بعض الأفكار الفعالة لبناء مستقبلك المهني
توقف لحظة وأنظر إلى أي مدى يتدخل الحظ في مجرى حياتك المهنية…ما الذي يجب عليك فعله عندما تسعى لتحقيق أهداف مشروع صعب، تتسم بدرجة معقولة من عدم اليقين؟ لماذا تضع خطة أساساً؟
حتى يمكنك من خلالها أن تدرس نقاط قوتك وضعفك، وأن تضع لنفسك إستراتيجية لتطوير مجالك الوظيفي.
من المستحيل أن تحيا أي مؤسسة بدون بعض أشكال المناورات أو السياسات الداخلية فالأفراد بواقع الأمر يختلفون حول كيفية تطبيق هذه السياسات. وعادة ما يكون لكل طرف تصور مختلف أو متعارض أحياناً حول أهدافها. علينا أن نقبل هذه الحقيقة وأن نعرف أنه في إطار هذه السياسات تأتي المنافسة من الزملاء.
(أدرك أنك لا تدين لهم بأي شيء):
عليك في هذه الفترة أن تبدأ بالفهم الواقعي – وليس التشاؤمي – لوجهة نظر مؤسستك للأمور. من المحتمل جداً أن تكون هذه النظرة فوضوية، سواء طوال الوقت أم لبعضه أحياناً أم في مواضيع معينة… إن المؤسسة أيضاً لا تتمتع بالأمانة الكاملة مع.. الجهات التي تنظم أعمالها، أو حتى مع العاملين فيها. أنني لا أقول أنها لا تسعى لكي تكون أمينة، إنني فقط أشير إلى آلية العالم التنافسي والمتغير الخاص بالمؤسسة والتي قد تضطرها أحياناً لعدم تحري الأمانة مع كل من تتعامل معهم..
(تواصل مع رؤسائك بلغتهم):
لا شك أن الأشخاص من ذوي القدرات المتميزة يمكن ملاحظتهم فوراً، ولكن كلما زادت قدراتك على لفت أنظار الآخرين إليك، كلما كان ذلك أفضل. عليك أن تضع لنفسك خطة لتحصل على نصيبك العادل من انتباه رؤسائك ومن ثم تستطيع أن تتواصل معهم بصورة جيدة. سنرى في معظم الأفكار… مدى أهمية شعور رئيسك بأنك عبقري، وأنك تساعده على أن يبدو عبقرياً كذلك ليس هذا مع رئيسك فقط بل مع رئيس رئيسك… فكر – مثلاً – في مستوى التفاصيل التي يرغب الرئيس في سماعها أو قراءتها… ركز كل جهدك خلال اتصالك المكتوب أو الشفهي. على أن تجعل أفكارك واضحة وبسيطة وموجزة.
(أطرح حلول وسطى، ألعب على النسب المئوية):
يفشل كثيرون في بناء مستقبلهم المهني في أسرع وقت ممكن لأنهم يواجهون صعوبة في تقبل الحلول الوسطى. قد يكون عليك أن تخسر معارك لكي تكسب الحرب، لذا لا تسع لكسب نقطة على حساب زميل، فلا أحد يحب الشخص المتحذلق الذي يصحح التفصيلات الصغيرة. إن الصورة الكلية هي المستهدفة، لذا عليك ألا تظل أسير هذه التفصيلات لا تصنع عداء بلا ضرورة. إننا نقول دائماً في الحياة الاجتماعية العادية: (يجب أن نتسامح، ولكن ليس بالضرورة أن ننسى) لكنني أرى أن العكس هو الصحيح في دنيا المال والأعمال، فقد ينسى عدو لك ما صنعته به ولكنه أبداً لن يغفر لك.
لنأخذ على سبيل المثال الأهداف التشغيلية. إن رئيسك غالباً ما يرغب في أن تقوم بإنجازها، ولا يضغط عليك، أو يحملك أكثر مما تستطيع، ولكنه أحياناً قد يكلفك بما يزيد عن قدرتك على الإنجاز. في هذه الحالة لا تستسلم، أكتب له معبراً عن رغبتك في إنجاز كل الأهداف الأصلية، وأن هناك مشكلة في تنفيذ الأهداف الجديدة، مع قليل من الحظ سيعمل الرئيس على إيجاد طريقة لمساعدتك لإنجاز الهدف الأصلي، أو رؤية المنطق من وراء عدم القدرة على إنجاز الأهداف الجديدة والقيام بتغييرها العنصر الآخر المهم هو الوقت فإذا كنت تتصف بأنك (رجل لديه القدرة على الإنجاز) في بيئة عمل يطلب فيها الرئيس تنفيذ مهام مستحيلة في كل الأحوال عليك ألا تتخذ نظرة سلبية.
