السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
في كثير من الأحيان تمر علينا مثل هذا الموقف؛؛؛
دائما أفكر كيف تكون حياة مثل هؤلاء..
أعتقد أنهم لايستطيع الحياة من غير نقد …
فمثلا إليكم هذا الموقف..
*********
رجلاً دخل محلاً لبيع الفاكهة .. فإذا المحل مليء بأصناف الفواكه ..
فقال : عندك مانجو ؟
قال صاحب المحل العجوز : لا .. هذه في الصيف فقط ..
فقال : عندك بطيخ ؟ قال : لا ..
فتغير وجهه وقال : ما عندك شيء .. ليش فاتح المحل !وخرج ..
ونسي أن في المحل أكثر من أربعين نوعاً من الفواكه ..
*********
فأن هناك أناس تزعجك بكثرة انتقاده .. ولا يكاد أن يعجبها شيء ..
فلا يرى في الطعام اللذيذ إلا الملح القليل..
ولا في الثوب النظيف إلا نقطة الحبر التي سالت عليه خطئاً ..
ولا في الكتاب المفيد إلا خطئاً مطبعياً وقع سهواً ..
فلا يكاد يسلم أحد من انتقاده .. دائم الملاحظات ..
يدقق على الكبيرة والصغيرة ..
من كان هذا حاله عذب نفسه في الحقيقة ..وكسب كرهه أقرب الناس إليه واستثقلوا مجالسته..
لأنه لا يقيم لمشاعر الناس اعتباراً.. يجرحهم بكل سهولة ولا يعتقد أنه قد أخطأ بشيء!..
لذلك كن حريص على انتقاء كلماتك مع الآخرين.. كما تنتقي أطيب الثمر والورد..
ولا تجعل كلامك سهاماً جارحة فيكرهك الناس..
قالت أمنا عائشة رضي الله عنها وهي تصف حال تعامله صلى الله عليه وسلم معهم :
ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً قط .. إن اشتهاه أكله وإلا تركه ..
نعم ما كان يصنع مشكلة من كل شيء ..
وقال أنس رضي الله عنه : والله لقد خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع سنين ..
ما علمته قال لشيء صنعته : لم فعلت كذا وكذا ؟
ولا عاب عليّ شيئاً قط ..ووالله ما قال لي أفَّ قط ..
هكذا كان عليه أفضل الصلاه وأتم السلام.. وهكذا ينبغي أن نكون ..
وأنا بذلك لا أدعو إلى ترك النصيحة أو السكوت عن الأخطاء ..
ولكن لا تكن مدققاً في كل شيء .. خاصة في الأمور الدنيوية .. تعود أن تمشّي الأمور ..
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لاحظ خطئاً على أحد لم يواجهه به وإنما يقول :
ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا ..
يعني : إياكِ أعني واسمعي يا جارة …
إليك هذه النصيحة نصيحة (نحلة .. وذباب)
كن نحلة تقع على الطيب وتتجاوز الخبيث .. ولا تكن كالذباب يتتبع الجروح !!
منقول