
بقلم : أ / عمر دادي
 	عندما كنت صغيرا استهوتني فكرة تغيير العالم و نشر الامن و السلام, لكن و قد أصبحت شابا وجدت أن العالم أكبر من أن أغيره لوحدي, فسألت نفسي لما لا أسعى لتغيير و طني فسعيت جاهدا لتحقيق أمنيتي, حتى باغتتني الشيخوخة و أنهكت قواي … و تيقنت أن هناك من هو أولى في حياتي الان أبنائي و أسرتي حينئذ اكتشفت أنه قد فات الاوان بعد استغنائهم عني … و أنا على فراش الموت, تساءلت ألم يكن الاجدر بي أن أحرص بداية على تغيير نفسي و لة حاول كل كل منا أن يجيد فن التغيير الداخلي لتغيير العالم بأسره . 
 	أفضل لحظة في عمرك الآن:قد تكون من المعتادين الانصراف من البيت صباحا و بكل ارتجالية دون أن تستمتع بقوتك و توديع أهلك بابتسامة معهودة لأن الوقت ليس في صالحك مع كثرة الأعباء. فستقل سيارتك دون أن تتفقدها حتى تجد نفسك في زحمة السيارات في الشارع الرئيسي, فتزورك لعنة القلق و تتذكر حينها أنك نسيت وثائق السيارة و لا يمكن لك العودة لشدة الزحمة و أن لديك موعد مهم أخطأت تقديره في الصباح الباكر, و بعدها لديك استدعاء من مدرسة ابنك و نسيت أن تبرمجه, و أن تسدد فواتير المنزل لأن أجلها في ذلك اليوم و بعض مشاكل العمل حتى ينتابك الاحباط فتطفئ المذياع و بتنهيدتك المعهودة لم تدري ماذا تفعل هل تلوم نفسك أم الازدحام أم المدرسة أو ظروف العمل و يزداد قلقك عندما تجد نفسك في لحظة عادة ما تتكرر دون أن يحدث تغيير فعلي في حياتك و إدارة شؤونك … إنها أفضل لحظة للتغيير في حياتك و الان إنها فرصتك لتحولها إلى نجاح كانت تستوقفك كل مرة دون أن تعيها فعجزت عن تحويلها إلى موقف عملي … إنه تحتاج فقط إلى شيء من الهدوء و التفكير في مصيرك نصف ساعة في اليوم , و ساعة في الاسبوع و 03 أيام في السنة تكفيك لتنظيم حياتك من جديد.
 	كيف تخطط لحياتك:
 	اسأل نفسك, هل تملك الرغبة الصادقة و الدافع القوي لأن تكون من صنف الناجين أي 3% الذين لهم أهداف واضحة و محددة و مكتوبة في الحياة ؟
 	أم ؟أنك اخترت أن تبقى طوال حياتك من المماطلين و المتمادين في حياة الأماني و الروتين أي 14% من من لهم أهداف و أحلام لكنها غير دقيقة و مكتوبة.
 	 83% من من لهم مجرد أماني ملغمة بالتفكير السلبي و الاحباط المستمر.
 	في سلسلة (نجاح بلا حدود) يقول الدكتور ابراهيم الفقي أن هذا قرار شخصي محض و يحلل فكرة في غاية الاهمية.
 	لماذا الانسان يبحث عن خريطة لزيارة مكان أو متحف معين؟ و يعتمد على دراسة جدوى لأي استثماري يسعى لتحقيق؟ و تفاصيل عن أي جامعة يريد يلتحق؟
 	ألا تستحق حياتك هذا العناء حتى تجعلها عبارة عن ” انتقال من مشكلة أخرى بدل التقدم من فرصة إلى أخرى ؟”
 	إن التخطيط و النجاح في الحياة بمثابة الفعل و الأثر فمن فاتته فرصة التخطيط و فشل فيها و فشل فيها فإنه بذلك قد خطط للفشل.
 	وقد لخص الدكتور صلاح الراشد بعض القناعات الأساسية في التخطيط وتنظيم الذات في كتابه ” كيف تخطط لحياتك ” تعتبر مهمة جدا في إحراز النجاح وتساعد كالتركيز على الإنجاز :
 	– إن فشلت في التخطيط فقد خططت للفشل .
 	– لن يتحقق شيئا مهما بالصدفة .
 	– إجعل خطتك في شيئ ( عمل , دراسة , نشاط…..) تتمتع به.
 	– ركز على الإنجاز وليس على الإستمتاع ( أثر ).
 	– ركز على ما تريد تحقيقه ليس ما لاتستطيع تحقيقه .
 	– النوعية قبل الكم والأهداف البعيدة قبل الطوارئ .
