بين التسرع واغتنام الفرصة
تصادفنا في كثير من الأحيان مواقف نضطر فيها لا تخاذ قرار ما بسرعة. أكثر ما يخشاه المرء في هكذا مواقف هو التسرع الذي لا تحمد عواقبه. بالمقابل إذا انتظر الانسان ليتروى باتخاذ القرار فقد تفوته الفرصة وتفتح مجالاً كبيراً للندم والحسرة. كيف يمكن التصرف بسرعة وبحكمة بحيث نتجنب التسرع ونغتنم الفرص؟
الأمر يتعلق بالشخص أولاً وبالظروف المحيطة ثانياً. اتخاذ القرار بسرعة هو ميزة مهمة جداً لدى الأشخاص الذين يتمتعون بحس قيادي. لكن لا يمكن أن يكون كل الناس ذوي حس قيادي عال. واتخاذ القرار بسرعة يتعلق إلى حد كبير بتسلسل الأحداث التي تميز تصرف شخص عن شخص آخر.
الشخص الذي يحتاج إلى وقت للتفكير قبل القيام بكل شيء لا يمكنه اتخاذ القرارات بسرعة. إن فعل فسوف يقع غالباً ضحية التسرع ليس لنتائج ما يحصل معه بقدر ما هو نتيجة طريقته في تلقي نتائج تصرفاته.
القرار السريع غالباً ما يليه لدى الشخص ذو الحس القيادي قبول سريع للنتائج مهما تكن أما عند الشخص المتأني فإنه يقع ضحية التفكير واللوم الداخلي إذا لم تأتي النتائج حسب ما يشتيه.
من جهة أخرى، فإن تعرض الانسان لمشاكل كثيرة يدفعه عادة لا تخاذ القرارات بسرعة. السبب بسيط وهو الرغبة في رؤية نافذة جديدة يمكن أن يبرز منها حل. بالمقابل عندما تكون الأمور تسير على مايرام يصعب اتخاذ قرارات صعبة خوفاً من زعزعة الاستقرار الذي يعيش فيه الشخص.
بالنتيجة. اتخاذ القرار بسرعة هو اغتنام للفرصة فقط عندما يكون الشخص مستعداً لذلك وعندما تساعده الظروف المحيطة على ذلك. وإلا غالباً ما يبدو الأمر على أنه تسرع والنتائج تكون بذلك غير مرضية.