ينتظر السوق ترتيبات البنك المركزي للسيطرة علي سعر الدولار في السوق السوداء بعد أن أصبح طالع نازل بدون ضابط بسبب ارتفاع حجم الطلب وانخفاض المعروض وساهم في تذبذب سعر الدولار وإطلاق بعض الشائعات حول امكانية تجديد الوديعة القطرية مما يعني توفير كم لا بأس به من النقد الأجنبي في احتياطي البنك المركزي وكذلك التخوف من أحداث يوم الجمعة الماضي.. سجل الدولار يوم الخميس الماضي 763 قرشاً للشراء والبيع 767 قرشاً بانخفاض 4 قروش عن اليوم السابق.. وقام بعض المستوردين بتنفيذ صفقات مع الصرافة بأسعار تقترب من ال 8 جنيهات ولكنها صفقات محدودة.
يقول مسئول بإحدي شركات الصرافة إن سوق الصرف حالياً في حالة ترقب وانتظار لما ستسفر عنه الإجراءات والقرارات التنظيمية التي أعلن محافظ البنك المركزي أنها ستصدر خلال الأسبوع القادم لضبط سوق الصرف.. ولهذا تراجع السعر أمس بواقع 4 قروش ليسجل سعر الشراء 763 قرشاً وسعر البيع 667 قرشاً.
قال إن المضاربات والشائعات هي التي تحكم سوق الصرف حالياً ولا نعرف لماذا ترتفع أسعار الدولار أو لماذا تنخفض حيث يشهد السوق خلال الشهور الماضية حالة من التذبذب وعدم الاستقرار في أسعار الدولار بدون أسباب معروفة.
قال إن الطلب علي الدولار خلال هذه الأيام محدود لانتظار العملاء ما سيصدر عن محافظ البنك المركزي لضبط سوق الصرف.
أكد أن أزمة الدولار الحالية مفتعلة.. حيث يتغير سعره في اليوم الواحد أكثر من مرة بين الصعود والهبوط.. وكل هذا يحتاج إلي إجراءات حاسمة.. لضبط المخالفين المتلاعبين في السوق وإحكام السيطرة علي سوق الصرف سواء علي شركات الصرافة أو البنوك التي تتعامل معها هذه الشركات.
يقول الدكتور أسامة عبدالعزيز رئيس شركة المكس للملاحات إن تذبذب سعر الدولار يعود بصفة أساسية لانتشار الشائعات حول الوديعة القطرية.
قال إن فاتورة الاستيراد مرتفعة ولا يكفي المعروض من النقد الأجنبي لحاجة البلاد لذلك فإن سعر الدولار ينخفض في العالم كله إلا مصر التي يرتفع فيها الدولار باستمرار.
قال إن بعض المستوردين دأبوا خلال الفترة الماضية في جمع الدولارات بأي سعر خوفاً من تردي الأوضاع الأمنية وحدوث ارتفاعات في سعر الدولار بعد سداد الوديعة القطرية.
أضاف أن حركة التعاملات في البورصة هي الأخري شهدت بعض الانخفاضات بسبب الشكوك حول ما سيحدث يوم الجمعة الماضية وحالة الاستنفار الأمني التي صاحبت هذه التوجهات.
يؤكد الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادي أن السوق سوف يستمر في حالة لخبطة حتي صدور ترتيبات البنك المركزي بضبط السوق السوداء.
قال إنه يراهن علي عدم صدور ترتيبات للسيطرة علي السوق مشيراً إلي أن السوق يحركه طلب عالي من جانب المستوردين مع وجود موارد محدودة من النقد الأجنبي غالبيتها ودائع ومنح من الأشقاء العرب وليست من موارد حقيقية مولدة من الاقتصاد نفسه في غالبيتها.
قال إنه في حالة خفض الاحتياطي النقدي إلي 5.14 مليار دولار فإن الأمر سيكون أكثر صعوبة في تدبير السلع الأساسية.. ولذلك سيتجه جزء غير قليل من المستوردين إلي السوق السوداء ليستمر الدولار في الارتفاع.
أضاف أن انخفاض أسعار السلع في الأسواق العالمية سلاح ذو حدين لأن المستورد سوف يحاول استيراد كميات أكبر للاستفادة من فارق السعر مما يؤدي بالتالي إلي ارتفاع سعر الدولار محلياً رغم انخفاضه عالمياً.
أوضح أن تجار الذهب قاموا خلال الفترة الماضية بشراء كميات كبيرة من الذهب بعد انخفاض أسعاره عالمياً مما تسبب في طلب متزايد علي الدولار محلياً وتقلبات سعرية له في سوق الصرافة بالسوق السوداء.