السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ضعي في اعتبارك دوماً أن مطبخك هو عنوان شخصيتك ، وطعامك الذي تعدينه هو دواء وشفاء للأسرة لأنك تفعلين ذلك وأنت في حالة حب وعاطفة وسرور ، يديك طاهرتين ، نظيفتين ، لسانك يلهج بالبسملة وذكر الله ، قلبك نابض بالحنان ، حرصك على التوازن في كمية الدهون ، خوفك على أولادك من أكل ملوث أو جرثومة فاسدة تتلف الطعام ، أنت تفعلين ذلك بطاقة إيجابية فعالة ، تصبين إحساسك وأخلاقك في ذرات الطعام وسينتقل هذا الإحساس والطاقة الإيجابية للأسرة ، سينعم أولادك بالصحة ، بالعافية ، بالقوة ، لأنك في الغالب نثرت معان إيجابية دخلت في أفواه الأولاد وبطونهم وقلوبهم وكيانهم حرصك على الأواني النظيفة ، غسل الخضار ، اللحم المجمد الذي تركتيه لساعات يفك من الثلج حتى يعد للطبخ ، أنت ملمة بكل هذه القواعد ، حينما يكون أولادك وزوجك في صحة جيدة حتماً ستكونين سعيدة ، الأولاد المرضى باستمرار مصدر قلق وإزعاج للأم وملاحظ أن البيوت التي تعتمد على الخادمات في طهي الطعام معرضة أكثر من غيرها للأمراض ، الأم تأمرها أن تلقي البطاطس ولا تعرف أن هذا الزيت الذي اسود لونه قد حمل الأمراض إلى الأولاد ولوث الدم ، لا تعرفين هذه الخادمة التي قد تكون غير طاهرة ، ملوثة بأحاسيس عدوانية ، بقت الجراثيم عالقة تحت أظافرها ، يمتلئ قلبها حسداً أو غيرة أو ربما حقداً دفيناً يفرز ذراته في الطعام عندما تغضبين عليها لخطأ اقترفته ، كل هذه الاعتبارات يجب أن تكون تحت الملاحظة ، للأسف بعض الأمهات يتركن كافة أعمال المطبخ بيد الخادمة دون حتى أدنى إشراف وتوجيه ، أو الاعتماد على أكل المطاعم ، الوجبات السريعة التي يتم توصيلها إلى المنازل، ألا تعرفين أن الإفراد في هذا النوع من الأكل يسبب الأمراض والسرطانات الجديدة وأعراض لم نسمع بها من قبل ، هذا الإهمال وذلك التقصير يؤديان إلى شقاءك ، قد لا تعرفين السبب ، إن الخادمة تعطي لبيتك طاقة سلبية وصفات سيئة تنتقل عبر هذه اللقيمات ، قد لا تدركين قيمتها وأهميتها في الظاهر.
· اتركي زوجك في فترات متباعدة لوحده ، لا تضغطي عليه ، لا تكوني رقيبة على تحركاته وتصرفاته تسدين عليه المنافذ ، تشقيه بالملاحقة ، امنحيه الحرية ليمارس هوايته ليخرج مع أصدقائه ، ليتمشى بحرية في الهواء الطلق ، الرجل في بعض الأحيان يحب أن يتوحد مع نفسه ، يحاور ذاته ، وجودك المستمر يضعف من رغبته ويبدد شوقه ، دعيه هو الذي يبحث عنك ، ليشعر بالفراغ الذي تتركينه له ، لا تحولي جلستك معه إلى ضجر وقرف يشعر بثقل مجلسك معن ، الزوجة الذكية هي التي تداري هذه الحاجة في نفس زوجها ، تتركه إن أحست بملله. اذهبي لقراءة كتاب ، لزيارة أهل ، لعمل نافع ، اتركي له مساحة يمارس فيها حريته.
· حاولي أن تصنعي الرفاهية في بيتك اتركي النوافذ مفتوحة كل صباح ليدخل الهواء العليل ، ضوء الشمس ، نور الحياة ، لون الطبيعة ، تغريد البلابل ، رائحة الورد ، سينشرح قلبك وستفتح نوافذ الروح على مصراعيها ، تفاعلي مع الطبيعة فهي أنقى صديقة تعلمك التلقائية والشفافية والعذوبة ، فقد ثبت علمياً أن اللون الأخضر والنظر إلى الزرع يقوي البصر ويريح الأعصاب ، هذه المظاهر الخلابة تبعد عنك الهم والحزن ، لهذا فكري أن تضعي في بيتك بعض النباتات الداخلية ، والطيور ، تخيلي نفسك وأنت تشربين قهوة الصباح أمام نافذة مفتوحة على الطبيعة بجانبك أصيص ورد تنشد حولك طيور الحب أحلى الأنغام ، أو شدو جميل لكناري زاهي الألوان ، سيكون يومك مبتهجاً وسعيداً خصوصاً عندما تبتسمين للحياة ابتسامة صادقة ملؤها التفاؤل حتماً ستنجزين في ذلك اليوم إنجازاً رائعاً.
· تعلمي فن الكلام فجمال المرأة في لسانها ، كلامها ، قالوا : (( كوني جميلة واصمتي )). فكم من حسناء أتلفت حسنها بسبب أسلوبها الفج ولسانها الجاف وطريقتها المنفرة في معاملة الآخرين ، كلما كان أسلوبك جميل ، طلي ، مهذب، أحبك الناس ، اطلبي دائماً بأدب مستخدمة عبارات رقيقة ( إذا سمحت ، ممكن ، من فضلك ، إذا تكرمت ) تحية الناس صباحاً مساءاً تعطيك هالة من الاحترام والتودد ، مصافحة الصديقات بحرارة مع الضغط على الكف يعبر عن محبتك لهن ، اعتذري بلطف إن أخطأت ، استأذني من صاحب الشأن إذا أردت أن تأخذي شيئاً ، حتى إذا قمت من مكان أنت مدعوة فيه لطفي الأجواء بعبارات جميلة تدل على رغبتك في البقاء لكن لظرف ما تضطرين المغادرة ، لا تشعري الجالسين أنك ضجرة، ملولة ، مزعوجة ، إذا تحدث أحدهم انصتي ولا تقاطعي فالله خلق لنا أذنين ولسان واحد لنسمع أكثر مما نتكلم ، إذا دخلت في نقاش لا تغضبي ولا تحتدى ، أبدي الموافقة والاحترام للطرف الآخر ثم أضيفي رأيك واقتراحك ، فالمهم هو الاتفاق على نقطة مشتركة لا الاختلاف وفرض الرأي وإثبات الذات ، اهتمي بالمتحدث أو المتحدثة مع إظهار إمارات التقدير والاحترام بنظرة عينيك ، بطريقة جلستك ، بتهذيبك ، لا تقتحمي الناس بلهجة عنيفة ، صارخة ، خفضي صوتك في الحديث بحيث تكون نبرة معتدلة ، مسموعة ، وتواضعي مع الكبار في السن ووافقيهم الرأي مداراة لهم ، لأن الكبير يشعر أنه الأصوب ، وانصحي الصغير بلطف ومحبة. مع زوجك تأدبي في الحديث واهمسي له في حالة الإنسجام العاطفي وإذا حاورتيه أشعريه بالاحترام وسداد الرأي فعناد الرجل وتحديه يفقدك محبته ، المكاسب التي تحقيقينها بالتوافق والانسجام أكبر بكثير من التشبث بالرأي والتعنت.
· استخدمي لغة الزهور في معاملاتك الشخصية ، إبعثي لزوجك في عمله وفي المناسبات السعيدة باقة ورد تفاجئينه بها في عمله ، كعيد ميلاده ، عيد زواجكما، اعتذار لذنب اقترفتيه بحقه ، إذا ترقى بعمله مع كلمة بسيطة تعبرين بها عن اهتمامك ومحبتك ويمكن أن يتحول الورد إلى لغة اعتذار تقدم لصديقة ، حدث بينك وبينها زعل ، ابعثي الورد لمريض في المستشفى تعذر عليك زيارته ، وأحياناً هدية لعرس ، لحفلة لم تستطيعي الذهاب ، الزهور رسالة حب عميقة توثق العلاقات وتصفي النفوس وتطيب الجروح وخصصي لغرفة نومك أصيصاً خاصاً مزداناً بالورد ، افعلي ذلك وستعرفين سحر الورد وتأثيره على النفس.
· تفنني في مائدة الطعام فهي في أغلب الأحيان تقليدية ، رتيبة ، السيدة الأنيقة الذكية هي التي تتفنن في إعدادها وتجديدها بين فترة وأخرى ، فكري أن هذه المحاولة هي نوع من الهواية الممتعة ، يمكنك تجديد المفارش بألوانها الزاهية ونقوشها المختلفة وشموعها الرقيقة مع بعض اللمسات الجميلة منك تخلقي جواً من المتعة والمرح في البيت ، فضوء الشموع المعطرة وتنسيق الزهور والمناديل والأكواب والملاعق فن يمكن ممارسته والإبداع فيه باستمرار ، أتعرفين ماذا تخلق هذه الأشياء البسيطة في نفس الرجل وروح الأبناء ؟ الرجل يفتخر بزوجة فنانة بطبعها ، مبدعة في عطائها.
