تنمية بشرية

تفاءلوا .. يسعدكم الله

التفاؤل طبيعة إنسانية. فالإنسان يولد متفائلاً بطبعه. ويمارس الإنسان التفاؤل في حياته اليومية. والتفاؤل تدعو إليه الشريعة الإسلامية


فمن أفضل ما قرأت منذ زمن ما كتبه الكاتب الراحل “عباس محمود العقاد” في مقاله “الإنسان بطبعه متفائل” ذكر فيه أن أي إنسان في يومه يمارس التفاؤل في حياته العادية. وأن طبيعة البشر التفاؤل. 
فلو افترضنا أن الإنسان متشائم يصحو صباحاً وفكر في الخروج من المنزل فعند خروجه من المنزل ونزول السلالم فإنه من المحتمل ان يقع من علي السلالم فتكسر يده أو قدمه. فإذا نجا من هذه فربما أثناء عبور الشارع تصدمه سيارة. فإذا نجا من هذه فربما أثناء استقلال السيارة في طريقه إلي العمل ربما تحدث حادثة تصادم للسيارة فتحدث له عاهة أو يموت. فإذا نجا من هذه فربما يتم نشل أمواله أثناء عبوره الطريق أمام مقر عمله. فإذا نجا من هذه ربما تحدث له سكتة قلبية وهو في عمله فيموت. فإذا استسلم الإنسان لهذه الهواجس ما خرج من البيت. ولكن جميع البشر متفائلون ويمارسون حياتهم اليومية بصورة عادية. 
بل لو وضعنا الهواجس السلبية والتشاؤم في حياتنا. لجلس الإنسان ينتظر الموت أو أقدم علي الانتحار من كثرة التشاؤم. فمثلاً عندما يأكل أي فرد ربما تكون هذه الأطعمة ملوثة بميكروبات ممرضة وخطيرة. فتؤدي إلي الوفاة. أو تؤدي إلي مرض خطير. وربما تكون ملوثة بمبيدات تسبب أمراضا خطيرة وقاتلة. فلماذا يتناول الطعام؟ يجوع أفضل!!! وعند شرب المياه فربما تكون المياه ملوثة. وتسبب الأمراض والوفاة. فلنعطش أفضل!! وإذا فكر طالب في المذاكرة فربما عند الامتحان ينسي ما ذاكره. أو ربما تحدث له حادثة فلا يستطيع حضور الامتحانات. فلماذا يذاكر!! وحتي إذا نجح وتخرج فربما لا يجد فرصة عمل!!! 
وهكذا إذا استسلم إنسان للتشاؤم لوجد الحياة سوداء قاتمة. ووجد أنه لا فائدة منها وجلس وانتظر الموت وربما أقدم علي الانتحار تخلصاً من هذه الهواجس. 
ومن فضل الله علينا انه خلقنا بطبعنا متفائلين. وان التفاؤل من طباع البشر. نأكل ونشرب ونعمل ونجد ونجتهد طمعاً في غدي أفضل. ونطرد هذه الهواجس التشاؤمية من أذهاننا. ونعيش متفائلين يغمرنا إحساس بمستقبل أفضل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى