تعرف على إدارة المخاطر في الشركات الناشئة
تنطوي
إدارة المخاطر في الشركات الناشئة على أهمية كبرى؛ إذ إن الهشاشة هي السمة الأبرز لهذه الشركات، ولعل الفشل في إدارة المخاطر _على اختلاف أنواعها وأصنافها_ هي السبب في عدم قدرة 50% من الشركات الناشئة على اجتياز عتبة السنوات الخمس الأولى.
إذًا يمكن القول إن إدارة المخاطر في الشركات الناشئة واحدة من أهم ضمانات النجاح، لكن أغلب رواد الأعمال، لا سيما إذا كانوا حديثي عهد بمجال العمل الحر بشكل عام، يركزون على المخاطر قصيرة المدى وينسون، في الوقت ذاته، المخاطر بعيدة المدى.
ومن الواجب الإشارة أيضًا إلى أن هناك بعض المخاطر التي قد لا تبدو كبيرة ولكن تأثيرها السلبي كبير للغاية، ومنها على سبيل المثال: الفشل في توقع احتياجات العملاء، أو حتى تغير اللوائح الحاكمة لقطاع الأعمال في البلد الذي تعمل فيه.
خطوات إدارة المخاطر في الشركات الناشئة
ويرصد «رواد الأعمال» أهم خطوات إدارة المخاطر في الشركات الناشئة وذلك على النحو التالي..
تحديد المخاطر
لن تستطيع مواجهة المخاطر إلا بعد تحديدها؛ أي لا بد أن تعرف أولًا ماهية المخاطر التي تواجه عملك قبل أن تفكر في سبل مواجهتها. وحيال مسألة كهذه يكون لزامًا عليك أن تفكر على نحويين: الأول أن تفكر في المخاطر الحالية؛ أي التي تواجه العمل في الوقت الراهن، أما المنحى الثاني فهو ذاك المتعلق بالتفكير في المخاطر التي يحتمل أن تواجه عملك على المديين “المتوسط والبعيد”.
لكن من المهم إدراك أنك بمفردك غير قادر على الإحاطة بكل المخاطر التي تواجه أو التي يُحتمل أن تواجه مشروعك الصغير أو شركتك الناشئة، ومن ثم يمسي لزامًا عليك الاستعانة بالعقول الأخرى؛ للوقوف على رؤاهم وتصوراتهم حول تلك المسألة موضع الدراسة والنظر.
قياس وتقييم المخاطر
الآن بعد أن أمست لديك قائمة طويلة بماهية المخاطر الحالية أو المحتملة التي تواجه مشروعك، فإن عليك أن تخطو خطوة أخرى إلى الأمام _طالما أنك تريد معرفة إدارة المخاطر في الشركات الناشئة وفعل ذلك بمنهجية
علمية محكمة وقويمة_ وتقوم بقياس وتحديد مدى/ درجة خطورة كل خطر من الأخطار التي تواجه شركتك الناشئة على حدة، والمدى الزمني كذلك الذي يحتمل أن يؤثر في هذه المخاطر.
وتنبع أهمية خطوة كهذه من أنها تساعدك في وضع الطريقة المناسبة للتعامل مع كل واحد من هذه المخاطر، فلا تهول من أمر خطر يسير، ولا تهون من أمر خطر عظيم.
كيف تتعامل مع المخاطر؟
وطالما أننا عرفنا ما يواجهنا من مخاطر ودرجة حدة/ خطورة كل واحد منها فإن الخطوة المنطقية التالية هي أن نواجهها ونحد من غلوائها، لكن كيف؟
في الواقع هناك عدة منهجيات للتعامل مع المخاطر تلك، التي نذكر منها ما يلي:
التجنب
ليست هذه الطريقة نوعًا من الهروب، وإنما هي حكمة منقطعة النظير؛ فإذا علمت، على سبيل المثال، أن النظم واللوائح الحاكمة في سوق ما شديدة التعقيد وقد تودي بأعمالك وتأتي على بنيانها من القواعد، فإن الحكمة أن تكف عن محاولة دخول هذا السوق والبحث عن سوق أفضل منه حالًا.
طبيعي أن المخاطرة جزء مهم من أي استثمار، لكن الأهم _وهذا ما يتوجب علينا التشديد عليه خاصة ونحن نتحدث عن إدارة المخاطر في الشركات الناشئة_ أن نعرف متى وكيف نخاطر؟
التخفيف
قد يكون هناك خطر من الأخطار لا سبيل إلى محوه أو إلغائه، وفي هذه الحالة يكون منطقيًا العمل على التخفيف من حدته وآثاره، شريطة أن يكون عملك قادرًا على ذلك.
وأبرز مثال على ذلك القرصنة والهجمات الإلكترونية، فهذا الخطر سيظل قائمًا على الدوام، وسيمثل خطورة على بياناتك الحساسية، لكن يمكنك؛ من خلال تكنيكات الأمن السيبراني، تأمين بياناتك إلى أبعد درجة ممكنة، وبالتالي تكون خففت من حدة هذا الخطر.
الإحالة
لنعترف بأن
إدارة المخاطر في الشركات الناشئة أو حتى بشكل عام أمر عسير حقًا، وقد يفشل رواد الأعمال في التعامل مع المخاطر التي تواجه شركاتهم، خاصة إذا كانوا حديثي عهد بهذا المجال، ومن ثم يكون منطقيًا أن يعهد هؤلاء القوم إلى أشخاص قادرين من المتخصصين في إدارة المخاطر بالتعامل مع التهديدات التي تواجه أعمالهم.
وتتم عملية الإحالة تلك عندما تكون الفرص كبيرة، ومن العسير تركها بسبب هذا الخطر أو ذاك.
وبعد فتلك بعض الاعتبارات التي يجب أخذها في الحسبان عند التفكير في إدارة المخاطر بالشركات الناشئة، ولا شك أن لكل شركة ظروفها الخاصة، كما أن لكل خطر شروطه الخاصة التي تتطلب تعاملًا مختلفًا وفريدًا.