تنمية بشرية

بالتسامح‏ أنت أكثر سعادة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل فقدنا القدرة علي التسامح هذا السؤال يفرضه بإلحاح ما نشاهده ونسمعه في كل لحظة من تفسيرات كلمة التعصب دون اهتمام بكلمة التسامح التي يؤكد العلماء أنه من الأهمية لدرجة يمكن معها اعتباره أكسير الحياة وسرا من أسرارها..

لذا علي المرأة تربية أبنائها علي التسامح وتدريب نفسها عليه حتي تتمكن من مواصلة الحياة بشكل أفضل وتأدية أدوارها بإتقان
, خاصة هذه الأيام التي يسودها التوتر والتعصب والقصور في العلاقات الاجتماعية,

والسبب في ذلك يرجع إلي تدني قدرة الإنسان علي التسامح مع الآخر, حيث يعيش ظروفا حياتية معقدة بما فيها من متغيرات متلاحقة تشمل جميع جوانب الحياة, رغم أن الإنسان

كما توضح د. سهير أمين أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية جامعة حلوان ـ بمقدوره علي أن يتسامح لأنه بذلك يحاول أن يترك مشاعر الماضي ولا يدعها تؤثر عليه, بالإضافة إلي أن الغضب يؤثر علي الإنسان بالسلب يهدر طاقاته فيما لا يفيد, في الوقت الذي يستطيع أن يستفيد من هذه الطاقة في البناء المجتمعي.

كما أن التسامح مع الغير يؤثر علي حياة الإنسان ويشعره بالسعادة والحب , مما يؤدي إلي الانسجام الداخلي بدلا من مشاعر الاستياء أو الرفض, ولكن هذا ليس معناه أن ينبذ الإنسان مشاعر الغضب إذا أساء إليه إنسان آخر , ولكن عليه إفراغ غضبه بطريقة بناءة , حيث إن عدم التعبير عن الغضب يؤذي النفس وعلي العكس تماما , فنحن نطالب الفرد بالتوكيدية

أي أن يكون بمقدوره التعبير عما بداخله من مشاعر الغضب أو الضيق من الآخر , لأن هذا يساعده علي التنفيس عما بداخله من ضيق فيؤدي ذلك إلي الثقة بالنفس واحترام الذات , وبالتالي يصل إلي مرحلة التسامح ونسيان الموقف الذي سبب له الضيق.

أما د. عزيزة السيد أستاذة علم النفس بكلية البنات جامعة عين شمس فتقول إن فهم الذات يعني أن الإنسان يجب ألا يتجاهل معرفة النفس, وفهم الذات التي تتطلب أن يكون الإنسان علي وعي بميوله وقيمه وحاجاته وتصرفاته, وأن يفهم كيف يؤثر سلوكه علي الآخر إيجابا وسلبا ودون هذه المعرفة لا يمكن التنبؤ بسلوك الإنسان الذاتي أو بتأثره السلبي أو الإيجابي

وأن فهم الإنسان لذاته يزيد من وعيه ويساعده علي التصرف بطريقة إيجابية ومفيدة لنفسه وللآخر , كما أن عليه أن يدرك جيدا أن سلامته النفسية تتكون وتدعم من خلال العلاقات المتبادلة مع الآخرين , خاصة مع الوالدين والأخوة والأبناء والأصدقاء

, وأن المرأة الإنسانة ليست مجرد فرد يهتم بالآخرين ولكن هي مهمومة بشئونهم, وكيفية إسعادهم ومع ذلك عليها وضع مصالحهم علي خط مواز لمصالحها الشخصية.

وكما يؤكد عالم النفس الأمريكي مارتن سيليتسمان أن الأشخاص السعداء هم الذين يتميزون بثقافة التسامح , وأيضا بالعطاء للآخر , وذلك من خلال المشاركة والالتحام بهم

, أما الذين يعيشون من أجل أنفسهم فقط ولا يفكرون فيمن حولهم فهم الأقل تسامحا , وبالتالي أقل سعادة ,

كما يوضح أيضا أن سعادة عطائك للآخرين ليست مرتبطة برد فعلهم, فقد لا يعترفون بالجميل أو يبادلون الحب بالحب إلا أن هذا يجب ألا يؤثر عليك, فالمتسامح هو المستفيد أكثر من الذي يسامحه وتنصح د. عزيزة المرأة فتقول إذا رأيت نفسك في حالة غضب من شخص ما

فتذكر أن الغضب ربما يعطيك إحساسا مؤقتا بأنك علي حق أو يعطيك الإحساس بالقوة, فحاولي أن تكبحي مشاعرك وانتظري للغد, وفي الوقت نفسه افعلي شيئا بناء يستنفد هذه الطاقة الزائدة بمزاولة أي نشاط بدني كالمشي أو القيام ببعض الأعمال وإن إخراج الغضب خارج نفسك والهدوء لمدة يوم أو أكثر سيجعلك أكثر استعدادا للتسامح والتعامل مع مشكلتك بطريقة بناءه, وبذكاء

, فالتسامح يساعد علي شفاء النفس من المشاعر السيئة وعدم تذكر المواقف المؤلمة, كما يساعد علي الحب البناء ويمنحنا طاقة وقوة لتحقيق الأهداف والطموحات بل والقدرة علي مواجهة الحياة بكل صعوباتها.

لنتعلم ثقافة التسامح

سُئل النبي أي الناس أفضل؟ قال: { كل مخموم القلب صدوق اللسان }
قالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: { هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد }

كم نحن بحاجة إلا أن نطبق ماتعلمناه عملياً في حياتنا من دروس إيمانية ونتذوق حلاوتها لا أن نقف
على أرض هشة سرعان ماتنهار بنا ..!
وأن لا ننظر إلى الدنيا بمنظار حب الذات والإنتصار للنفس .
:
:

كيف لنا أن نتمتع بحلاوة الدنيا بعيداً عن تبعات الحقد والغل
فسلامة صدرونا منها نعمة من النعم التي توهب لأهل الجنة حينما يدخلونها
( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ).

ما أجمل أن يعيش الإنسان محباً للأخرين سليماً من الآفات حَسن الظن بالخلق ويحمل تصرفاتهم على أحسن المحامل لا أسوأها
ولنتذكر دوماً أن للشيطان نصيب في إشعال النار من شرارة يولدها في أضعف المواقف ..
قال تعالى:
( وَقُل لِعِبَادِي يَقُولُوا الّتي هِىَ أحسَنُ إنّ الشَيطَانَ يَنَزَغُ بَيَنَهُم إن الشَيطَانَ كَانَ للإنَسانِ عَدُوّاً مُبِيناً)

من هم أصحاب القلوب الكبيره : )

هم أولئك الذين يبادرون للصفح قبل الإنتقام ..
ولنتأمل حال نبينا صلى الله عليه وسلم عندما آذوه قومة ووصل بهم الحال لضربة ..
وهو يقول “اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون”
كيف جمع في هذه الكلمات أربع مقامات من الإحسان قابل بها إساءتهم العظيمة إليه،
أحدها: عفوه عنهم
الثاني: استغفاره لهم
الثالث: اعتذاره بأنهم لا يعلمون
الرابع: استعطافه لهم بإضافتهم إليه فقال اغفر لقومي “

:
:

فتشوا في قلوبكم لتتعرفوا على المناطق المضيئة فيها لتتذوقوا طعم السعادة الحقيقة وإن كانت بـ إبتسامة من قلب مسامح : )

دعواتِ لكم بقلوب بيضاء نقيّه .

الامام الشافعي قال في التسامح

وعاشر بمعروفٍ وسامح من اعتدى … وفارق ولكــن بالتي هيأحسن

ما قاله (الشافعي) أيضاً حول الصديق، عندماأنشد:

سامح صديقك إن زلت به قدمُ فليس يسلمُ إنسـان من الزللِ

-( إذا سمعت الكلمة تؤذيك ، فطأطئ لها حتى تتخطاك )
عمر بن الخطاب

-( إذا بلغك عن أخيك شيء تكرهه ، فالتمس له العذر جهدك ،
فإن لم تجد له عذرا ، فقل : لعل له عذرا لاأعلمه )
أبو قلابة الجرمي

-( من عاشر الناس بالمسامحة ، دام استمتاعه به)
أبو حيان التوحيدي

-( لذة التسامح أطيب من لذة التشفي ، فالأولى يلحقها حمد العاقبة
والثانية يلحقها الندم)
أحدالحكماء

التسامح في التراث الغربي

-(الحياة أقصر من أن نقضيها في تسجيل الأخطاء التي يرتكبها غيرنافي حقنا ،
أو في تغذية روح العداء بين الناس)
براتراندراسل

-(إذا قابلت الإساءة بالإساءة فمتى تنتهي الإساءة)
غاندي

– (عظمة الرجال تقاس بمدى استعدادهم للعفو والتسامح عن
الذين أساؤوا إليهم)
تولستوي

-(لكي تعرف الجميع عليك أن تسامح الجميع)
دايل كارنيجي

************

من أجمل ما قرأت عن التسامح .. وأتيت به لكي نتسامح ونتشارك في المحبه و الجمال

لا تندم على حب عشته ..
حتى ولو صار ذكرى تؤلمك ..
فإذا كانت الزهور قد جفت وضاع عبيرها ولم يبق منها غير الأشواك ..
فلا تنس أنها منحتك عطراً جميلاً أسعدك ..

************
لا تكسر أبداً كل ” الجسور ” مع من تحب ..
فربما شاءت الأقدار لكما يوماً لقاء آخر ..
يعيد ما مضى ويصل ما انقطع ..
فإذا كان ( العمر الجميل ) قد رحل ..
فمن يدري ربما انتظرك عمر ” أجمل ” ..

*************

إذا قررت يوما أن ( تترك ) حبيباً وغاليا لديك ..
فلا تترك له ” جرحا ” ..
فمن أعطانا قلباً ..
لا يستحق منا أبداً .. أن ” نغرس ” فيه سهماً ..
أو نترك له ” لحظة ” ألم تؤذيه ..
وما أجمل أن تبقى بيننا لحظات الزمن الجميل ..
********
*****

*
إذا فرقت الأيام بينكما ..
فلا تتذكر لمن كنت تحب ..
غير كل إحساس صادق ..
ولا تتحدث عنه إلا بكل ما هو رائع ونبيل ..
فقد أعطاك ” قلباً ” ..
وأعطيته ” روحا ” ..
وليس هناك أغلى من القلب والروح في حياة الإنسان ..
*******

*******
إذا جلست يوماً وحيداً ..
تحاول أن تجمع حولك .. ظلال أيام جميلة عشتها مع من تحب ..
اترك بعيداً ..
كل مشاعر الألم والوحشة التي فرقت بينكما ..

****************

حاول أن تجمع في صفحات ” قلبك ” كل الكلمات الجميلة ..
التي سمعتها ممن تحب ..
وكل الكلمات الصادقة التي قلتها لمن تحب ..

**
خبئ في حنايا ” روحك ” ..
مجموعة من الصور الجميلة ..
لهذا الإنسان الذي ” سكن ” قلبك يوماً ..
( ملامحه ) ..
وبريق ( عينيه ) الحزين ..
و ( ابتسامته ) في لحظة صفاء ..
و ( وحشته ) في لحظة ضيق ..
و ( الأمل ) الذي كبر بينكما يوماً وترعرع ..
حتى وإن كان قد ذبل و” مات ” .. !!

****************
إذا سألوك يوماً عن إنسان أحببته ..
فلا تقل ” سراً ” كان بينكما ..
ولا تحاول أبداً ..
تشويه الصورة الجميلة لهذا الإنسان الذي أحببته ..
اجعل من قلبك .. ( مخبأ سرياً ) لكل أسراره وحكاياته ..
فالحب ” أخلاق ” ..
قبل أن يكون ” مشاعر “

..
*****************
وإذا شاءت الأقدار ..
واجتمع الشمل يوماً ..
فلا تبدأ بالعتاب والشجن ..
وحاول أن تتذكر آخر لحظة ( حب ) بينكما ..
كي تصل الماضي بالحاضر ..
ولا تفتش عن أشياء مضت ..
لأن الذي ضاع ..
ضاع ..
والحاضر أهم كثيراً من الماضي ..
ولحظة اللقاء أجمل بكثير من ذكريات وداع ” موحش ” ..
******************

وإذا اجتمع الشمل مرة أخرى ..
حاول أن تتجنب أخطاء الأمس التي فرقت بينكما ..
لأن الإنسان لابد أن يستفيد من تجاربه .

.
***************
لا تحاول أبدا ..
أن تصفي حسابات ..
أو” تثأر ” من إنسان أعطيته قلبك ..
لأن تصفية الحسابات ( عملة رخيصة ) في سوق المعاملات العاطفية والانسانية ..
والثأر ليس من أخلاق المحبين ..
ومن الخطأ أن تعرض ” مشاعرك ” في الأسواق ..
وأن تكون فارساً بلا أخلاق ..
وإذا كان ولا بد من الفراق ..
فلا تترك للصلح باباً إلا مضيت فيه فما احوجنا للتسامح والغفران

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى