تعلم فن الاستماع
د/ أحمد فخرى هانى
هناك بعض المصطلحات التى تتردد فى ميدان تعلم الاستماع، ولكل مصطلح منه دلالته اللغوية والاصطلاحية، ولذا كان من الأهمية ومنعاً للخلط والتشتت أن نفرق بين كل مصطلح من هذه المصطلحات بالمناقشة والتعليق. وفيما يلى عرض لهذه المصطلحات :
1- الاستماع : Listening
يقصد بالاستماع فى اللغة: الفهم من قولهم “سمعت كلامه أى فهمت لفظه”. (314: 1)
فالاستماع عملية من عمليتى الاتصال بين البشر ووسيلة من بين وسيلتى الاتصال اللغوى الذى له جانبان جانب الإرسال وهو: إما أن يكون عن طريق الكلام أو الكتابة وجانب آخر هو الاستقبال: إما أن يكون عن طريق القراءة أو الاستماع، وكلاهما يتطلب عملاً عقلياً هو الفهم.
فالاستماع إذن : “هو فهم الكلام أو الانتباه إلى شىء مسموع مثل الاستماع إلى متحدث، بخلاف السمع الذى هو حاسة وآلته الأذن ومنه السماع وهو عملية فسيولوجية يتوقف حدوثها على سلامة الأذن ولا يحتاج إلى أعمال الذهن أو الانتباه لمصدر الصوت”. (2: 182 : 183)
وهناك من يذهب إلى أبعد من ذلك فيعرف الاستماع بأنه “عملية عقلية تتطلب جهداً يبذله المستمع فى متابعة المتكلم وفهم معنى ما يقوله واختزان أفكاره واسترجاعها إذا لزم الأمر وإجراء عمليات ربط بين الأفكار المتعددة”. (3: 146)
ومن ذلك يتضح أن الاستماع هو عملية استقبال الأذن للكلمات المنطوقة وفهمها وتحليلها والحكم عليها.
2- السمع : Hearing
يعرف السمع هاريس (Harris) بأنه “عملية فسيولوجية يتوقف حدوثها على سلامة الأذن ولا تحتاج إلى أعمال الذهن أو الانتباه لمصدر الصوت”. (2: 182)
كما يعرفه (محمود رشدى خاطر) بأنه : “مجرد استقبال الأذن لذبذبات صوتية من مصدر معين دون إعارتها انتباهاً مقصوداً، فالاستماع إذن عملية بسيطة تعتمد على فسيولوجية الأذن وقدرتها على التقاط هذه الذبذبات الصوتية”. (4: 165)
ويعرفه كلٌ من (محمد ظافر، يوسف الحمادى) : بأنه “فى اللغة إدراك الصوت بحاسة الأذن والسماع فطرى ولا يحتاج إلى مهارات خاصة”. (5: 127 : 128)
ويتضح مما سبق أن السمع حاسة من حواس الإنسان تتم عن طريق سلامة الجهاز السمعى وقدرته على استقبال هذه الذبذبات الصوتية ولا تحتاج إلى أعمال للذهن أو انتباه لمصدر الصوت.
3- الإنصات : Auding
يعرفه (فتحى على يونس) بأنه : “نوع أعلى فى الاستماع تتوافر فيه النية والقصد مع الرغبة الشديدة فى تحصيل المنصت إليه”. (6: 196)
ويعرفه (محمود رشدى خاطر) “الإنصات هو تركيز الانتباه على ما يسمعه الإنسان من أجل هدف محدد أو غرض يريد تحقيقه”. (7: 166)
ومما سبق يمكن القول أن هناك فرق بين الاستماع والإنصات (الإصغاء) وهذا الفرق فى الدرجة وليس فى طبيعة الأداء.
فالاستماع قد يكون متقطعاً كاستماع التلميذ لشرح المعلم أو استماع الطلاب للمحاضرة فى جو من الضوضاء والصخب وذلك لأن المستمع يتابع بعض الوقت ثم ينصرف عنه.
أما الإصغاء (الإنصات) فهو استماع مستمر غير متقطع مع شدة الانتباه والتركيز لمصدر الاستماع مع مداومة الفهم لما يسمع.
وبهذا يمكن القول أن الإنصات يتضمن استماعاً وليس كل استماعاً يتضمن إنصاتاً.
أهمية الاستماع :
يقول قدماء العرب فى فضل الاستماع وأهميته : “تعلم حسن الاستماع قبل أن تتعلم حسن الكلام فإنك إلى أن تسمع وتعى أحوج منك إلى أن تتكلم”. (8: 132)
فعن طريق الاستماع انتقل التراث الثقافى والحضارى عبر الأجيال. فلولا عملية الرواية والاستماع والحفظ هذه لضاعت من التراث الإنسانى حضارات ولاندثرت أمم بثقافتها.
ففى تلك العصور كان المتكلم هو مصدر الثـقة والصدق وكان المستمع يفترض الصدق والنزاهة فى المتكلم الذى كان يتحلى بهذه الصفات فى معظم الأحيان. (9: 163 : 164)
كما أن للاستماع دوراً مهماً ورئيسياً فى تعليم فاقدى البصر، فعن طريق الاستماع للعلوم المختلفة أصبحوا قادرين على التعلم مثلهم مثل الأسوياء، وازدهروا فى منابر علمية كثيرة ونذكر على سبيل المثال وليس الحصر عميد الأدب العربى طه حسين الذى تبوأ أعلى المناصب عن طريق الاستماع الجيد وإتقان مهاراته المختلفة وتفوق على من لديهم حاسة الإبصار فى عصره.
ومع التقدم التكنولوجى فى العصر الحاضر واختراع التلفاز والمذياع والأنظمة الحديثة لمخاطبة الجماهير ومتلقى العلوم الحديثة بدا الاهتمام بالاستماع ومهاراته للاستفادة من تلقى المعلومات عن طريق حسن الإنصات والإصغاء إلى المتحدثين من علماء ومتخصصين فى شتى العلوم حيث أصبح فى المحافل الدولية والمؤتمرات العلمية المتحدث واحد أمام قاعدة عريضة من المستمعين.
فالإنسان العادى يستغرق فى الاستماع ثلاثة أمثال ما يستغرقه فى القراءة. كما وجد أن الفرد يستغرق 70% من ساعات يقظته فى نشاطه اللفظى ويوزع هذا النشاط بالنسبة المئوية التالية 11% من النشاط اللفظى كتابة، 15% قراءة، 30% حديثاً، و 40% استماعاً. فمن الواضح أن 70% من وقت الكبار يذهب فى عمليات اتصال لغوى تبلغ مهارات الاستماع 40% وأثبت البحث العلمى أن معظم الناس يستوعبون 30% من استماعهم كما أثبت أن معظمنا يتذكر أقل من 25% مما يصل إلى أذنيه. (10: 95 : 96)
فعندما يطول الحديث ترى كثيراً من الناس ينصرفون عنه وحين يطلب منهم إبداء الرأى فى الموضوع الذين استمعوا إليه تجدهم غير قادرين على إبداء الرأى لأنهم لم يستمعوا جيداً ولم يعرفوا كيف يستمعون، مما يدل على أن الاستماع الجيد أساس لإبداء الرأى الموضوعى الصحيح. (6: 195)
ومن سمات هذا العصر أن الكلام والاستماع أهم وسائل الاتصال، لهذا كان من الضرورى تدريب الطفل حتى يصبح مستمعاً جيداً يعرف آداب الاستماع ويمارس أنماط الاستماع المختلفة بمستويات تناسب إدراكه ونموه اللغوى واللفظى.
وأن ندرب أطفالنا وتلاميذنا على تنمية هذه المهارة بكفاءة، وفعالية سواء فى حياتنا الاجتماعية أو المدرسية. (11: 164 : 165)
حيث دلت أبحاث وليمس (Williams, 1962) على أن قوة التمييز السمعى تتطور تطوراً سريعاً من السنة الثالثة بعد الميلاد حتى العاشرة ثم تكاد تصل إلى نموها الصحيح بعد الثالثة عشرة بقليل.
ولهذه الحاسة أهمية بالغة فى الارتقاء بالنمو اللغوى عند الأطفال فهى الركيزة الأولى التى تقوم عليها مهارات الاستماع واللغة. (12: 124)
أهمية الاستماع لتلميذ المرحلة الابتدائية :
وأشارت دراسات كثيرة فى أوربا وأمريكا إمكانية تفوق تلميذ المرحلة الابتدائية فى الدراسة وفقاً لتفوقه فى مهارات الاستماع وعندما يتعرف التلميذ على نمطه الاستماع فإنه يستطيع أن يطور نفسه فى الاستماع وفى فنون اللغة بل وفى عملية التعليم والتعلم وفى تحصيله الدراسى أيضاً. (13: 45 : 49)
ففى دراسة أجرتها “هولو” على تلاميذ الصف الخامس الابتدائى لقياس مدى فعالية برنامج لتدريس الاستماع وجدت إمكانية تنمية مهارات الاستماع لدى هؤلاء التلاميذ وأن التلاميذ قد استفادوا من البرنامج واتضح أن مهارات الاستماع عندما تنمى تعمل على الفهم فى القراءة والنشاط اللغوى ككل. (14: 158 : 161)
كما أسفرت دراسة حديثة عن أن تلاميذ المدرسة الابتدائية يقضون حوالى 2.5 ساعة من كل 5 ساعات فى اليوم فى تنمية مهارات الاستماع. وأوضحت بعض الدراسات أن طلاب المدرسة الثانوية فى بعض الدول الأوربية يخصصون 30% من برنامج تعليم اللغة للحديث، 16% للقراءة، 9% للكتابة و 45% للاستماع داخل فصول الدراسة. (15: 107)
فالاستماع ركن أساسى فى استيعاب وتحصيل التلميذ، فأحياناً يتأخر التلميذ فى التحصيل الدراسى ليس بسبب نقص فى الذكاء بل لأنه لا يفهم ولا يستوعب بوضوح لأنه لا يسمع بوضوح، فهناك ارتباط قوى بين عدم تطور مهارة الاستماع وضعف السمع وبين قلة الاستيعاب والتحصيل الدراسى لدى التلميذ.
