تنمية بشرية

تخلص من أعذارك وأوهامك

تخلص من أعذارك وأوهامك

لماذا يمضى الناس وقتاً كثيراً يخدعون أنفسهم عمداً بصنع الأعذار لتغطية نقاط ضعفهم ,
ولو استعمل ذلك الوقت بطريقة أخرى لكان كافياً لعلاج نقاط الضعف تلك ,
عندها لا تعود هناك حاجة للأعذار ”
صدقني أخي , إن بإمكان الفرد مِنّا أن يصنع قائمة بطول ذراعيه يملؤها بالحجج
والأسباب لتبرير تعاسته , بل يمكن أن يصنع قائمة أطول من ذلك لتمتد بطول الشارع
بل الحي الذي يسكن به , فالأمر لا تحّده أية حدود ! فما دمنا لا نحيا الحياة التي نتمناها ,
ولا نفعل الأشياء التي نريد القيام بها حقاً , فلن تجدي أية أعذار , والحجج لن تعوضنا
عن ذلك شيئاً.
فإذا نظرنا حولنا , سنجد أن هناك كماً هائلاً من الناس لديهم نفس الظروف ولكنهم يقهرونها
, فقد نقابل أشخاصاً ناجحين وسعداء رغم افتقارهم إلى التعليم , وأشخاصاً يصنعون ثروات
في نفس الظروف الاقتصادية التي يمر بها من حولهم , وآخرين يعيشون حياة سعيدة وممتعة
رغم أن عندهم أولاد كثيرون , وهؤلاء الذين نجحوا في تحسين علاقتهم الزوجية التي كانت
قد أصابها الفتور ,ليملئوا حياتهم بالحب مرة أخرى , هؤلاء من اكتشفوا نفس الاكتشاف
الذي حققه أحد التعساء وعّبر عنه قائلاً ” لقد اعتدت أن ألقى باللوم على الطقس دائماً
, معتقداً أنها عندما تمطر , تمطر علىّ وحدي , ثم اكتشفت أنها تمطر على الأغنياء
أيضاً ! فكلنا نعيش تحت سماء واحدة ”
فقدر المتعة التي نستمدها من الحياة تتناسب عكسياً مع قدر اللوم الذي نلقيه على الظروف .
فهل تعتقد أن ما يحول حقاً دون خروجك من دوامة الحياة واهتمامك بنفسك ,
هو ضيق الوقت ونقص المال ؟ صدق أو لا تصدق , إن كل هذه الأمور ليست سوى أعذار .
فعندما يرغب الإنسان حقاً في القيام بأمرا ما , سيجد السبيل للقيام به , فنقص
المال وضيق الوقت ما هي إلا أعذار نعطيها لأنفسنا حتى نتفادى القيام بشيء
يتطلب جهداً كبيراً أو يتضمن شيئاً من المخاطرة , على الرغم من إننا نتمنى
دائماً الوصول إلى نتائج هذا الأمر , كما أن هناك الكثيرون الذين يودون التخلص
من عاداتهم السلبية , ينتظرون ويسّوفون إلى أن تتحول تلك العادات إلى شيء
ثقيل يصُعب التخلص منه , ولو أنهم بادروا وبدأوا في التخلص منها حين ظهورها
لكانت سهلة المنال .
فإذا ما أردت تغيير حياتك , فتخلص من تلك الأعذار المثبطة
التي ستمنعك من تحقيق أحلامك , وابدأ الآن ولا تنتظر , فأنت تمتلك المفاتيح
الرئيسية التي ستقودك إلى ما تتمناه , وذلك المفتاح ليس ملموساً , لكنه قوى
, وهو ميزة الرغبة المشتعلة في ذهنك للحصول على شكل محدد من أشكال
النجاح الذي تريده , ولا يوجد رسوم أو ضرائب على استعمال ذلك المفتاح
, لكنه يوجد ثمن يجب عليك دفعه , هو أن تغزوا نفسك وتتحكم فيها وتجبر الحياة
على دفع ما هو مطلوب منها .
فابدأ الآن واجتهد وتخلص من كل ما يعوق تقدمك وانطلاقك , لان المكافأة التي
ستحصل عليها تستحق ذلك وأكثر .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى