في حزب الفاعلين وتحمل نتيجة هذا القرار، وارفض أن يكبلك الخوف، فتسيرَ في ركب البسطاء والعاديين.
اتمنى ان ينال الموضوع اعجابكم