فمن الملاحظ أن للاستماع دوراً مهماً فى عملية الاستيعاب والتحصيل لدى الأطفال جيل المستقبل وهم فى أشد الحاجة إلى تنمية هذه المهارة فى بداية مراحل تكوينهم اللغوى والمعرفى لما لها من فائدة ونفع على هؤلاء الأطفال فى المراحل الدراسية والحياتية القادمة.
وليس أدل على أهمية الاستماع من تركيز القرآن الكريم على أهمية طاقة السمع. وتقديمها على قوى الإدراك والفهم والحواس الأخرى، ويذكرها فى أكثر من سبعة وعشرون موضعاً، وهذا التذكير المتعمد يدل على مدى أهمية هذه الطاقة السمعية التى وهبها الله سبحانه وتعالى للإنسان :
“والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون” (النحل : 78)
“إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً” (الإسراء : 36)
“ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم” (سورة البقرة : 20)
“أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم” (محمد : 23)
“إن الله كان سميعاً بصيراً” (النساء : 58)
“ليس كمثله شىء وهو السميع البصير” (الشورى : 11)
“مثل الفريقين كالأعمى والأصم والسميع والبصير هل يستويان مثلاً أفلا تذكرون” (هود : 24)
“ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون” (هود : بعض الآية 20)
“أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحى من الميت” (يونس : 31)
والمتأمل لتلك الآيات السابقة يرى أن القرآن الكريم يقدم السمع على البصر لما له من أهمية فى الإدراك والفهم والتفحص ويتعرف على النعمة التى أنعم الله بها علينا.
وفى قوله تعالى “قل أوحى إلىَّ أنه استمع نفرٌ من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدى إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحداً” (الجن : 1، 2)
وفى قوله تعالى : “قالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا فى أصحاب السعير” (الملك : 10)
“ربنا إننا سمعنا منادياً ينادى للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا” (آل عمران : 193)
“وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين” (المائدة : 83)
“يطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون” (الأعراف : 100)
“وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون” (الأعراف : 204)
“أفلم يسيروا فى الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور” (الحج : 46)
وتوضح الآيات الكريمة أهمية الاستماع فى التقويم والنقد وعمل الأذن وتلقيها للأصوات والتعرف والتمييز والاستنتاج والتفسير والربط بين الأفكار والخبرة السابقة للمستمعين. ويتضح من خلال تدبر الآيات الكريمة أثر الاستماع على المستمع.
وفى قوله تعالى : “يا أيها الناس ضُرب مثل فاستمعوا له” (الحج : 73)
“استمع يوم ينادى المنادى من مكان قريب” (ق : 41)
وفى قوله تعالى لسيدنا موسى : “وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى” (طه : 13)
وتركز هنا الآيات الكريمة على أهمية التركيز، والانتباه والاهتمام أثناء عملية الاستماع حيث يتضح هنا أن الاستماع عملية عقلية إيجابية ومقصودة ويتم فيها تدبر وفهم لما يستمع إليه المستمع.
وفى قوله تعالى : “ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله إن فى ذلك لآيات لقوم يسمعون” (الروم : 23)
وتكشف الآية الكريمة عن أهمية السمع فى إدراك الليل والنهار حيث أن النهار يسمع فيه الإنسان حركة المعيشة والضجيج والأصوات الصاخبة.
أما الليل فتسكن فيه الحركة ويعم فيه السكينة العامة والصمت ويدرك الإنسان أن الليل قد حل به.
فالآية توضح أهمية حاسة السمع فى إدراكها الليل والنهار، فالأعمى يدرك الاثنان عن طريق حاسة السمع.
فحاسة السمع هى الحاسة الوحيدة التى جعلها الله عز وجل لا تنام، فالإنسان ينام ويظل سمعه يعمل ويستيقظ على صوت الجرس أو المنبه أو من يوقظه أو على صوت شديد.
ويمكن إيجاز أهمية حاسة السمع والاستماع عامة فى النقاط التالية :
1- عن طريق الاستماع انتقلت إلينا حضارات وثقافات القدماء عبر الأجيال وتعرفنا أيضاً على حضارات أمم وشعوب أخرى فى الماضى عن طريق الرواة والقصاصين.
2- للاستماع دور هام فى تلقى العلم والتعلم عن طريق الوسائل الحديثة فى العصر الحاضر من راديو، وتلفاز، وتلقى المحاضرات والمؤتمرات والندوات، وقاعات البحث فعن طريق الاستماع والإنصات يحصل المستمع إلى المعلومات التى تصقله بالخبرة والثقافة والعلوم فى شتى الأفرع.
3- التفوق فى الدراسة من دعائمه الأساسية الاستماع وتنمية مهاراته مما يعود على التلميذ بنتائج إيجابية فى تحصيله الدراسى.
4- فالاستماع أساس فنون اللغة فى التعلم والتعليم معاً.
5- للاستماع أهمية كبرى لحفظ القرآن قبل أن يكتب ويجمع فى مصحف. فكان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمعون من الرسول صلى الله عليه وسلم فيحفظوا عن طريق الاستماع والإنصات للنبى صلى الله عليه وسلم. كذلك الحديث النبوى الشريف تم حفظه عن طريق الاستماع قبل كتابته.
