تعلم كيف تجعل موظفيك يعملون كفريق عمل؟
رأينا جميعًا ما يحدث في المؤسسات المنعزلة؛ حيث ينخفض مستوى الثقة، وينتشر تفكير “كيف أصل بسرعة”، ويكدح الموظفون في حالة ظلام جزئي، لم يُشجِّعهم أحد على توزيع المسؤوليات وفقًا لنقاط القوة الكامنة داخلهم.
ولا شك في أنه يجب إنجاز بعض المهام بشكل فردي، وأن تتوقف المسؤولية في مكان ما، ورغم ذلك، فإن الغالبية العظمى من رؤى الشركات وأهدافها، ينجزها العمل الجماعي، وليس الفردي؛ فبذلك يمكن للشركات البقاء في تناغم متواصل.
وتشير نتائج الأبحاث إلى أن الشركات التي تقوم على ثقافة التعاون، كانت أكثر قدرة على الأداء بخمس مرات عن نظيرتها؛ ما يعني أن المشاركة المجتمعية في الوظيفة ضروري لتحقيق النتائج المأمولة؛ لذا عليك بثلاث استراتيجيات لمساعدة موظفيك على التعاون كفريق عمل متكامل:
1. ترتيب تجارب الفريق
خصص وقتًا مع فريقك بعد انتهاء العمل، أو أثناء يوم العمل؛ فذلك يوطد الثقة ويؤسس العلاقة التي تتطلبها بيئة العمل التعاونية، خاصةً لو كان خارج موقع العمل؛ ما يتيح لأعضاء الفريق تجربة زملائهم كبشر وليس كزملاء في العمل؛ إذ تقول “ليزا الديسرت”؛ المؤلفة ومستشارة الأعمال: ” هذه الروابط الشخصية هي التي تنشط عجلة التعاون”.
وتوفر أيضًا ورش العمل، ودروس الطهي، وغيرها من الفعاليات، فرصًا جديدة للزملاء للتعرف على بعضهم البعض؛ لذا تخلص من هذا الجمود بإعداد وجبات غداء شهرية، يقوم خلالها أحد أعضاء فريق العمل بعقد فصل دراسي صغير؛ لتعليم الآخرين أي شيء، بدءًا من الحياكة إلى تداول الأسهم النقدية، مع التأكد من كون هذه التجربة مخصصة لاتصال أعضاء الفريق فيما بينهم فقط. قد يرى موظفوك محاولاتك تحويل ساعاتهم الترفيهية إلى ورش عمل للتطوير المهني، لكنه سيساعد فريقك على التماسك؛ كونها خارج مقر العمل.
2. شجع موظفيك على العمل كفريق
لا تفترض أبدًا أن أعضاء الفريق يعرفون تلقائيًا متى يجب عليهم العمل معًا، فغالبًا ما يعتقد الموظفون حاجتهم إلى مواصلة العمل دون “إزعاج” من أحد؛ لذا قد يكون هذا الوقت مناسبًا للتأكد من أن كل موظف يعي مسؤولياته، ويعرف متى يتوقع التعاون في مهام أو مشاريع معينة؛ لذا شجع فريقك على العمل معًا لتحقيق أهدافه، فعندما يصبح التعاون هو القاعدة، سيبدأ موظفوك بالالتفاف فيما بينهم بشكل طبيعي.
وتأكد أيضًا عندما ينضم عضو جديد إلى الفريق من أن وصفه الوظيفي، وخطة الإعداد تشمل توقعات العمل الجماعي؛ إذ تشير نتائج الدراسات إلى أن الشعور بالقبول الاجتماعي من المحددات الرئيسة لنجاح الموظف الجديد على المدى الطويل، ولأخذ ذلك في الاعتبار، أدخل عددًا من زملاء العمل المختلفين في عملية التدريب.
3. استثمر في الأدوات التقنية
من السهل أن تجعل أفراد الفريق يتعاونون مع أدوات أثبتت فاعليتها في تسهيل اتخاذ القرارات الجماعية مثل Loomio وCobudget، دون تجاهل القيمة الفعلية التي يقدمها مُحرر مستندات Google، أو الاتصالات المرنة التي يقدمها Google Hangouts ، فبدون الأدوات اللازمة لدعم فريقك، قد يجد موظفوك العمل الجماعي مرهقًا جدًا، كما يمكن للتعاون معهم أن يزدهر، ولكن ما عائد الاستثمار الذي يعود عليك ؟، لقد أيد نحو٧٠٪ من رواد الأعمال تعظيم الإنتاجية من خلال أدوات الاتصال التعاونية.
لا تستثمر في كثير من التقنيات بدون خطة مدروسة؛ إذ يحث “كوري تريفيليتي”، رئيس التسويق العالمي في منصة التعاون الافتراضية “سيسكو ويبيكس”، على إجراء فحص دقيق لأدوات العمل الجماع، قائلًا: “إن الهدف النهائي من التكنولوجيا التعاونية هو تبسيط الطرق التي يعمل بها الأشخاص معًا، وليس فقط إضافة أداة أخرى إلى هذا المزيج”، ويطلب من قائد الفريق أو رائد الأعمال أن “يسأل نفسه”: هل تعمل التكنولوجيا على تبسيط العمليات اليومية، أم تضع مهمة لا معنى لها في قائمة المهام؟؛ لذا يجب التأكد دائمًا من أن الأدوات التي تعتمدها، ستساعد في تعاون الفريق، ولا تعيقه”.
إن التعاون ليس مصطلحًا ثوريًا، لكنَّ غيابه يكون محسوسًا عندما يفتقر له مكان العمل؛ لذا شجع موظفيك على العمل كفريق واحد، وأثبت لهم أنه غالبَا ما يكون تفكير شخصين – أو أكثر- أفضل من تفكير شخص واحد.