ذات صلة

جمع

ارتفاع المخزون التجارى من المنتجات النفطية لـ1.750 مليار برميل الربع الثانى 2024

ارتفع إجمالي المخزون التجاري النفطي في دول منظمة التعاون...

سعر الذهب العالمي يسجل مستويات تاريخية في مستهل تعاملات الجمعة

قفزت أسعار الذهب العالمية، إلى أعلى مستوى لها على...

أسعار العملات اليوم الجمعة 13-9-2024 فى البنوك المصرية

استقرت أسعار العملات اليوم الجمعة 13-9-2024 بالبنوك العاملة في...

سعر الذهب فى مصر يرتفع 20 جنيها.. وعيار 21 يسجل 3470 جنيها

قفز سعر الذهب في مصر، بحوالي 20 جنيهًا، بسبب...

مع التسهيلات الضريبية الجديدة.. تعرف على حالات رد ضريبة القيمة المضافة

تعد الحوافز الضريبية الجديدة بداية لصفحة جديدة بين مصلحة...

ثقافة الإحباط

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
” ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرةحسنة و قنا عذاب النار “

ثقافة الإحباط .. والطريق نحو المستقبل ..؟؟

كلنا رأى في حياته ذلك المشهد، مشهد الطفل الصغير وهو يخطو خطواته الأولى بقدمين ضعيفتين، فكم مرة يتعثر فيقع على الأرض،

ثم يحاول الوقوف والسير من جديد ليقع من جديد، ومع ذلك فهو لا يكف عن المحاولة، ونرى الجميع من حوله يشجعونه بكل وسيلة، لكي يتابع الخطى ولا يتوقف عن المحاولة،

وهم فرحون بذلك مسرورون، مع الجزم أن هذه الخطى المترنحة ستقوده لا محالة إلى النجاح والسير بخطى ثابتة واثقة.

ولكن المشهد يتغير كثيرا عندما يكبر ذلك الطفل، حيث ينشأ على ثقافة اليأس والإحباط، فنراه لا يسعى بتلك المثابرة وإن تعثر مرة لا يحاول النهوض مرة أخرى،

كما أن من حوله يثبطون من عزمه وينقصون من همته، ولا نعد نرى كلمات التشجيع، أتعلمون لماذا؟ إنها حالة انعدام الثقة في النفس، والخوف من الفشل، وسيطرة ثقافة اليأس والإحباط.

 

وهذه الثقافة السائدة في مجتمعاتنا قد تدفع بعضنا أحيانا إلى الرضا أو الارتياح لوضع سيء خوفا مما قد يكون أسوأ، فنحن لا ندري ما ستقود إليه التجربة،

فنرفض أن نغامر أو نجازف، ونرفض أن ندفع ثمن التجربة وذلك في الحقيقة يجعلنا نقف في المكان نفسه لا نتحرك إلى الإمام!

فاليأس والإحباط يقتل بداخلنا أي أمل في التغيير والتقدم.

إن الكثير من الأفراد في مجتمعاتنا يحملون طموحات وآمالا كبيرة في أنفسهم، لكن هذه الطموحات والآمال تظل حبيسة النفس والوجدان،

وليس لها أي صدى في واقع حياتهم؛ لأنهم لم يتم تنشئتهم على روح المبادرة والمثابرة والعمل؛ ولسيطرة الإحباط على النفوس.

ونحن نرى انعكاس هذه الثقافة في شتى المجالات داخل المجتمع، فعلى الصعيد الاجتماعي حيث حالة الانعزال والخوف من التفاعل مع من حولنا،

حتى أصبحت الكثير من الأسر والبيوت هي جزر منعزلة عمن حولها، والأفراد يعانون من فقدان الخبرات الاجتماعية،

وعلى الصعيد الاقتصادي لا يستطيع الشخص أن يقيم مشروعا ما، وحتى المشروعات التي تقام في مجتمعاتنا هي مشروعات تقليدية مستنسخة من المجتمعات الأخرى تفتقد لحاسة الإبداع،

فلا نرى شركات ضخمة تعتمد على الفكر والعقل البشري.

وعلى الصعيد السياسي دفعت ثقافة الإحباط والخوف من الفشل،

شعوب المنطقة التي تقبع تحت حكم أنظمة مستبدة فاسدة لعقود طويلة ومع استمرار القهر حتى استوت عندهم الحياة مع الموت، عندها فقط تحركت الجماهير.

إن حالة الإحباط والخوف من الفشل هي أول حجر عثرة نضعه بأنفسنا في طريقنا نحو المستقبل؛ لنعوق به حركتنا،

وعندما نتحرر من هذه الحالة، سنكون قد وضعنا أول خطواتنا في طريق التقدم.

منقول
سبحانك لا إله إلا أنت إني كنت من الظالمين
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته