الصفات الحميدة والخلق الرفيع وطهارة القلب واللسان من أهم مميزات الإنسان الجيد، ولكن فكرة الاعتدال والوسطية تظل فاصلا بينهما وبين السلبية، فلا نستطيع أن نتحلى بهذه الصفات طوال الوقت مع أشخاص لا يستحقونها، أو لا يقابلوننا بنفس الطريقة.
“فبين الطيبة والسلبية خيط رفيع يمكن قطعة بكل سهولة، لأن غالبا ما يستغل الناس الطيبة ويعتبرونها ساذجة، بل تصل الأمور إلى درجة استغلال واستخدام الشخص نفسه فى تسير وتمرير مصالحهم الشخصية”.
وعندما تصل الأمور إلى هذه الدرجة تتحول هذه الصفات الحميدة إلى صفات ذميمة، فالشخص الذى يرضى عن استغلاله واستخدامه من أجل الآخرين هو شخص سلبى لا يمكن وصفه بالطيبة، لأن الطيبة وطهارة القلب إذا لم تتحل بذكاء وقوة تسيطر عليها وتحدد مسارها، يتحول الشخص حينها إلى دمية رخيصة يتلاعب بها البعض وقت احتياجهم لها، ويتركونها حينما تنتهى مصلحتهم منها.