· ادخلي إلى بيتك الإفراح والبركات عبر الولائم الجماعية والدعوات في المناسبات وغير المناسبات ، لتبثي روح الجماعة في النفوس خصوصاً دعوة أهل الزوج أو أهلك أو ربما صديقاتك ، أنت تعرفين أن الزمن السريع هذا أثر على علاقاتنا الاجتماعية إذ تعرضت إلى الفتور والهزال فلم يعد للناس الوقت الكافي للزيارات إذ تباعدت اللقاءات العائلية واقتصرت على المناسبات فقط ، لهذا بادري من جانبك إلى ترميم هذه العلاقات لتصفي النفوس وتجمعي بين القلوب عبر دعوة عشاء أو غداء مشبعة الجو كله بالمحبة والمودة والاحترام ، فالمضيفة الماهرة هي التي تحتوي ضيوفها بلطفها ورعايتها واهتمامها ، تشعر الجميع وكأنهم في بيتهم دون قيود أو ضغوط أو رسميات ، لا ترعى بعض وتهمل البعض الآخر فتتولد الحساسيات والمشاكل والظنون الخاطئة ، لا تتوتري لأن هناك بقعة دهنية لوثت المفرش، أو الخادمة نسيت أن تغسل الملاعق ، أو ربما تأخر أحد الضيوف ، كوني سيدة الموقف تصرفي بلباقة ، ابتسمي للضيوف معبرة عن سعادتك بهم وفرحتك بلقائهم واشتياقك للقياهم ، فالمهم هنا حرارة اللقاء لا عرض مهاراتك وذوقك فقط ، حرصك على راحتهم بأن توفري للجميع المجلس المناسب ، لا يهم إن كسر أحد الأطفال كوباً أو صحناً ، لا تنزعجي إن تناثر الطعام على البلاط ، قد تخسرين أشياء مادية لكنك تكسبين قلوب محبة.
· ( أنا محظوظة ) هكذا بكل بساطة حدثي نفسك والناس ، فالله منحك كل النعم، والحظ هو مجموع هذه النعم ، والنعم ليس بكميتها ، بل بمقدار إحساسك بها والتفاعل معها ، فتصرفاتنا هي انعكاس لما نفكر به ، إن شعورك بالاكتفاء والقناعة هو قمة الرضا عن الذات ، والرضا أشبه بالمطهر لأحزانك ، لهمومك، فإن أقبلت عليك الدنيا حمدت الله شاكرة وإن أدبرت عنك صبرت محتسبة ، يكفي أنك تضعين رأسك على الوسادة مرتاحة ، بعيدة عن القلق والتوتر والحقد وكل ما يكدر النفس ويلوثها ، حتى أن هناك من يحسدك على هذا الاستقرار ، ألست معي أن هذا هو قمة الحظ ؟ عندها سيأتي إليك الحظ خاضعاً راكعاً ، أما التي تشتكي وتتذمر وتندب حظها سيهرب منها الحظ دون رجعة !
· خططي لحياتك وأهدافك وأحلامك وحددي فترة زمنية لكل هدف حتى يتحقق لأن الأهداف دون نهاية زمنية أشبه بالحلم ، فمثلاً فكرت بالسفر لهذا الصيف خططي لذلك ، رتبي الميزانية المادية ، حددي الفترة كي تتناسب مع الجميع ، اختاري الوسيلة والسكن ، فإذا ما أتى الصيف يتم تنفيذ خطة السفر ، كذلك في حال خطة التسوق حددي احتياجاتك والميزانية، السوق المناسب ، تصفية الملابس القديمة ، كيفية التصرف بها ، المهم أن تتصرفي دوماً بطريقة منظمة ، مرتبة ، منسقة ، بعيدة كل البعد عن الارتباك والفوضى.
لم تنتهي رسالتي بعد ، هناك الكثير من الأفكار تحتاج منك أن نصيغها معاً أسلوباً رائعاً في حياتنا من أجل أن نصنع ذاتاً رصينة وشخصية رزينة تقف وسط الأحداث لتختار وتقرر وتخطط بقوة وإرادة واعية ، وتجعل منك زهرة فواحة يتضوع عبيرها في كل مكان