6- عن طريق الاستماع الناقد يستطيع المستمع أن يدرك ويفسر الكلام الذى استمع إليه ويميز بين أفكاره الصحيحة والخاطئة. كذلك يقيم ويحلل ما استمع إليه من موضوعات مختلفة.
وإذا نظرنا إلى ترتيب الفنون الأربعة للغة من حيث وجودها الزمنى لدى الطفل فى إطار النمو اللغوى.
نرى أن الاستماع شرط أساسى لتطور نمو اللغة لدى الطفل، فالطفل بعد الولادة يبدأ فى التعرف على الأصوات المحيطة به وفى نهاية العام الأول تقريباً يبدأ فى نطق الكلمات. وعند دخوله المدرسة يستخدم الحصيلة اللغوية التى استمع إليها فى التعرف على الكلمات والتمييز بين أصوات الكلمات، فيبدأ فى القراءة والكتابة.
ومن المحال أن تتم تنمية فنون اللغة ومهاراتها من تحدث وقراءة وكتابة دون تنمية مهارة الاستماع، فالتنمية فى فن من فنون اللغة يستتبعه بالضرورة تنمية بقية فنون اللغة حيث أنها دورة عقلية لغوية لا تتوقف.
وبالتالى فيمكن ترتيب فنون اللغة حسب تطورها وتكوينها الزمنى كالتالى:
الاستماع – فالتحدث – فالقراءة – فالكتابة.
علاقة الاستماع بفنون اللغة : (التحدث، القراءة، الكتابة)
اللغة تشتمل على مهارات متداخلة ومترابطة وتقع إما فى جانب الاستقبال (الاستماع والقراءة) وإما فى جانب الإرسال (الكلام والكتابة) ويحتوى كلا الجانبين على التفكير الذى يطلق عليه أحياناً الفن اللغوى الخامس حيث أن المهمة الأساسية للغة هى التواصل اللغوى والتفاهم بين أفراد المجتمع. وكلما كانت الرموز اللغوية التى تعبر عن المعانى التى يود كل من المرسل والمستقبل إرسالها للآخر مفهومة كان الاتصال جيداً.
فالاتصال : “يجعل المرسل والمستقبل على موجة واحدة فى مواجهة رسالة معينة”.
فاللغة عملية متصلة تكمل بعضها البعض الآخر وتتأثر وتأثر من خلال مهاراتها الأربعة (الاستماع فالحديث، فالقراءة، فالكتابة).
فالقدرة على الاستماع الجيد والفهم يتبعها القدرة على التحدث ويتبعها القدرة على القراءة والكتابة.
ونلاحظ أن علماء الاتصال قسموا الحضارات فى تتابعها من منظور اتصالى على أساس كيفية انتقالها إلى :-
أ- الحضارة السمعية : عندما كانت الاتصالات بين الأفراد تعتمد على الأصوات وعندما كان الإنسان يعيش خبرته الكلية المتكاملة الشاملة قبل ظهور اللغة الحديثة بحروفها الصوتية.
ب- الحضارة الكتابية. جـ- الحضارة الطباعية.
د- حضارة التلغراف والتليفزيون، والإذاعة (وأخيراً الأقمار الصناعية). (16: 48 : 49)
ونجد على مستوى الفرد أن الاستماع له دور فى إكساب الفرد لغة الحديث، فالطفل فى سنوات عمره الأولى يتعلم نطق الكلمات عن طريق استماعه لها من أفراد الأسرة المحيطين به ومن حكايات الأم له قبل النوم حيث أن للأم دور كبير فى إثراء النمو اللغوى للطفل عن طريق سرد الحكايات، والقصص الخيالية للطفل، فللاستماع دور كبير فى تطور لغة الطفل وتنميتها.
(1) علاقة الاستماع بالتحدث :
الاستماع الجيد عامل أساسى فى تنمية القدرة على التحدث، فمن الصعب أن ينطق الطفل نطقاً صحيحاً إلا إذا استمع إلى من ينطق نطق صحيح. فمن خلال الاستماع الجيد يتقن الطفل لغة الحديث ويصبح لديه طلاقة فى التحدث
وتشير بعض الدراسات أن هناك مهارة خامسة فى اللغة لها أهميتها فى النمو اللغوى وهى مهارة التفكير وذلك للعلاقة الوثيقة بين النمو العقلى واللغوى، فالمعانى التى تمثلها الكلمات المسموعة هى المادة الخام التى يستخدمها العقل فى عملية التفكير بصورها المختلفة.
فالطفل يسمع لغته القومية من الصباح إلى المساء، وهو يسمعها واضحة المخارج والمقاطع موحدة الاستعمال فى ألفاظها وأساليبها وأن ما يسمعه الطفل فى مراحل حياته الأولى يقع موقعاً خاصاً فى ذاكرته.
فصار من المؤكد أن المحاكاة أهم عامل فى تعلم اللغة عند الفرد وهى العامل الأكبر فى تعلم اللغة. (17: 10 : 12)
وأكد بعض التربويين أن الاستماع والتحدث مهارتان تنموان وتعملان معاً بالتبادل ويكمل بعضهما البعض، فالنمو فى مهارات الاستماع يتبعه نمو فى مهارات وفنون اللغة. وبالتدريب يحصل الطفل على كفاءة فيها، كذلك توجد فرص تعليم الاستماع فى كل مواقف الحديث فى الحياة الاجتماعية والدراسية. (18: 51)
فالتحدث والاستماع هما وسيلتان أساسيتان للاتصال فى مراحل العمر المبكرة. ويعد الاستماع على الأخص من العناصر الأساسية فى تكوين المفاهيم الإدراكية فى النمو العقلى فى هذه المرحلة. (19: 34)
كما أن الاستماع والكلام فى المرحلة الابتدائية مهارتان أساسيتان وتسودان غالبية الأنشطة المدرسية. ولذا ينبغى أن يخطط لهما فى البرامج المدرسية كخبرتين هامتين فى حياة الطفل، حيث أن الاستماع والكلام وجهان لعملة واحدة ويمثلان فنين من فنون اللغة الأربعة ويكمل كل منهما الآخر.
(2) علاقة الاستماع بالقراءة :
فالقدرة على الاستماع الجيد والسليم للغة المتحدث ومخارج الألفاظ والتمييز السمعى بين الحروف والكلمات تزود الطفل بالمعانى وتراكيب الجمل ويتبع ذلك استعداده لتعلم القراءة السليمة والنجاح فيها يتوقف أيضاً على مدى ما اختزنه الطفل فى ذاكرته من خبرة سمعية سابقة للكلمات.
فالقراءة لها أهميتها البالغة فى مجالات النشاط اللغوى فى حياة الفرد والمجتمع وهى أدوات التزود بالمعرفة والثقافة والاطلاع على نتائج العقل البشرى ثم أنها من أهم وسائل الرقى والنمو الاجتماعى والعلمى. (20: 25)
إن القراءة والاستماع متشابهان أساساً، فكلاهما يشمل استقبال الأفكار من الآخرين، فالقراءة تتطلب النظر والفهم فإن الاستماع يتطلب الإنصات والفهم.
فالاستماع والقراءة معاً مصدران للخبرات التى تستثمر فى تعليم اللغة. فنلاحظ أن المادة التى صيغت صياغة خاصة يشد إليها المستمع أو القارئ الذى أعدت له.
ففى الاستماع نشاهد معلماً أو تلميذاً يقرأ وسائر التلاميذ يتابعونه عن طريق الاستماع، وفى القراءة الجهرية نشاهد تلميذاً أو معلماً يقرأ والباقون يستمعون. وهذا يؤكد أن تقدم الاستماع يؤدى إلى تقدم فى القراءة وذلك لاعتمادهم على مهارات: التعرف، والفهم والتفاعل، والنقد، والقدرة على استخدام الخبرات فى الحياة. (5: 133 : 134)
ويعد إهمال الاستماع وعدم تنميته والتدريب عليه عند بعض الأطفال سبباً من أسباب ضعفهم فى القراءة، ولذا نجد أن الكلمات الأكثر سهولة فى القراءة هى الكلمات التى سمعها الطفل وتكلم بها من قبل.
وتؤكد دراسة أرمسترونج (Armstrong) أن التدريب على مهارات الإصغاء يحسن مهارات القراءة حيث وجد أن المفردات المكتسبة لدى أطفال المرحلة الابتدائية عن طريق الأذن أكثر من المفردات التى تم حفظها عن طريق البصر. كذلك وجد أن حجم الكلمات المكتسبة من خلال السمع يساعد بدرجة أكبر على القراءة. (21: 37)
ومن خلال حسن الإصغاء والاستماع فى المواقف الحياتية المختلفة والدراسية يستطيع الفرد أن يتقن مخارج الألفاظ ونطقها الصحيح ويتعرف عليها من خلال الاستماع الذى ينمى لديه الاستعداد للقراءة وعن طريق القراءة ونموها يتعرف الفرد على شكل الكلمة ووضعها وسط الجملة مما يكسبه مهارة الكتابة.
(3) علاقة الاستماع بالكتابة :
الكتابة وسيلة هامة من وسائل الاتصال بين البشر فعن طريقها يستطيع الإنسان أن ينقل مشاعره وأن يبرز ما لديه من مفهومات ويسجل ما يود تسجيله من حوادث ووقائع.
(22: 8)
فعندما يفهم المتعلم ما يستمع إليه وأن يميز مقاطع الأصوات مما يؤدى إلى الربط بين المخارج والمسامع، فالمستمع الجيد يزيد من ثروته اللغوية والفكرية فيزداد تعبيره.
(23: 556)
فالشخص الذى يتقن الاستماع جيداً يستطيع التمييز بين الحروف والأصوات ومخارج الكلمات مما يكسبه مهارات فن الكتابة الصحيحة ويزيد من ثروته اللغوية فينعكس ذلك على أداءه التعبيرى سواء كلامى أو كتابى، وينقل إلينا نتاج أعماله الفكرية من إبداع وشعر ورواية وقصة.
