هناك العديد من أساليب و طرق التدريب على تعديل التفكير و السلوك و الضبط الذاتي , سوف نوالي نشرها قريباً على الموقع .. وبداية :
إستبصار النفس بالملاحظة
تقول الآية الكريمة فى سورة الذاريات:
” وفى أنفسكم أفلا تبصرون”(الذاريات : 21)
واستبصار الفرد بنفسه هو الأساس الأول لمعرفة الانسان حقيقة نفسه .. أفكاره وسلوكياته .. واسباب مرضه وإنحرافه .
اذن لابد للإنسان ان يتأمل ويتعرف على أفكاره وتصوراته وما ينتج عنها من انفعالات، كذلك يتضمن استبصار النفس أيضا التعرف على عادات الفرد وسلوكياته وربطها بالأفكار والانفعالات المصاحبة لها.. ولكن كيف يتم ذلك بأسلوب علمى؟. يجب على الشخص تسجيل ملاحظاته لذاته فى جداول متابعة بالوقت والتاريخ.. ثم الرجوع اليها من وقت لآخر.
استبصار النفس بالملاحظة
اليوم التاريخ الوقت |
الانفعالات غير المرغوبة نوعها؟ وشدتها؟ (من صفر – 10) |
الأفكار الانهزامية والسلبية |
الأعراض النفسية؟ والسلوكيات غير المرغوبة |
|
|
|
وبعد حصر العيوب من إنفعالات غير مرغوبة وأفكار إنهزامية خاطئة يبدأ الفرد بإختيار أكثرها إزعاجًا لتعديله أو التخلص منه بالتدريب اليومي ومتابعة النتائج من خلال مفكرته الخاصة (راجع أساليب تعديل التفكير والسلوك)
الضبط الذاتي : التعلم والتحلم وعلاج الغضب
(( القوة النفسية ))
القدرة على ضبط حدة الغضب الناتج عن تصرفات الآخرين أوحماقات البعض هى لعبة القوة فى هذا العصر.. فالقوى حقاً هو الذى يدرك انه يجب عدم إهدار طاقاته ووقته فى مشاجرات وصراعات لاتستحق ولن تنتهى.. ويحتاج اكتساب هذه الصفة إلى التدريب المستمر على ضبط الانفعال والتحكم فيه والمتابعة من خلال الجداول والمذكرات.
والتخلص من سرعة الانفعال والغضب ضرورة.. حيث تأكد تأثير الغضب تأثيراً سلبياً على كافة العمليات الذهنية وفى القدرة على التفكير المنطقى.. ويفرز الجسم العديد من هرمونات الغدة الكظرية والنخامية والمواد الناقلة للشحنات العصبية اثناء الغضب والغيظ.. كما يفرز الكبد كميات كبيرة من السكر لكى يصبح الجسم مهيئاً للقتال أو للدفاع عن نفسه، ولقد دعانا القرآن إلى التحكم فى هذا الأنفعال القوى والذى لايجب ان نلجأ إليه إلى عند فشل كافة الطرق العقلانية لعلاج المشكلات التى يواجهها الانسان.
فإذا كان الشخص ممن يقعون فريسة لهذا الانفعال باستمرار فعليه ان يقوم بغرس معانى الآيات التالية فى ذهنه وأن يرددها وهو يتأمل معانيها , وأن يدرب نفسه على تطبيقها فى مواقف تخيلية ثم فى مواقف حية .. مع متابعة تقييم الذات وإستخدام أسلوب مكافأة الذات عقب كل تقدم يتم إحرازه .. ومن هذه الآيات الكريمة : ” أدفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم ” ( فصلت 34 )
“فاصفح الصفح الجميل” (الحجر 85)
“ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور” (الشورى43)
“والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، والله يحب المحسنين“
( آل عمران (134
ثم عليه ان يختبر نفسه فى مواقف عملية تجريبية.. وأن يتدرب بعزيمة وأصرار وإنتظام على تطبيق الحديث الشريف : ” إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم ” .. ونعنى هنا أنه كلما قابله موقف يدعو إلى الغضب.. أن يسجل فى الجدول السمات والصفات غير المرغوبة والمرغوبة وإلى أى درجة أستطاع أن يتسامح ويصفح ويعفو وهو يقول لنفسه أنها القوة النفسية وحقاً ما قاله الرسول الحكيم :
“ليس الشديد بالصرعة ,إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب “.