في مَسِيرة الحياة لا بُدَّ من مُواجَهة بعض العقَبات والمصاعب، فلا يمكن لأيِّ إنسانٍ أنْ يكون ناجحًا دائمًا، ولا بُدَّ من إخْفاقات أو عقَبات تُنتِج بعض الهموم!
وقد استَعاذ سيِّد الخلق – صلَّى الله عليه وسلَّم – من الهمِّ والحزن؛ ليُرشِدنا إلى خطَر الهمِّ على الإنسان، وما يُسبِّبه له من مُعوِّقات تَحُول دُون تقدُّمه، والهموم إن استبدَّت بالإنسان قد تتطوَّر إلى حالاتٍ نفسيَّة مُلازِمة؛ لذلك وجَب الانتِباه لذلك ومُحاوَلة التماسُك، والصُّمود وعدم الاستِسلام، وُصولاً إلى السعادة الحقيقيَّة التي تُزِيل أيَّ أثَر للهموم بإذْن الله.
وتختَلِف ردَّة فعل الناس تجاه الهموم، فهي إنْ سَيْطرت على الشخص تَكاد تشلُّ حركته، وتفتح له بوَّابةً على الإحباط!
كيف نُحوِّل الهموم إلى آمالٍ وإنجازات؟
التغيير الداخلي عند الإنسان هو الأهمُّ، وأن تعمد إلى التفكير بطريقةٍ إيجابيَّة؛ فالتفكيرُ الإيجابي يُشعِرك بالاطمِئنان، ويفتح لك أبوابَ السعادة – بإذْن الله.
ثم قِفْ وقفةَ تأمُّلٍ للماضي وأَعِدْ ترتيبَ أوراقك، فما وقَع لك يجبُ أنْ تعتبره فرصةً ذهبيَّة للتقدُّم؛ فقد أكسبَتْك أخْطاء الماضي خبرةً تُعِينك على تجاوُز عقَبات الحاضر، وحُسن التخطيط للمستقبل.
حافِظ على التفاؤُل؛ فالمُتشائِم يرَى العقَبات في كلِّ فرصةٍ، بينما يرى المُتَفائل الفرصةَ في كلِّ عقَبة؛ فالمريض يتذكَّر الموت، والمتفائل يستَشعِر أهميَّة استعمال الدواء والدعاء ويتفاءل بالشفاء بإذن الله:
أَلاَ إِنَّمَا بِشْرُ الْحَيَاةِ تَفَاؤُلٌ
تَفَاءَلْ تَعِشْ فِي زُمْرَةِ السُّعَدَاءِ
احسب خُطواتك، واسأل نفسك: كيف أُحقِّق الإنجازات؟
الاتِّكاليُّ والعاجز يرى أنَّ عليه أنْ يرضى بواقعه، والإنسان العملي هو الذي يبحث عن التغيير الدائم نحو الأحسن، ويبحث عن الفُرَص المعينة على تقدُّمه ويستغلُّها أحسنَ استغلال.
واعلمْ أنَّ الفجر يأتي بعد اشتِداد الظلام، والأمل سيبتَسِم لك من أعماق الهموم، فإذا شعرت أنَّك على حافَّة اليأس تذكَّر قول الله تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ﴾ [يوسف: 110].
ما أروَعَ أنْ تتفاءَل بالنجاح وأنت في أعماق الفشَل أو ما تظنُّه فشلاً!
تجنَّب الناس المحبطين الذين يجعَلُون طاقاتك الإيجابية تتلاشى في خِضَمِّ إحْباطاتهم ورَسائلهم السلبيَّة، عزِّز ثِقتَك بنفسك بعد الثقة بالله – تعالى – اعمد إلى الحوار الداخلي لتحويل السلبي إلى إيجابي، وغيِّر نظرتَك إلى الأشياء من حَولِك، لا بُدَّ مِن تغيير طريقة التفْكير لنستطيع تحويل السلبي إلى إيجابي.
فالإيحاء الذاتي يُعطِيك الفُرصة لتغيير كثيرٍ من الأفكار والمُعتَقَدات الخاطئة.
ركِّز دائمًا على النصف المُمتَلِئ من الكوب، وتعرَّف على أخبار الناجحين وتجنَّب المحبطون
يجب أنْ تُقنِع نفسك أنَّك سعيد، وأنَّك تستطيع تحقيق الكثير من الناجحين، وأنَّ الله أنعَمَ عليك بنِعَمٍ كثيرة، خاصَّة لَمَّا تنظُر إلى مَن هي دُونك.
وهذا مبدأ اجتماعي لم يُهمِله الدِّين الحنيف؛ ولذلك أمَرَنا الرسول – صلَّى الله عليه وسلَّم – أنْ ننظُر إلى مَن هو دوننا؛ ((انظُروا إلى مَن هو أسفل منكم، ولا تنظُروا إلى مَن هو فوقَكم؛ فهو أجدَرُ ألاَّ تَزْدَرُوا نعمةَ الله عليكم))؛ متفق عليه.
توكَّل على الله، وأحسن الظنَّ به، واستَبشِر بالخير القادم.
تذكر أنت جزءٌ من الثروة الإنسانيَّة، لك موقعك ودورك وأهميَّتك، أهلك وزوجك وأولادك بحاجةٍ ماسَّة إليك، يسعدون لسعادتك، ويَحزنون لحزنك، فابتَسِم للصِّعاب، واصبرْ وتحمَّل، فإنَّ لذَّة الحياة بالكفاح والبذل بعد تحقيق رضا الله – تعالى – والحياة عُسر ويُسر، ولن يغلبَ عسرٌ يُسرَيْن، كلُّ ما هنالك أنَّ عليك بذلَ وُسعِك لتكونَ الأحسن دائمًا، وتذكَّر دائمًا أنَّ القناعة كنزٌ لا يَفنَى، ومَن يطرق باب السعادة، تبتسم له الحياة!