ولولا الكتابة والنقش على الحجر وتدوين العلوم لدى قدماء المصريين لما تعرفنا على حضارتهم العريقة وأسلوب حياتهم والفنون والعلوم المختلفة التى تم تدوينها على حوائط المعابد وورق البردى.
ونلاحظ أيضاً أهمية الاستماع فى تطور فن الكتابة من خلال حصة الإملاء، فالاستماع والإصغاء بدقة ومهارة لمخارج الكلمات من المعلم تساعد فى كتابة الكلمة كتابة صحيحة خالية من الخطأ ليتمكن التلميذ من مهارة التمييز السمعى لمخارج الكلمات والحروف والتشابه بينهما.
ويتضح أمور مهمة فى علاقة الاستماع بفنون اللغة يمكن إجمالها فيما يلى :-
1- أن أساس تنمية اللغة فى الحياة بصفة عامة يعتمد على الاستماع والتحدث.
2- تعلم اللغة فى التعليم يكون بالتركيز على الاستماع، فالتحدث، فالقراءة ثم الكتابة.
3- يستخدم غير المتعلمين اللغة عن طريق الاستماع والتحدث فقط من دون القراءة ولا الكتابة.
4- اللغة الصانتة هى اللغة الحق ممثلة فى التحدث والاستماع.
5- استقبال اللغة أهم عملياته الاستماع.
مما سبق يمكن ملاحظة أن هناك علاقة وثيقة بين القراءة والكتابة والتحدث والاستماع لاعتمادهما على أهم حاستين (البصر والسمع) وهما المصدران الأساسيان فى تكوين معرفة الإنسان.
مكونات عملية الاستماع :
الاستماع عملية متشابكة ولها مكوناتها وتمثل هذه المكونات فى أن الاستماع له بعدان رئيسيان متداخلان لا يمكن الفصل بينها فصلاً تاماً هم :
1- البعد الفسيولوجى : ويتمثل هذا البعد فى قدرة الأذن على الاستجابة للموجات الصوتية وترجمتها عن طريق الجهاز العصبى إلى إشارات يفهمها المخ ويستوعبها.
2- البعد العقلى : وهذا البعد يتكون من أربع مكونات عقلية مترابطة وتشمل :
أولاً : فهم المعنى الإجمالى للرموز الصوتية المنطوقة.
ثانياً : تفسير الكلام والتفاعل معه.
ثالثاً : تقويم ونقد الكلام.
رابعاً : ربط المضمون المقبول بالخبرات الشخصية. (24: 119 : 201)
وفيما يلى عرض موجز لكل عملية من هذه العمليات :-
أولاً : فهم المعنى الإجمالى (الفهم للمادة المستمع إليها) :
عندما يقوم الشخص بالاستماع لموضوع ما يقوم بتوجيه انتباهه وتركيزه وإدراكه لفهم محتوى الموضوع الذى يستمع إليه. مما يتطلب من السامع فهم الأفكار الرئيسية التى يدور حولها الموضوع وإدراك العلاقات بين هذه الأفكار والأفكار الفرعية ومحاولة الربط بينها وبين فكرة الموضوع الرئيسية التى يدور حولها الموضوع.
فعملية فهم الكلام تعد المدخل العقلى الرئيسى لباقى العمليات، فالاستماع الجيد يتطلب من المستمع القدرة على الفهم الحرفى للكلمات والأفكار الرئيسية ويأتى هذا بعد انتباه المستمع أولاً للمعنى العام ككل. (25: 68)
والفهم من الناحية السيكولوجية يتطلب من المستمع معرفة العلاقات القائمة فى موقف يواجه الفرد وإدراكه هذا الموقف ككل مترابط ومتداخل. فالفهم يتطلب التكيف الناجح لموقف الاستماع الذى يجابه الفرد. (26: 18)
ويشعر التلميذ بالتكيف والنجاح وفهم المعنى الإجمالى للموضوع الذى استمع إليه عندما: نقدم له المادة المسموعة فى سهولة ويسر من حيث ترتيب أفكارها، ووضوح الفكرة الرئيسية للموضوع وسهولتها، ومناسبتها لمستواه العقلى واللغوى ومواكبتها لأهداف الاستماع ومهاراته المطلوبة لهذه المرحلة العمرية لعمر التلميذ، وقربها من خبراته السابقة وسهولة المعانى المقدمة إليه وقربها من ثروته اللغوية الخاصة بالمرحلة العمرية الخاصة بالتلميذ، وهذا بدوره يقرب التلميذ من فهم مادة الموضوع المستمع إليه ونمو مهارات الاستماع إليه عن طريق السهولة والبساطة فى تقديم المادة المسموعة وعنصر التشويق فيها.
ثانياً : تفسير الكلام والتفاعل معه :
تخضع عملية التفسير للخبرات الشخصية فى المجال المعرفى ولعوامل مهارات الاستماع حيث العوامل الأولى يبحث المستمع عن مبررات لصدق محتوى الحديث أو مصداقية المتحدث وربما يحدث العكس تماماً ويبحث عن مبررات يفسر بها تناقض المحتوى مع أفكاره ومعتقداته السابقة. ومن هنا يحاول المستمع أن يسأل ويستفسر وهناك من يحاول الاستفزاز بتوجيه الأسئلة لإثبات بطلان أفكار المتحدث.
أما بالنسبة للعوامل الأخرى المتعلقة بمهارات الاستماع وأثرها فى التفسير تتوقف على الجانب اللغوى للمستمع من حيث مدى إلمامه بحصيلة لغوية تمكنه من تفسير الأفكار والعناصر الواردة بشكل أفضل.
حيث أن الذى لا يمتلك ثروة لغوية كافية يواجه صعوبة كبيرة فى التفسير بطريقة علمية وموضوعية. (27: 101 : 103)
وتتوقف عملية تفسير الكلام المنطوق على النواحى التالية :-
أ- مدى تقارب واختلاف درجة الثقافة بين كل من المستمع والمتحدث. فكلما كانت متقاربة أصبحت درجة الاتصال قوية.
ب- جودة حاسة السمع لدى المستمع.
جـ- مدى اهتمام المستمع بالحديث وتركيزه معه.
د- قدرة المتحدث على جذب انتباه المستمع عن طريق التسلسل فى الأفكار وخلوها من عيوب النطق والإلقاء.
هـ- خلو بيئة الاستماع من عناصر التشتيت والضوضاء. (28: 66)
والتفسير والتفاعل مع الموضوع المسموع يتطلب من المتحدث وضوح الصوت، والتنويع فى نغمة الصوت حتى لا يصاب المستمع بالملل من النغمة التى على وتيرة واحدة فى الصوت، كذلك عدم الإسراع أو الإبطاء فى الإلقاء، ومناسبة الموضوع لجمهور المستمعين وللموقف الذى يقدمه له، محاولة من فترة إلى أخرى شد انتباه المستمعين من خلال إلقاء بعض التوضيحات والتفسيرات الخاصة بنقط معينة فى الموضوع.
ثالثاً : تقويم ونقد الكلام :
بناء على المهارات السابقة يتم نقد وتقويم مجال الحديث وموضوعه فأحياناً يتفق السامع مع الحديث أو يختلف معه. ولكى يتوافر التقويم والنقد السليم لابد أن ينتظر السامع آراء الغير ويتوقع ردود الأفعال الإيجابية والسلبية حتى يتمكن من الإلمام بجوانب الموضوع الهامة ويتمكن من إصدار الحكم على الموضوع بناحية علمية وموضوعية.
ومن الضرورى أن يكون المستمع قادراً على الوعى بنزعة المتكلم الشخصية ومدى حياديته أو انحيازه ولتحقيق ذلك عليه أن يستخدم كل ما لديه من قوة فى التحليل الناقد الموضوعى العقلى لما استمع إليه دون تحيز أو تعصب.
فعملية التقويم ونقد الكلام تتطلب من المستمع وعياً وتفحصاً للموضوع المستمع إليه، وكذلك عدم الانحياز أو التسرع فى إصدار الأحكام على الموضوع المستمع إليه، ولكن تتطلب عملية النقد والتقويم للكلام ترتيباً موضوعياً للحكم على الموضوع وإظهار مواطن الضعف وأيضاً القوة وأسبابها وكيفية علاجها لتكتمل النظرة الموضوعية للحكم على جودة الموضوع.
رابعاً : ربط المضمون المقبول بالخبرات الشخصية :
وهنا نقطة التلاقى بين خبرات المستمع والمتحدث وتحقيق التكامل بينهما وعن طريقها يتم التفاعل الذى يؤكد مدى تفهم المعنى الإجمالى للكلام وتفسير الكلام والتفاعل معه ثم تقويمه ونقده والخروج برابطة مشتركة بين خبرات المستمع وخبرات المتحدث وبذلك تكتمل عملية الاستماع فى شكل هرمونى متناسب يفيد المستمع من محصلة ما استمع إليه من المتحدث فى حياته اليومية أو العملية. كذلك استفادته فى إثراء فكره وزيادة حصيلته المعرفية بحقائق وأحياناً أرقام تكسبه رؤية فكرية عميقة فى تناولها لمواضيع متشابهة أو قريبة من الموضوع الذى استمع إليه.
وخلاصة ما سبق يمكن القول أن عمليات الاستماع هى :-
1- عمليات الاستماع عمليات مترابطة ومتشابكة ومتكاملة يتم عن طريقها فهم عام وشامل للموضوع المستمع إليه.
2- تتوقف عملية الاستماع على مدى تجاوب المستمع مع المتحدث ومدى اهتمامه بالموضوع الذى يستمع إليه، والتقارب بينها من حيث الثقافة، واللغة المشتركة فى الحوار، والإيجابية فى الاستماع وليست السلبية.
3- وتتطلب عملية الاستماع من المتحدث وضوح العبارات، وتسلسل الأفكار وترتيبها وسهولة اللغة وانتقاء العبارات والنطق السليم، والبساطة والسهولة فى الإلقاء.
4- كما تتطلب عملية الاستماع من المستمع عدم التحيز أو التسرع فى إصدار الأحكام، واستخدام الموضوعية والعقلانية فى نقده للموضوع وإظهار مواطن الضعف والقوة فيه.
