يوضح الدكتور محمد أمين المفتى، أستاذ المناهج وإستراتيجيات التدريس بكلية التربية بجامعة عين شمس والعميد الأسبق للكلية، أن هناك فرقا بين الثقة بالنفس والغرور، فالأولى تقدير للإمكانات التى يمتلكها الشخص، والثانى شعور بالعظمة والتعالى على الآخرين، وعدم التقدير للإمكانات والشعور بالقدرة على عمل أى شىء حتى لو كان أكبر من إمكاناته.
ولكى يبنى الشخص الثقة فى نفسه عليه أن يعرف حدود إمكاناته، وما الذى يستطيع عمله وما لا يستطيعه، هذا يجعله يقدم على كل ما يمكنه عمله، وبذلك يكون النجاح فى متناوله، وعندما يطلب منه رأيا فى موضوع ما عليه أن يفكر ويدرس قبل إبداء رأيه، ولا يحاول أن يقارن إمكاناته بإمكانات غيره (فدائما هناك ما هو أكثر ويسمى بالفروق الفردية بين الأفراد) حتى لا يشعر بأنه أقل من غيره فى الإمكانات، وإذا لم يوفق الشخص فيما قام به من عمل أو اجتياز امتحان أو غير ذلك فلا ييأس ويقول “أنا فاشل” “لن أستطيع..” “مهما بذلت من جهد فلن أنجح”، وغير ذلك من عبارات محبطة، ولكن عليه أن يحاول المرة تلو الأخرى حتى يكتب له النجاح .
إذا نظرنا إلى الطالب مثلا وما يقوم به من دراسة واستذكار فعليه أن يضع نصب عينيه هدف النجاح ويعمل على تحقيقه، وإذا صادفته صعوبات تعلم عليه أن يتغلب عليها فهذا يؤدى إلى بناء الثقة فى نفسه، ويقول لنفسه دائما: “أنا قادر على فهم ما أقرأ”، قد تغلبت على صعوبات تعلم الدرس، بالمحاولة ثانيا وعدم اليأس” “لقد بذلت جهدى قدر طاقتى فى الاستذكار وسوف أنحج بإذن الله، إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا”.
ويذكر نفسه أنه قد يكون من بين زملائه من هو أفضل منه ولكنه سوف يبذل جهدا مضاعفا حتى يحقق النجاح فى المرات القادمة”، وما إلى ذلك من عبارات التشجيع التى يقوى الإنسان بها الثقة فى نفسه.
وبالنسبة للوالدين فعليهما أن يشجعا الابن أو الابنة باستمرار و يغرسا الثقة فيه، ولا يقولا أبدا “مهما عملت سوف ترسب” “أنت فاكر إنك هتنجح بما ذاكرته” “طول عمرك فاشل” هذه العبارات المحبطة ومثيلاتها كفيلة بهدم الثقة فى النفس، فعلى الوالدين أن يتجنبا مثل هذه العبارات، وحتى إذا لم يوفق الابن أو الابنة فعليهما أن يشدا من أزره ويشجعانه، وأن هذا ليس بنهاية المطاف وإذا حاولت مرة أخرى وبذلت الجهد فسوف توفق، ويذكرانه بنجاحاته السابقة.