تنمية الموارد البشرية الكترونيا أ.د. محمد عبد الفتاح العزب تنمية الموارد البشرية إلكترونياً أ.د/ محمد عبد الفتاح العزب رئيس الجمعية المصرية للتنمية التكنولوجية و البشرية قد جرى الاعتراف بقوة الدور الذي تلعبه تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات في كل جوانب الاقتصاد، و ذلك في “خطة العمل للبنية الأساسية القومية للمعلومات” التي أصدرتها إدارة الرئيس الأمريكي و التي ورد فيها: “تعد المعلومات أحد أكثر موارد الأمة خطرا… ففي عصر الأسواق العالمية و المنافسة العالمية، تمثل تكنولوجيات خلق، و معالجة، و إدارة، و استخدام المعلومات أهمية استراتيجية للولايات المتحدة ” إن “المعلومات هي شريان الحياة الذي تعتمد عليه القرارات السياسية و الاجتماعية الخاصة بأنشطة الأعمال ” و خلال حقبة الثمانيات استثمرت أنشطة الأعمال وحدها في الولايات المتحدة تريليون دولار في تكنولوجيا المعلومات و منذ عام 1990 أنفقت من المال على الحاسبات الآلية و معدات الاتصالات ما يزيد على ما أنفقته على كل المعدات الرأسمالية مجتمعة و قد أنفق المستهلكون الأمريكيون في العام الماضي من المال على أجهزة الحاسب الآلي الشخصية ما يزيد على ما قاموا بإرساله عن طريق هيئة البريد الأمريكية. و تعتبر الغالبية العظمى من المعلومات في الدول الصناعية اليوم معلومات إلكترونية فالنص يتكون في معالجات الكلمات و يخزن في ذاكرات أجهزة الحاسب الآلي و ينقل عن طريق الشبكات المحلية و خطوط الهاتف و الأقمار الصناعية و يسجل على الطابعات و أجهزة الفاكسميلى و مراقابات أجهزة الحاسب الآلي و يتم التقاط الصور و الأصوات بالكاميرات و الماسحات و الميكروفونات و غيرها من أجهزة الاستشعار و تخزن على شريط أو قرص و تذاع على الهواء أو من خلال كوابل محورية أو ألياف ضوئية و تعرض على التليفزيون أو شاشات أجهزة الحاسب الآلي أو تسمع من الإذاعة و يتم الحصول على البيانات و الإشارات الصوتية عن طريق الأسلاك النحاسية المزدوجة و الألياف الصناعية و الأقمار الصناعية أو تبث عبر الهواء، أما الوثائق فإنه يتم طبعها و تصويرها ضوئيا و إرسال صور منها بالفاكس و مسحها و تخزينها إلكترونيا على نحو متزايد. و لنتأمل في السوق المتنامية للخدمات المالية من الأعمال المصرفية و المتاجرة في الأوراق المالية و السلع و خطابات الائتمان و تحويلات العملة و ضمانات القروض ماذا يكون النظام المالي العالمي كما يقول تشارلز جولدفنجر من غير “شبكة من المعلومات” ؟ و نتيجة لذلك فإن المصارف في الولايات المتحدة و غيرها تضع استثمارات كبيرة في تكنولوجيات المعلومات و “لمؤسسة هونج كونج و شنغهاي المصرفية العملاقة” في هونج كونج على سبيل المثال ميزانية لتكنولوجيا المعلومات تبلغ مليار دولار. و لعل شبكة الإنترنت أفضل مثال على ذلك ففي شهر يناير 1997 تم تعيين نحو أربعة ملايين مضيف يشار إليهم “. com” أي تجاري و قبل ذلك بثمانية عشر شهرا كان أقل من نصف هذه الشركات و بالتحديد 1074 مليون شركة موجودا على شبكة الإنترنت و في عام 1994 تم تعيين 774735 مضيفا فقط “. com” أي تجاري و يتوازى هذا النمو مع حجم الإعلان على شبكة الإنترنت و إدخال عناوين الإنترنت في الإعلان المطبوع و المذاع و مع عدد المعاملات التجارية التي تجرى عن طريق الإنترنت و تميل هذه الأرقام إلى التقليل من حجم الإنترنت و لكنها توفر مقياسا موثقا به لنموها: حيث يتضاعف حجمها كل أثنى عشر أو خمسة عشر شهرا. و لكن الإنترنت ليست سوى مثال ملموس واحد لانفجار المعلومات الرقمية التي تشمل الشبكات القومية و العالمية الأخرى و أنظمة الحاسب الآلي و الاتصالات السلكية و اللاسلكية للشركات و البريد الإلكتروني و لوحات الإعلانات للحاسب الآلي و الهواتف المحمولة و آلات الفاكسميلي الرقمية و البريد الصوتي و خدمات استدعاء الصفحات على المستوى القومي و التليفزيون التفاعلي و هواتف الفيديو و غيرها من التكنولوجيات العديدة الأخرى. وثورة المعلومات تجعل من فهم المعرفة والتنمية أمرا أشد إلحاحا منه في أي وقت مضى. كما أن التكنولوجيات الجديدة في الاتصالات والانخفاض الحاد في تكاليف الحاسب الآلي يقلصان من المسافات وتتآكل بسببها المسافات والزمن، إذ تتوافر لأبعد قرية فرصة استغلال الرصيد العالمي من المعرفة بما يجاوز أحلام أي شخص كان يعيش قبل قرن مضى، وذلك بأسرع وأرخص مما كان أي شخص يتخيله قبل بضعة عقود فقط. والتعليم من بعد يهيئ الأسباب لتوسيع فرص التعلم لتشمل الملايين الذين لولا ذلك لحرموا من التعليم الجيد. ولكن هذه الفرص تجئ ومعها مخاطر هائلة. فعولمة التجارة والتمويل وتدفقات المعلومات تزيد من حدة التنافس، ومن خطر تخلف أشد البلدان والمجتمعات فقرا بصورة أسرع مما كانت في أي وقت سلف. وعلينا ونحن فى غمرة حماستنا لطريق المعلومات السريع ألا ننسى القرى والأحياء الفقيرة التي تفتقر إلى أجهزة الهاتف أو الكهرباء أو المياه المأمونة أو المدارس الابتدائية التي تفتقر إلى الأقلام أو الورق أو الكتب. والوعد بعصر جديد للمعلومات- يحقق المعرفة للجميع- قد يبدو بالنسبة للفقراء وعدا بعيدا كنجم في الفضاء. و لكي نجعل هذا الوعد أقرب إلى التحقيق لابد من التفكير مليا في تداعيات ثورة المعلومات واعتبارها جزءا من جدول أعمال التنمية. و نحن ننظر إلى نوعان من المعرفة: المعرفة التقنية ( كالمعرفة عن الزراعة أو الصحة أو المحاسبة) والمعرفة المتعلقة بالنوعية (جودة المنتج أو مصداقية المقترض أو دقة العامل). و نطلق عبارة فجوات المعرفة على التوزيع غير المتساوي للدراية الفنية, و نطلق عبارة مشاكل المعلومات على المعرفة غير العادلة بشأن النوعية, و نرى أن النوعين من المشكلات أسوأ حالا في البلدان النامية منه في البلدان الأكثر تقدما من الناحية التكنولوجية, وأنها تنزل ضررا بالفقراء على وجه خاص. ويشير هذا التحليل إلى دروس ثلاثة لها أهمية خاصة لرفاهية أكثر من 4 مليارات شخص يعيشون في البلدان النامية: أولها أن على البلدان النامية أن تتبع سياسات تمكنها من تضييق فجوة المعرفة التي تفصلها عن البلدان الغنية. ومن الأمثلة على تلك السياسات إجراء استثمارات حكومية تزيد من فرص التعليم طول العمر, والحرص على الانفتاح على العالم, والقضاء على الحواجز التي تعترض المنافسة في قطاع الاتصالات. وثانيها, أنه يتعين على حكومات البلدان النامية والمانحين الثنائيين والمؤسسات المتعددة الأطراف والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص أن تعمل معا في تعزيز المؤسسات اللازمة للتصدى لمشاكل المعلومات. وإذ تصبح المجتمعات أكثر تعقيدا, تزداد أهمية الآليات اللازمة للحد من مشاكل المعلومات, مثل معايير المحاسبة واشتراطات المكاشفة, ووكالات تحديد المراكز الائتمانية, وهى الآليات الضرورية لتنفيذ التعاقدات من خلال القوانين الفعالة والمحاكم. وثالثها أنه مهما بذلنا من جهد في هذا الصدد فستظل هناك مشكلات تتعلق بالمعرفة, إذ أننا لا نستطيع أن نتخلص من فجوات المعرفة وقصور المعلومات، ولكننا عندما ندرك أن المعرفة هى لب جميع جهودنا الإنمائية، سنكتشف في بعض الأحيان حلولا غير متوقعة لمشكلات كانت تبدو مستعصية على الحل. إن عالم الأعمال دخل بالفعل مسارا جديدا فالمتطلبات القديمة: رأس المال و المواد الخام و تكنولوجيا العمليات و كل المصادر المعتادة لاكتساب الميزة التنافسية تظل باقية كما هي، و لكن دوائر الأعمال تسعى الآن إلى تحقيق ميزة جديدة دقيقة و خطيرة للغاية ألا و هي ميزة الإبداع. لقد انتقل موضع اهتمام التاريخ البشري من التربة و المطر و الحديد و الفحم و أصبح الآن هو كيمياء العقل، و الأشخاص الذين تنطلق خلاياهم العصبية أسرع و أفضل من غيرهم. إننا ننتقل من الاهتمام بالجوانب الفيزيائية و المالية إلى الاهتمام بأمور بشرية بحتة: الخيال و الإلهام و البراعة و المبادرة. إن “معهد نومورا “ يصنف أربعة عصور للنشاط الاقتصادي: الثلاثة الأولى هي الزراعي و الصناعي و المعلوماتي و الرابع هو الابتكار و الإبداع مما أفسح المجال للتفكير المغامر و المنطلق و تكنولوجيا المعلومات تتحول إلى تكنولوجيا العلاقات و تيسر تدفق التفاعل الخلاق من خلال شبكات الاتصال المعتمدة على الكمبيوتر و العمل الجماعي و الوسائط التي تزداد ذكاء و الأطروحات المعرفية و أنظمة الإدارة و أنظمة مؤتمرات الفيديو و الجمع بين الأشكال المختلفة لوسائل الإعلام التقليدية.فعندما يستخدم الناس أجهزة الكمبيوتر للدخول إلى فضاء المعلومات الثري فإنهم يفتحون الباب أمام مجموعة من الحوافز الجديدة و المدخلات المتحدية و الآراء المتعارضة التي تشكل المادة الخام لعملية الابتكار و الإبداع. و تكنولوجيا المعلومات هي أداة لعرض المعرفة و تنظيمها و نقلها كما أنها تستطيع أن تزيد الإدارك العلمي و الفني.و لكل إنسان نصيب في فضاء المعلومات و هذه التكنولوجيات الجديدة تؤدي إلى تحسن نوعي في الأساس الذي يتعاون حوله الناس و تزيد من قدرة كل شخص على اكتساب الرؤية و اقتسام المعرفة و الاستفادة من نطاق واسع من مدخلات تكنولوجيا المعلومات و أن يتأمل و يطور أوسع مجموعة ممكنة من الأفكار. كما أن تكنولوجيا المعلومات أحدثت تغييرا جوهريا في طبيعة التعاون فبرامج المجموعات و برامج الكمبيوتر الجاهزة اللتان تساندان التعاون تأتيان بظاهرة شبيهة “بأثر المضاعف” في الاقتصاد: أسفر “قانون مور” عن تهيئة المسرح من خلال إرساء الأساس الاقتصادي لعصر المعلومات إذ إن تكلفة القدرة على الحساب باستخدام الكمبيوتر تتناقص بمعدل أسي بمرور الزمن و زيادة القدرة الكمبيوترية تؤدي بدورها إلى تطبيق “قانون متكاف” الذي يقرر أنه عندما يزيد عدد من يستخدمون شبكة المعلومات تزيد قيمة الشبكة بمعدل أسي و في اعتقادي أن هناك قانونا آخر أيضا: أن قدرة الإبداع تزيد زيادة أسية مع تنوع مستخدمي الشبكة و اختلافهم. إن تكنولوجيا المعلومات تلغي المسارات المغلقة و تضع مكانها شبكات مرنة تتيح للأشخاص الاتصال الفوري و الحر.إلى جانب أنها تزيد إلى حد كبير الذاكرة المؤسسية: أي استرجاع ما قامت به المنظمة من قبل من فعل ماذا و بأية موارد ، بأية تكلفة و بأية نتائج إلى ذاكرة رقمية بما تم في الماضي. و سيجرى قياس الشركات بصورة مطردة تبعا لحجم معارفها و ليس بحجم أصولها المادية. ما المعرفة؟ أولا المعرفة كمادة خام: وقائع و معلومات و بيانات و النوع الثاني من المعرفة هو الرؤية و الرؤية تعني نفاذ البصر إلى داخل وضع معين مما يؤدي إلى الارتباطات التي يحددها الإدراك الداخلي للمعرفة أو تمثيلها و الأفكار هي رؤى مترابطة نستطيع أن نتعامل معها. تنمية الموارد البشرية إلكترونياً لقد تم تعريف التعليم و التدريب إلكترونياً بأنه تقديم التعليم أو التدريب من خلال الوسائل التعليمية الإلكترونية و يشمل ذلك الأقمار الصناعية و الفيديو و الأشرطة الصوتية المسجلة و برامج الحاسبات الآلية و النظم و الوسائل التكنولوجية التعليمية المتعددة بالإضافة إلى الوسائل الأخرى للتعليم عن بعد، و هو ذلك النظام الذي يشير إلى الحالات التي يكون فيها التعليم teaching و التعلم learning طبقا للأسلوب و الذي بموجبه يكون الأستاذ و الطالب في منطقتين جغرافيتين مختلفتين و لذلك يركز ذلك النظام على الوسائل الإلكترونية و على المواد المطبوعة و التي يتم إعدادها لتسليمها إلى الدارسين. التعليم عن بعد ينقسم من حيث النقل إلى نوعيين: أ. النقل المتزامن (Synchronous Delivery): حيث يكون الاتصال و التفاعل مباشرة أي في الوقت الحقيقي (Real Time) بين المحاضر و الطلاب (الدارسين) في مؤسسات التعليم المختلفة من جامعات و معاهد و مدارس و ذلك في حالة التعليم عن بعد. ب. النقل اللامتزامن Asynchronous Delivery: و في هذا النوع يقوم المحاضر بنقل و توصيل أو توفير المادة الدراسية بواسطة أشرطة الفيديو أو عبر جهاز الكمبيوتر أو أي وسيلة أخرى و الطالب (المتلقي) من الجانب الأخر يتلقى أو يتحصل على المواد في وقت لاحق (أي ليس في نفس الوقت). مثال على ذلك المادة الدراسية التي يمكن توفيرها و نقلها بواسطة أي جهة أو مؤسسة عبر صفحات يتم نشرها عبر شبكة الإنترنت أو عبر شريط فيديو و من ثم ترسل الاستفسارات و الأسئلة و الملاحظات عبر رسائل البريد الإلكتروني e-mail من قبل. خصائص و مميزات التعليم عن بعد: • الملائمة Convenience: حيث توفر تقنيات التعليم عن بعد المواقع الملائمة لكل من المحاضر و الطالب (المتدرب) في كثير من الأحيان فالعديد من هذه التقنيات مثل الإنترنت ، أشرطة الفيديو، الهاتف يمكن بسهولة استعمالها في المنازل أو في مواقع العمل و في أوقات قد تناسب جميع المشاركين بينما مثلا تقنية اجتماعات سطح المكتب عبر الصورة Desktop Video Conference فيمكن أن تبث من مكان واحد إلى عدد من المواقع أما في حالة النقل أو التوصيل عبر الأقمار الصناعية Delivery Satellite فإن هذا الوضع يتطلب إعداد جيدا و قبل وقت كاف من موعد البث. • المرونة Flexibility: العديد من أشكال التعليم عن بعد يتيح للدارس خيار المشاركة بحسب الرغبة و لتوضيح مفهوم المرونة في مجال التعليم عن بعد نسوق المثال التالي من واقع الطلاب عموما حيث نجد أن بعض الطلاب يفضلون مراجعة شريط الفيديو الخاص بالمادة الدراسية في أوقات تتناسب معهم متى ما شاءوا صباحا كان أو مساءا أو قد يفضلون قراءة البريد الإلكترون خلال ساعات الصباح الباكر و غيرها من المتطلبات الذاتية. • التأثير و الفاعلية Effectiveness: الكثير من البحوث التي أجريت على نظام التعليم عن بعد أثبتت أنه يوازي أو يفوق في التأثير و الفاعلية نظام التعليم التقليدي و ذلك عندما تستخدم التقنيات التي سنتطرق إليها بكفاءة. • المقدرة Affordability: كثير من أشكال التعليم عن بعد لا تكلف كثيرا من المال مثال على ذلك التعليم عبر جهاز التلفاز فمعظم المنازل اليوم يوجد فيها جهاز تلفاز و كذلك هنالك العديد من المكاتب و الشركات لديها خطوط هواتف مما يمكن من استعمال البريد الصوتي و الاجتماعات التلفونية الجماعية. • الإحساس المتعدد Multi-Sensory: هنالك العديد من الخيارات في طرق توصيل المواد الدراسية التي تلبي جميع الاحتياجات و لأي فرد فهناك من يتعلم بصورة أفضل من المادة الدراسية المتلفزة و هنالك من يفضل التفاعل مع برامج الكمبيوتر و هنالك من يتعلم أفضل من المادة الدراسية المسجلة في أشرطة الكاسيت و غيرها من الوسائل. • التفاعل Interactivity: يتيح نظام التعليم عن بعد زيادة التفاعل Interaction بين المحاضر و الطلاب و خصوصا أولئك الطلاب الذين يخجلون من طرح الأسئلة و الاستفسارات أمام زملائهم كما يتيح إمكانية تلبية المحاضر لاحتياجات دارس معين دون علم بقية زملاؤه. • المساواة Equity: عدم المساواة في التعليم يعتبر من القضايا الهامة جدا التي تؤرق بال معظم الدول و خصوصا في المناطق الريفية حيث تعاني مدارسها من نقص حاد في الأستاذة المتخصصين و المؤهلين و ضعف البرامج التعليمية التي تقدم فيها مقارنة مع المستوى الذي تمتاز به المدن الكبرى حيث تكون فيها البرامج التعليمية معدة إعدادا جيدا. فالتعليم عن بعد يقدم حلولا عظيمة لهذه القضية الهامة و ذلك من خلال الاستفادة من التقنيات المتوفرة و تطويعها لتلائم واقعنا و من ثم إضفاء قدر و لو بسيط من المساواة في حق مشروع يعتبر من مقومات و أساسيات الحياة في كل المجتمعات. طرق التوصيل و الخيارات الفنية المتاحة: • شبكة ISDN: و هي تعني الشبكة الرقمية للخدمات المتكاملة Integrated Services Digital Network فهي عبارة عن نظام رقمي كلي صمم لنقل المعلومات أسرع من أجهزة المودم Modem القياسية المعروفة و هذا النظام يستخدم عادة في الاستفادة من سرعته في الدخول على شبكة الانترنت Internet Access كما يستخدم أيضا في التعليم عن بعد Distance Learning و المؤتمرات المتلفزة Video Conferencing و لكن في نطاق محدود مقارنة بتقنيات أخرى سيتم التطرق إليها لاحقا. فخط ISDN الواحد ذو القناتين 2 B Channels 64 Kbps each يستطيع نقل بيانات بسرعة 128 Kbps (أسرع بخمسة مرات تقريبا من سرعة نقل جهاز المودم العادي) و خط تلفون ISDN يستخدم جهاز وسيط Interface Device يسمى ISDN Terminal or ISDN Modem و ذلك لتوصيله مع أجهزة الكمبيوتر. و من مميزات ISDN أنها تستخدم نفس نظام خطوط التلفون النحاسية العادية المستخدمة في الهواتف المنزلية و هي بذلك لا تكلف كثيرا في التعليم عن بعد و لكن إمكانياتها محدودة في السرعة. • خطوط E1 و E3: خطوط E1 تمكن من نقل المعلومات بسرعة 2 Mbps فهي إذا أسرع بكثير من سرعة جهاز المودم العادي التي تصل إلى 33.6 Kbps في أحسن الأحوال. أما بخصوص E3 فهي تمكن من نقل المعلومات بسرعة قد تصل إلى 34 M bps أي أسع من E1 بحوالي 17 مرة و لكن المشكلة في استخدام خطوط E1 و E3 تكمن في التكلفة العالية جدا في التوصيل و معدل الإيجار الشهري للخدمة. • تقنية HDSL: جهاز HDSL (High bit rate Digital Subscriber Line) يستطيع نقل البيانات بسرعة قد تصل إلى 2 Mbps و من مميزاته انه يستخدم خطوط الهاتف النحاسية العادية و هذه التقنية مطبقة الآن في سوداتل من خلال مشروع شبكة المعلومات و قد أثبتت نجاحها بالتكامل مع تقنية ترحيل الحزم Frame Relay . و بالتالي تم استغلال هذه التقنية في مشروع التعليم عن بعد بالنسبة للجامعات السودانية و هذا ما سنفصل فيه لاحقا من ناحية فنية. • النقل عبر الأقمار الصناعية Satellite Delivery: يعتبر النقل عبر الأقمار الصناعية Satellite من الوسائل التي لا تحتاج إلى خطوط هاتف و لا خطوط مخصصة لنقل البيانات و لا تتأثر بعدد المستخدمين و أنما تحتاج إلى طبق بأبعاد محددة و بعض الملحقات. و تعتبر من طرق النقل في اتجاه واحد one way–channel في اغلب الأحيان حيث لا يمكن إرسال المعلومات مرة أخرى إلى القمر الصناعي إلا من خلال أجهزة بث خاصة و في حالة استخدام هذه الطريقة في نظام التعليم عن بعد تستخدم خطوط الهاتف في إرسال المعلومات. الصفحات المعدة للتعليم عن بعد Web based Education: انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من الجامعات و المعاهد و المؤسسات التي تتيح فرصة التعليم و الدراسة للدارسين و الطلبة في مختلف التخصصات و ذلك عن طريق الصفحات التي تعدها خصيصا لهذا الغرض و تبثها عبر شبكة الإنترنت. مميزات تقنية الكمبيوتر: • التعليم الذاتي. • يمكن أن تضم و تحتوي المادة المقدمة عبرها على النصوص ، الصوت، الصورة ، الرسومات. • ذات درجة عالية من التفاعل Interactivity. مآخذ تقنية الكمبيوتر: • تحتاج إلى برامج و أجهزة Software & Hardware. • تعتمد في الغالب في الاتصال على الكتابة النصية. • تحتاج إلى إعداد جيد. • مخاطر فيروسات الحواسيب. المراحل الرئيسية في عملية التصميم: 1. مرحلة تحليل احتياجات النظام Conduct needs assessment: تنقسم هذه المرحلة إلى أربعة أقسام: • تحليل الكورس (الدورة) Course analysis: حيث يتم هنا البحث لإيجاد مناطق الخلل لتلافيها و لتعريف المواقع التي يمكن أن يتم تحسينها و توسعتها و ذلك من خلال تقنيات التعليم عن بعد بدءا من معرفة الاحتياجات التعليمية التي لايمكن توفيرها و تحديد ما إذا كان للتعليم عن بعد أن يشارك في تلبية تلك الاحتياجات مثل : الدورات (الكورسات) التي يمكن أن تستفيد من الخبراء الموجودين في مواقع بعيدة Remote experts الدورات التي تحتاج إلى متطلبات تعليمية خاصة. • تحليل المستفيدين Audience analysis: تقنيات التعليم عن بعد لا تناسب كل الطلاب فالرغبة الكبيرة و المقدرة على التعليم بصورة شخصية لا تكفي فيجب أن يتم التأكد من واقع الطلاب و هل كل الطلاب يمكنهم القراءة؟ و ما هي مستوياتهم التعليمية؟ و هل يحتاجون إلى إشراف مباشر في نظام التعليم عن بعد؟ • تحليل الحاضر Instructor analysis: في التعليم عن بعد هنالك الحاجة أيضا إلى محاضر و للفريق الفني فمثلا: بالإضافة إلى المحاضر الذي يقوم بعملية إرسال المادة الدراسية من خلال نظام Video Conferencing يجب أن يكون هنالك فريق تشغيل و دعم فني يعمل على مراقبة و إدارة المعدات المستخدمة في هذا النظام في كل من موقع تنفيذ تلك المادة الدراسية و المواقع التي يتم فيها استقبال تلك المادة الدراسية. • تحليل التقنية Technology analysis: فيما تم عرضه في بداية هذه الورقة نجد أن هنالك العديد من التقنيات التي يمكن أن تستخدم في التعليم عن بعد و لكن عملية اختيار التقنية المناسبة تعتمد في المقام الأول على البيئة التي سوف يتم فيها تطبيق نظام التعليم عن بعد و كذلك اختيار التقنية التي تحقق جميع الأهداف على المدى القريب و البعيد. 2. مرحلة إيجاد الأهداف التعليمية و إنتاج المواد التعليمية: الخطر لا يمكن في عدم وضوح الهدف التعليمي المنشود باستخدام التقنية و لكن يكمن في انسجام و توافق هذه التقنية مع العملية التعليمية و التدريبية فالتقنية المستخدمة يجب أن تكون غير مرئية و غير محسوسة بقدر الإمكان حتى تبدو من خلال العملية التعليمية مجرد أداة من الأدوات المستعملة في التواصل بين المحاضر و الطلاب. بعد أن تم تحديد الأهداف التعليمية يمكن الانتقال إلى مرحلة تصميم و تطوير المواد التعليمية و لكن من الضروري التريث قليلا في هذه المرحلة فإنشاء مواد جيدة لاستخدامها في التعليم عن بعد تأخذ الكثير من الجهد و بغض النظر عن التقنية المستعملة يجب التأكد من دقة و مناسبة هذه المواد و ذلك من أجل رفع الكفاءة التعليمية و الفائدة التي سوف يجنيها الطلاب. 3. مرحلة توفير التدريب و التطبيق العملي للمحاضرين و المشرفين: الكثير من الخبرات و الأساليب المستعملة في التعليم عن بعد لا يتم اكتسابها فورا عند تطبيق نظام التعليم عن بعد فهذه الخبرات و الأساليب يتم اكتسابها بالتدريب العملي و أخذ الدورات المتخصصة فإذا لابد من تدريب المحاضرين و المشرفين على هذا النظام تدريبا متخصصا في الطرق و الأساليب و الفنيات المستعملة في نظم التعليم عن بعد و ذلك لتحسين و تطوير هذا النظام باستمرار. فمن المواضيع الأساسية و المهمة التي يجب التدريب عليها: • الخطط و الاستراتيجيات الفعالة لتصميم البرامج المخصصة للمجموعات الصغيرة. • التقنيات و الأمور الفنية لزيادة التفاعل بين الأساتذة و الطلاب و فيما بين الطلاب أنفسهم. • الاختيار الموفق و الناجح للأدوات و التقنيات في العملية التدريبية و التعليمية. • انتقاء الوسائل المناسبة التي يمكن من خلالها تفعيل الطلاب. 4. تصميم النظام System Implementation: يتم تصميم النظام بعد أن يتم الانتهاء من التدريب الكافي و إجراء بعض التجارب العملية للتحقق من كفاءة أداة التقنيات المستعملة. و أيضا من الأشياء الهامة التي يجب الاهتمام بها: • هيكلة النشطات و البرامج. • المدى الزمني لهذه البرامج. • الاستقراء و أخذ الملاحظات feedback من الجميع (المحاضرين + طلاب + مشرفين + مخططين + فنيين…الخ). • التأكد من تطبيق عملية التفاعل. كل هذه الأشياء تساعد الطالب (المتدرب) و توفر له الإطار التعليمي المناسب و الجيد مما يؤدي إلى نجاح العملية التعليمية و التدريبية. • متابعة تقييم دور النظام Conduct on going Evaluation: عملية التقييم و المتابعة لكل مراحل تصميم النظام هامة جدا و ذلك للتأكد من أن كل شيء يسير على حسب ما خطط له و أيضا من أجل أي خلل قد ينشأ أو يظهر خلال هذه المراحل. المعايير الفنية و الاقتصادية لفعالية و كفاءة برامج التعليم عن بعد 1. معيار تحقيق منهجية التعليم عن بعد لأهداف التعليم المباشر. 2. معيار مستوى نتائج اختبارات طلاب التعليم عن بعد. 3. معيار تكلفة و عائد برامج التعليم المفتوح. و من أهم عناصر تكلفة التعليم عن بعد – هي تكلفة تكنولوجيات التعليم عن بعد مثل برامج الحاسب و أشرطة الفيديو و الأجهزة و الأدوات الخاصة بإعداد المواد العلمية للمقررات الدراسية و تكلفة الإرسال عبر محطات الأقمار الصناعية و تكلفة تصميم نظم الاتصال التعليمي المستمرة هذا بالإضافة إلى تكلفة إعداد المواد العلمية المطبوعة و تكلفة أعضاء هيئة التدريس و الإداريين. أما بالنسبة للعائد المحقق فيتمثل غالبيته في العائد المحقق للدارسين و من أهم عناصر ذلك العائد هو نشر التعليم بين المقيمين في المناطق النائية و التي لا يتوفر بها جامعات أو معاهد عليا مع احتفاظ الدارسين بمرتباتهم و دخولهم الأخرى هذا بالإضافة إلى اكتسابهم خبرات و مهارات علمية و مهنية من خلال دراستهم ببرامج التعليم عن بعد.