(مَنْ صاحب الفكرة؟)
إن هذه الفكرة مباشرة وصريحة. يجب أن يرى رئيسك أن الأشخاص الآخرين يعتقدون أن أفكارك الجيدة هي أفكاره. عليك أن تتأكد أن هؤلاء يعرفون أن ما يسمعونه من أفكار جيدة منك أو من رئيسك هي في الحقيقة أفكارك أنت تذكّر دائماً (أن النجاح له ألف باب، وأن الفشل يتيم) فغالباً ما تنتهي الفكرة الجيدة بمزيد من التقدير يصب في خانة نقاط قوتك.
(ساعد كبار السن):
إن القيادات العليا في المؤسسة أكبر سناً من معظم مرؤوسيهم، وقد يعتبر ذلك من وجهة نظر الإدارة التكنولوجية الحديثة إحدى نقاط ضعفهم، فهم أقل معرفة بالمخترعات الفنية الحديثة. وهذا يشكل ثغرة في أسلوبهم في الإدارة.
(اقض على وظيفتك!):
احترس فلا شك أن هناك مخاطر كثيرة… إن أحد الأخطاء الملحوظة في التخطيط للمستقبل المهني هو افتراض أن الهيكل الإداري الحالي هو الذي ستحقق في ظله النجاح في حين أن العكس هو الصحيح.
هناك مبرر قوي لهذه النظرة، إن كثيراً من الوظائف موجودة لأنها كانت دائماً موجودة وليس لأنها تمثل أفضل طريقة لأداء العمل. فإذا تولى شخص ما هذه الوظيفة، وقام بالأداء على الوجه الأكمل، فغالباً ما سيكون ذلك خروجاً عن التوصيف الوظيفي المحدد من قبل ما وإذا ترك هذا الشخص الوظيفة وشغلها من بعده شخص آخر، سنجد المدير قد قام بإعادة صياغة التوصيف الوظيفي على الوضع الجديد. إن الدرس المستفاد هنا هو أهمية استخدامك لتأثيرك وسلطتك لإحداث أفضل نتائج بصرف النظر عن طريقة الأداء في الماضي.
(ألفت الأنظار في شركتك الجديدة):
إذا انتقلت إلى شركة جديدة، قد يكون وضعك الجديد أضعف مقارنة بزملائك الجدد، فهم على علم بالأسرار، ويعرف، خيوط التحريك ويتألقون في مواقعهم على ذلك فإنه من المفضل أن تبدأ مباشرة في فهم البيئة المحيطة لكي تقوم بالتغيير الذي من شأنه أن يلفت الأنظار.
فكرّ في هذا الجانب وأنت تنتقل من عمل إلى آخر، وأسأل نفسك عن السبب في توظف الشركة الجديدة لك. فإذا كانت الوظيفة الجديدة عالية المستوى، فلا بد أن الشركة رأت أنك خير من يقوم بعملية التغيير… وتوليد ثقافة جديدة بدلاً من السائدة حالياً والتي تسبب انزعاجاً للإدارة العليا – فكرة الدم الجديد.
(لا تكذب في بيان سيرتك الذاتية):
ستتم مناقشتك في الوظيفة التي ترغب في شغلها وترى أنها ملائمة بك.. وعند ملء الاستمارة وتقديم بيان سيرتك، لاحظت أن الشخص الذي يقابلك افترض أمراً غير دقيق يتعلق بك مثل حصولك على درجة عالية من جامعة… هل يكون عليك توضيح هذا الموقف أم تتركه يمر لصالحك؟ إن هذا الأمر يمثل مخاطرة في الوقت الحاضر حيث اتفقت بعض شركات التوظيف مع الجامعات على موافاتها بكشوف الخريجين ابتداءً من عام 1995 في مقابل مبلغ معين، بحيث يصعب الآن الادعاء بالحصول على درجات علمية، وإذا حدث ذلك سيكون دلالة على عدم صلاحية المتقدم للوظيفة.
(قدر نفسك حق قدرها):
لا شك أن الحصول على التأهيل المناسب مثل التدريب، وحضور المؤتمرات، والمشاركة في الاستشارات يعتبر أمراً جيد رغم ما قد يبدو عليه ظاهرياً من أنه بلا جدوى، ولكنه يمثل أهمية كبيرة إذا ما كان موجهاً وذا علاقة بطبيعة عملك فليس هناك من هو أفضل منك ليحدد المهارات التي تحتاج إليها، لذا ساعد رئيسك الذي سيقوم بتقييمك بالاستعداد الجيد قبل إجراء المقابلة التي سيتم فيها تقييمك.
استعد الآن، وضع نفسك في الإطار الذهني الملائم من خلال الإجابة على..
* ما القيمة التي أضفته إلى عملك؟
* ما الذي يجب عليك فعله لكي تذهب إلى هناك؟
ومما نقرأه من عناوين فرعية التي لا تحتاج إلى ذكر تفاصيلها: (الإعلان عن الإستراتيجية) وتفاوض على كل شيء) و(أحذر هناك حسابات إدارية يجب أن تكون على دراية بها) و(كن حضارياً مع شيء من المرونة) و(إنهاء الخدمة بلباقة) و(أقدم على المخاطرة الذكية).