5- وفى نهاية عملية الاستماع يحصل المستمع على خبرات بموضوعات جديدة قام فيها بإعمال عقله وإثراء لفكره ونمو لمدركاته وزيادة فى حصيلته العلمية والمعرفية، وتدريب على كيفية الإصغاء والتفسير والتحليل والتقويم للموضوعات والخروج منها بنتائج موضوعية تضاف إلى خبراته الحياتية والعلمية حسب نوعية الموضوع المستمع إليه.
المراجع :
1. محمد بن أبى بكر بن عبد القادر الرازى : 1962
مختار الصحاح، ط9، الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية، القاهرة.
2-Harris, T.L. et al. : 1982
“A Dictionary of Reading and Related Terms International Reading Association”, New Delevare, p. 182.
-3محمد عبد القادر أحمد : 1986
طرق تعليم اللغة العربية، دار النهضة المصرية، ط5، القاهرة.
-4محمود رشدى خاطر : 1984
الاتجاهات الحديثة فى تعليم اللغة العربية والتربية الدينية، مطابع سجل العرب، القاهرة.
-5محمد إسماعيل ظافر ويوسف الحمادى : 1984
التدريس فى اللغة العربية، دار المريخ للنشر، القاهرة.
-6فتحى على يونس : 2000
استراتيجيات تعلم اللغة العربية فى المرحلة الثانوية، مكتبة سفير، القاهرة.
-7محمود رشدى خاطر وآخرون : 1981
طرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية فى ضوء الاتجاهات التربوية الحديثة، ط2، دار المعرفة، القاهرة.
-8محمود على السمان : 1983
التوجيه فى تدريس اللغة العربية، دار المعارف، القاهرة.
-9سيد خير الله : 1980
التربية العملية أسسها النظرية وتطبيقاتها، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة.
-10عبد اللطيف عبد العال القزاز : 1986
“تنمية مهارات الاستماع لدى تلاميذ الصفوف الثلاثة الأولى من التعليم الأساسى”، ماجستير (غ.م)، كلية التربية، جامعة عين شمس.
-11على أحمد مدكور : 1982
سيكولوجية الاستماع والتربية العملية أسسها النظرية وتطبيقاتها، مكتبة الأنجلو، القاهرة.
-12فؤاد البهى السيد : 1975
الأسس النفسية للنمو (من الطفولة إلى الشيخوخة)، دار الفكر العربى، القاهرة.
13-Dorathy Rubin : 1980
“Teaching elementary – language Arts” 2nd ed., New York, Holt-Rinehart and Winston, pp: 45-48.
14-Hollans M. : 1955
“Listening Comprehension at the Intermedicate Grade Level”, Elementary School Journal, vol. 56, Dec. p: 158-161.
-15فتحى على يونس وآخرون : 1981
أساسيات تعليم اللغة العربية والتربية الدينية، دار الثقافة للطباعة والنشر، القاهرة.
-16زيدان عبد الباقى : 1979
وسائل وأساليب الاتصال فى المجالات الاجتماعية والتربوية والإدارية والإعلامية، ط2، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة.
-17صالح الشماع : 1956
اللغة عند الطفل، ط1، دار المعارف، القاهرة.
-18فتحى يونس ومحمود كامل الناقة وأحمد حسن : 1986
طرق تعليم اللغة العربية، وزارة التربية والتعليم، جمهورية مصر العربية.
-19محاسن رضا أحمد : 1977
تعلم اللغة العربية ومعامل اللغة الوسائل التعليمية، المركز العربى للوسائل التعليمية، العدد الرابع، السنة الأولى، الكويت.
-20حسن شحاتة : 1984
القراءة، مؤسسة الخليج العربى، القاهرة.
-21محمد إسماعيل ظافر ويوسف الحمادى : 1984
التدريس فى اللغة العربية، دار المريخ للنشر، القاهرة.
-22على أحمد مدكور : 1990
مهارات الاستماع وأثرها على التعبير التحريرى لتلاميذ الصف الأول من المرحلة المتوسطة (الإعدادية)، دراسات تربوية رابطة التربية الحديثة، مجـ5، الجزء (24)، القاهرة.
-23حسن شحاتة : 1984
أساسيات فى تعليم الإملاء، مؤسسة الخليج العربى، القاهرة.
-24محمد صلاح الدين مجاور : 1983
تدريس اللغة العربية بالمرحلة الابتدائية، أسسه وتطبيقاته، ط4، دار القلم، الكويت.
-25فتحى يونس ومحمود كامل الناقة ورشدى طعيمة : 1987
تعليم اللغة العربية أسسه وإجراءاته، مج1، مطابع الطوبجى، القاهرة.
-26جمال مصطفى على العيسوى : 1991
بناء برنامج لتنمية مهارات التحدث وأثره على الاستماع الهادف لدى تلاميذ الصفين الرابع والخامس من التعليم الأساسى، دكتوراه (غ.م)، كلية التربية، جامعة طنطا.
-27ذكريا إسماعيل : 1991
طرق تدريس اللغة العربية، دار المعارف، جامعة الإسكندرية.
-28حسن سليمان قورة : 1981
دراسات تحليلية ومواقف تطبيقية فى تعليم اللغة العربية والدين الإسلامى، دار المعارف، القاهرة.