من كتاب
أسرار السعادة في الحياه
الرضا والقناعة :
فالرضا سر من أسرار السعادة ، ومن لا يرضى عن نفسـه لا يعثـر علـى السعادة ، ولم يتفق الحكماء على سبيل السعادة مثلما أتفقوا على الرضا والقناعة ..
ويقول الفيلسوف “سقراط” :
” السعادة هى عدم أحتياج النفس لشئ ما .. أى فى القناعة ” ..
ويقول الأسكندر :
” سعادة الدنيا بالرضا بما رُزقت فيها ” ..
فيا أيها الصديق العزيز المتأمل فى ملكوت الله وجماله أرضى بما قسم الله لك تكن أغنى الناس وعليك أن تقنع بما قُسم لك من جسم ومال وولد وسكن وموهبه وهذا منطق القرآن ” فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين ” ..
” ويقول سبحانه وتعالى” :
“نحن قسمنا بينهم معيشتهم فى الحياة الدنيا ” فالرضا طمأنينه النفس وسكينه القلب ، والرضا يخلّص العبد من مخاصمه الرب فى أحكامه وقضائه وأول من خاصم الرب سبحانه وتعالى هو إبليس والعياذ بالله من عدم رضاه بحكمه وقضاؤه ..
وحكم الرب ماضِ فى عبده ، وقضاؤه عدلٌ فيه ، كما فـى الحديث “مـاضِ فـى حكمك ، عدلٌ فى قضاؤك ” ، ومن لم يرضى بالعدل فهو من أهل الظلم والجور ، والله أحكم الحاكمين وقد حرم الظلم على نفسه وليس بظلام للعبيد وتنزه عن ظلم الناس ، ولكن الناس أنفسهم يظلمون والرضا يفتح أبواب السلامه فيجعل قلبك سليماً ، نقياً من الغش والغل والحقد والحسد وكل هذه الصفات المعيبه من
ثمرات عدم الرضا والسخط والشك ، ويقول العالم الإسلامى “عائض القرنى” :
” الرضا شجره طيبه ، تسقى بماء الإخلاص فى بستان التوحيد ، أصلها الإيمان ، وأغصانها الأعمال الصالحه ” ..
ومن ملأ قلبه بالرضا بالقدر ، ملأ الله صدره غنى وأمنا وقناعه ، وفرغ قلبه لمحبته والإنابه إليه والتوكل عليه ..
والرضا يثمر الشكر الذى هو من أعلى مقامات الإيمان ، بل هو حقيقة الإيمان ، فإن غاية المنازل شكر المولى ، ولا يشكر الله من لا يرضى بمواهبه وأحكامه وصُنعه وتدبيره وأخذه وعطائه ، فالشاكر أنعم الناس بالاً، وأحسنهم حالاً ..