مال واقتصاد

بنوك الاستثمار العالمية تتراجع فى الصين لصالح منافسين محليين

– إجراءات تنظيمية أكثر صرامة دفعت العديد من المسئولين التنفيذيين إلى الرحيل
قللت الإجراءات الصارمة وصعود منافسين صينيين، من فوز البنوك الأمريكية والأوروبية، بتنظيم صفقات واكتتبات كبيرة بالصين، وهو النشاط الذى جلب أتعابا تقدر بنحو 7 مليارات دولار فى العام الماضى، ودعم حشد من رجال البنوك الأثرياء فى هونج كونج.

ومع تغير النشاط، ازداد استعداد العاملين ببنوك الاستثمار لترك الوظائف التنفيذية العليا الشاغرة، فيما استغنت البنوك عن خدمات ما يسمى «علاقات المصرفيين»، وهو النشاط الذى جاء بصفقات مربحة عن طريق شبكات واسعة من العلاقات مع عمالقة الشركات الصينية.

وفى الوقت نفسه، جعلت القواعد الأكثر صرامة، السوق الصينية أقل جاذبية بالنسبة لرجال البنوك الطموحين.
ديفيد تشين الذى تخلى عن منصبه كرئيس للأعمال المصرفية الاستثمارية فى مجموعة «يو بى إس» فى هونج كونج، قال إن البيئة التنظيمية فى الصين أصبحت أكثر صرامة، وكل شركة تمر بتعديل استراتيجى بطرق مختلفة، ولذلك أصبح كبار المسئولين أقل حرصا على العمل فى البنوك الاستثمارية بآسيا.
أمضى تشين 21 عاما فى يو بى إس وعمل على الكثير من الصفقات، مثل بيع الأسهم الخاصة بشركة تشاينا منشينج بانكنج بقيمة 4 مليارات دولار فى عام 2009، والطرح الأولى العلنى بقيمة 11.2 مليار دولار لبنك الصين فى عام 2006.
يعتزم تشين حاليا، تولى منصب باحث زائر فى جامعة كمبردج بالمملكة المتحدة فى سبتمبر.
ولم تعلن «يو بى إس» عن بديل له فى الصين حتى الآن.
رحل رجال بنوك آخرون لديهم خبرة تمتد لعقود فى الصين خلال السنوات العشر الماضية، من مؤسسات مثل دويتشه بانك ومجموعة كريدى سويس وشركة سيتى جروب، حيث أصبح عقد الصفقات فى الصين أصعب، عندما واجهت البنوك العالمية ضغط أصحاب الأسهم لتحسين الأرباح.
وفى الوقت نفسه، انقضت البنوك والمضاربات الصينية لتلقف العمل. وقد كسبت 2.7 مليار دولار من مصاريف الأعمال المصرفية الاستثمارية فى الشهور الستة الأولى من العام الحالى، أو نحو 75 % من الإجمالى، مقابل 65% فى النصف الأول من عام 2014، طبقا لما ذكرته شركة فريمان أند كومبانى للأبحاث فى نيويورك.
وتشمل البيانات مصاريف للنصائح بشأن الاندماجات والاستحواذات، ولترتيب القروض المجمعة وإصدارت الأوراق المالية أو الديون.
وللمرة الأولى، كان أعلى ثمانية فائزين برسوم الصفقات الصينية فى النصف الأول من عام 2015 جميعهم مؤسسات صينية، حيث كان «يو بى إس» البنك العالمى الوحيد الذى وضعه فريمان ضمن أعلى 10.
وفى الفترة نفسها من عام 2014، حصلت بنوك أجنبية على خمسة من المراكز العشرة الأولى.
وقال لاكلان كولكوهون، المدير العام لشركة الأبحاث إيست أند بارتنرز إيشا: «يبدو فقط أن هناك تغييرا للحرس فى أعمال هونج كونج المصرفية الاستثمارية، حيث تراجعت البنوك متعدة الجنسيات الأكثر ربحية التقليدية وحصل اللاعبون الصينيون الجدد نسبيا على قوة دفع».
وأضاف كولكوهون، أن إدارات المخاطر والامتثال فى البنوك العالمية، أصبحت أكثر وعيا بأن تقليل الصفقات فى الصين، يمكن أن تكون وراؤها شبهات سياسية، الأمر الذى يترك الطريق مفتوحا للمؤسسات الصينية.
وبالإضافة إلى تشين، تشمل المغادرات الأخيرة هنرى كا، 60 عاما، رئيس تمويل الشركات السابق لمنطقة آسيا والمحيط الهادى فى دويشه بانك ويكنى بـ«عراب المشروعات الخاصة الصينية» لدوره فى الموجة الأولى من الإدراج بواسطة الشركات الصينية ابتداء من أواخر التسعينيات.
وباعتباره عضوا فى فريق الطرح العام الأولى بمجلس الدولة للاكتتابات العامة، فيما بين عامى 1992 و1995، كان كاى مسئولا كذلك عن اختيار الدفعة الأولى من الشركات، التى تديرها الدولة لإدراجها فى هونج كونج.
ترك كاى دويتشه بانك فى شهر فبراير، وهو حاليا يؤدى عملا استشاريا للحكومتين الصينية والألمانية. ولم يعلن دويتشه بانك عن إحلال بديل.
واستقال زانج لى بنج، 56 عاما، الشهر الماضى من منصبه كمدير عام مشارك للصين الكبرى فى كريدى سويس، بعد 11 عاما من عملها مع البنك.
وسوف يتولى مسئولياته السابقة مدير آخر هو نيل هارفى، 53 عاما، وهو بريطانى الجنسية أصبح مدير البنك الوحيد لهذه المنطقة.
وكان لزانج علاقات وثيقة مع المؤسسات المالية الصينية مثل بنك الصين الصناعى والتجارى، الذى كان طرحه العام الأولى فى هونج كونج، ومقداره 16 مليار دولار فى عام 2006.
وفى سيتى جروب، استقال ثلاثة من رجال البنك فى وقت سابق من العام الحالى، وهم روجر زو، رئيس الأعمال المصرفية الاستثمارية الصينية، ويوجين قيان، الرئيس السابق لأعمال الصين فى سيتى جروب، وزينج جياو بنج، 52 عاما، مختص الاندماجات والاستحواذات الصينية، والذى بدأ حياته العملية مع إن إم روتشيلد أن صنز فى أوائل التسعينيات.
ولم يعلن البنك عن إحلال بديل لقيان وزينج، وإن عين كاثرين كاى وهى مصرفية صينية متمرسة من بنك أوف أمريكا.
ولم يعلق المتحدثون الرسميون لدويتشه بانك وسيتى جروب وكريدى سويس ويو إس بى فى هونج كونج، على هذا الموضوع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى