تأتي أهميّة العلاقة بين التدقيق الداخلي والمدقق الخارجي بالنسبة لحوكمة الشركات من خلال اعتماد المدقق الداخلي على التدقيق الداخلي في تدقيق القوائم الماليّة وبمعنى آخر قرارالاعتماد Reliance Decision، ويتأثّر مدى الاعتماد على عمل التدقيق الداخليّ بنزاهة الإدارة، فكلّما زادت نزاهة الإدارة كلّما زاد اعتماد المدقق الخارجي على عمل إدارة التدقيق الداخلي .
ويعتمد المدققون الخارجيّيون على عمل التدقيق الداخليّ في كل من اختبار الرقابة الداخليّة والاختبارات التفصيليّة، بالإضافة إلى اعتمادهم عليها عند التخطيط للتدقيق الخارجي .
ويجب أن يعلم المدقق الخارجيّ وأن يكون له اتّصال بتقارير التدقيق الداخليّ ذات العلاقة وأن يتمّ إعلامه بأيّ أمور مهمّة تصل إلى علم المدقق الداخليّ والتي قد تؤثّر على عمل المدقق الخارجيّ، وبالمثل يقوم المدقق الخارجيّ عادةً بإخطار المدقق الداخليّ بأيّ أمور مهمّة قد يكون لها أثر على التدقيق الداخلي.
ومن الجدير بالذكر أنّ عمل التدقيق الداخليّ والذي يعتمد عليه المدقق الخارجيّ يتمّ أداؤه بصفـة مستقلّة عن التدقيق الخارجيّ وليـس بغرض تقديم مساعدة مباشرة لها.
وفي الواقع يُستثمر هذا التعاون بين المدقق الداخليّ والمدقق الخارجيّ في تعزيز مبادئ حوكمة الشركات وزيادة فعاليتها في عدة نواحي أهمّها مايلي :
أ. يستطيع المدقق الخارجيّ الاعتماد على المدقق الداخليّ في معرفة ما إذا كان نظام الرقابة الداخليّة ينفّذ بطريقة مرضية للحفاظ على دقّة وشفافيّة البيانات المسجّلة بالدفاتر وينعكس على عدالة الإفصاح.
ب. يتوفّر للمدقق الخارجيّ المعلومات الكافية عن توزيع المهام والمسؤوليّات بين أفراد المنشأة.
ج. يساعد المدقق الداخليّ المدقق الخارجيّ في نهاية السنة الماليّة في الحصول على مصادقات من العملاء بأرصدة حساباتهم وفي تحضير كشوف ومرفقات بعض بنود الميزانيّة.
د. يمكن للمدقق الخارجيّ الاعتماد على أوراق العمل والتقارير التي يقدّمها المدققون الداخليّون من خلال قيامهم بأنشطة التدقيق.
ه. الاعتماد على المدقق الداخليّ بالنسبة لفحص عمليّات الفروع وعمليّات الجرد التي تتمّ فيها في حالة المنشآت ذات الفروع المنشرة جغرافيّاً.
و. اعتماد المدقق الخارجيّ على الداخليّ يقلّل من التفاصيل ويركّز على الأمور الجوهريّة.
ز. اعتماد المدقق الخارجيّ على المدقق الداخليّ في مجال اكتشاف التلاعب نظراً لتواجده الدائم في المنشأة واحتكاكه بكافّة المستويات الإداريّة.
ح. يجب أن يلتقي المدققون الداخليّون والمدققون الخارجيّون دوريّاً من أجل مناقشة الاهتمامات المشتركة والانتفاع من مهاراتهم المتكاملة وحصول كل منهم على فهم لنطاق عمل الآخر.