كثيرا ما نسمع : كم أنا محبط !!!
ماذا نعني بالإحباط ؟!
الإحباط مجموعة من مشاعر مؤلمة (ضيق ، توتر ، كدر ،غضب ، قلق ،
شعور بالذنب ، شعور بالعجز ، شعور بالدونية ، صرف انتباه ) تنتج عن وجود
عائق يحول دون إشباع حاجة من الحاجات أو معالجة مشكلة من المشكلات
لديك.
هب أن لديك حاجة تود إشباعها، أو أن لك هدفا تسعى لتحقيقه ،وكنت
مستعدا لعمل ما يوصلك إليه ثم وجدت عائقا منعك وحال بينك وبينه ،
ستحاول إزالة ذلك العائق بشتى الطرق والقوى الممكنة لديك ، فإذا لم
تستطع إزالة العائق وتجاوزه لمرمى هدفك ظهرت لديك مشاعر التوتر والقلق
والكدر والغضب والعجز …. وكلما زادت رغبتك في إشباع الحاجة أو تحقيق
الهدف زاد توترك وقلقك و .. و ..
الإحباط قد يلعب دورا مهما في تحقيق الصحة النفسية أو التحول بها إلى
حالات المرض النفسي ؛ فهو يعتبر من أهم العوامل المؤثرة على توافقك الشخصي …
وكلما كانت قواك أعظم وتماسك شخصيتك أمتن وأصلب استطعت تحمل
الإحباط وثابرت في تجاوز عوائقه ومشاعره وانطلقت في الحياة محققا هدفك
أو معدله أو مغيره ناعما بحياتك وسعيدا بساعاتك ولحظاتك ..
ما العوامل التي تؤثر في قدرتك على تحمل الإحباط ؟
تتعدد تلك العوامل ولعل من أهمها
1-مستوى عتبة الإحباط : فكلما استسلمت للعوائق ا لتي تواجهها وما
يصاحبها من مشاعر الإحباط بسرعة ، وأكثرت من اللجوء إلى الحيل النفسية
لتخفيف حدة تلك المشاعر واستغرقت فيها فترات طويلة كانت عتبة الإحباط لديك منخفضة ..
2- قوة العائق الذي يحول بينك وتحقيق هدفك أو إشباع حاجتك .
3-شدة الرغبة في الهدف .
4-عدم توفر أهداف بديلة .
5-التراكم الخبري وتجارب الإحباط السابقة .
إذا كان من المهم أن تعرف ما الذي حصل فإن أهم من ذلك أن تركز
على التفكير بالذي حصل وتنتفع به في حياتك وتطوير ذاتك
تأمل ما يلي لتتعايش مع الإحباط …
احرص على ألا يكون تركيزك على كيفية تجنب الإحباط..
فالإحباط أمر قد يقع بين الحين والآخر طالما أن لك أهدافا متنوعة وتتفاعل
في بيئة اجتماعية يتباين أفرادها وتتنوع خلفياتهم الفكرية والعقلية والنفسية
والاجتماعية والاقتصادية كما تتباين أهدافهم واتجاهاتهم وميولهم ..
وهل منا من حقق كل أهدافه وأشبع جميع رغباته ؟ !!!
ليكن تركيزك منصبا على كيفية أن ترفع من مستوى عتبة الإحباط لديك
وكيف تتجاوز الإحباط بنقاطه المتعددة وتفيد منه فهو أمر واقع لا محالة ..
إن التجارب النفسية التي درست الإحباط ونتائجه أكدت على أن هناك جوانب
إيجابية للإحباط وليست كلها سلبية ..
– اجعل من الإحباط محطة تسهم في رفع مستوى
جلدك ومثابرتك ومضاعفةجهدك لتحقيق هدفك وفي موازاة ذلك عوّد نفسك
على الرضا ولتقنع بعد تلك الجهود والمحاولات بما قسمه الله لك ولتصرف
جزء من سعادتك فيالتمتع بما لديك وليس في التأسي والندم على ما لم
تحصل عليه ولك الخيار …
– نمّ لديك الاستفادة من التجربة .. اصقل مهاراتك .. طور معارفك .. لا تقف
عند نفس المستوى المعرفي والمهاري ..طور آليات عملك …
– لا تغلق الباب والنوافذ وكأنك في سجن مقيت .. أوجد البدائل .. انطلق في
عالم الإبداع .. أعد الفكر في آلية تفكيرك واستراتيجيات انطلاقاتك ..
– عزيزي لا تحصر متعتك وسعادتك في حياتك على جانب واحد في هدف
ضيق .. فإن فعلت فإنك ستعيش معظم وقتك في غابة تزداد ظلمتها
بمشاعر الإحباط المؤلمة التي تنال منك ومن حياتك حتى تكون فريسة
للاضطرابات والأمراض النفسية وهذا ما لا أوده لك …
– استحضر في كل محاولة البعد الإيماني..
ركز على الإيمان بالقدر في تقبل النتائج والعمل في ضوئها لتكون متماسكا قويا .
– ركز على الإيمان باليوم الآخر ليبقى لديك مدخرا مهما عظمت خسارتك
وضاعت أهدافك وتبددت أحلامك .
– احرص على أن تكون خزينتك الأخروية من الأجر والثواب والأمل
بنيله من الله عز وجل حاضرة في كل حين تستمد منها القوة والتجديد والرغبة في
الانطلاق من جديد كلما تعاظمت في وجهك الخطوب والعوائق والمشكلات.
الإحباط سهم أنت أوجدته هدفا أو حاجة فحالت بينك وبينه العوائق
فأنت موجهه فقد توجهه لنحرك فيضرك
وقد توجهه لتحقيق ذلك الهدف أو الانطلاق لآخر
أنت فقط من يحدد وجهته فاختر الوجهة الصحيحة يحفظك الله
وفي كل الأحوال فإن عجلة الزمن تسير واللحظات لا تتوقف
وأنت من يدفع الفاتورة من عمرك…