 	– أنت مسؤول عن نتائج أعمالك وأنجازاتك ( لا تلم الاخرين ).
 	– إبدأ دوما والنهاية في عقلك .
 	إبدأ والنهاية في عقلك :
 	صاحب هذه النظرية هو المفكر الإداري ” ستيفن كوفي ” الملقب بمعلم المهارات والإتقان الشخصي ” من خلال عاداته السبع التي حولت الإدارة إلى فن الحياة في القرن العشرين . يقدم لنا بداية رحلة التخطيط بتجربة يطبقها علماء النفس مع الناس . عندما يطلبون منهم أعداد …….. النعي الذي سيكتب على اخر ……….. بعد موتهم وهذا لتعليمهم التركيز على أهدافهم في الحياة .
 	السيناريو الأول : في لحظة استرخاء وهدوء تام تصور جنازتك أبناءك و أهلك و أصدقاءك وموظفيك وكل منهم يسرد مآثرك . من خلال أدوارك في الحياة “ما هو الأثر الطيب الذي تركت فيهم” .. “ماذا تريد أن يقولوا عنك” ، عش تلك اللحظات بصورها وأصواتها و مشاعرها كأحسن ذكرى في حياتك . ثم بعدها دون تاريخك من الان .
 	السيناريو الثاني : أما الدكتور” طارق السويدان ” في ألبومه رتب حياتك ” يقترح سيناريو اخر يدعوك فيه إلى إختيار نماذج ناجحة في حياتك من التاريخ من الاعالم ومن عاشرتهم الان . أكتب أهم القيم و الإنجازات التي حققوها و أثرت فيك , حاول أن ترتبها إبتداءا بالقيم المشتركة فإنك سوف تصل إلى نتيجة الصورة التي تريد أن تحملها في المستقبل .
 	وكلا التجربتين تعتمد على الخيال المبدع الذي يأخذك إلى المستقبل ولهذا يقول ( كوفيه ) الذي قضى أكثر من 30 سنة في دراسة موضوع النجاح والتفوق الشخصي .
 	” كل حلم يتحقق مرتين مرة في ذهن الإنسان ومرة أخرى على الواقع “
 	فسيدنا يوسف رأى رأيى في صغره ثم في سجنه غيرت حياته وحياة شعبه .
 	والرسول (ص) تنبأ بملك الروم والفرس في غزوة الخندق ويوم الهجرة بسوارى كسرى لسراقة .
 	وخليفة المسلمين عمر بن عبد العزيز حلم بالإمارة والخلافة فنالهما .
 	أديسون صرح برؤيته لمصباحه قبل الألف تجربة الفاشلة و توقع تنوير حياة الناس مسبقا .
 	مهاماتاغاندي حلم باستقلال دون حرب حرر به 300 مليون هندي من الاستعمار 
 	بيل غايش حلم بكمبيوتر في كل بيت في العالم و الجزائر تحمل حلمه بعد عقدين من الزمن . 
 	مفاتيح النجاح الشخصي :
 	عندما تمتلك رؤيتك و رسالتك في الياة و تحدد أهدافك بوضوح وتكتبها في ( كراس النجاح الشخصي ) تكون قد خطوت أول قدم في مسافة الألف ميل , وما نسنيه نحن بالحظ ” في الحقيقة ما هو إلا فرصة وكما يقول لويس باستور “الحظ يجند العقول المستعدة ” . وحتى يتم استعدادك الكلي فعليك أن تعي المبادئ الأساسية للنجاح والتي تؤطر رسالتك ورؤيتك في الحياة وتعطي لها بعدا مستمرا و من أهمها :
 	1- التركيز على الملبادئ و القيم : البوصلة , الكرامة الشخصية و القيم الروحية .
 	2- النجاح المتوازن : إن لربك عليك جق وإن لأهلك عليك حق وإن لنفسك عليك جق و إن لبدنك عليك حق .
 	3- التفكير الإيجابي : الحياة ليس فيها فشل لكن فيها تجارب .
 	4- إدارة الأولويات : مربع القيادة , مربع الإدارة , مربع التفويض , مربع الضياع.
 	5- الكل يربح : نجاحك الشخصي لا يعزز إلا من خلال قانون الوفرة والعطاء المتبادل مع الأخرين .
 	 التخطيط الإستراتيجي للذات :
 	الان وقد استطعت أن تكتب مهمتك في الحياة بتركيز شديد و تشحذ همتك حتى خلال فهمك الواعي لبعض مبادئ النجاح . فأنت بحاجة إلى خطة منهجية تساعدك على إيجاد أهداف تفصيلية في حياتك تنطبق عليها شروط smart ( الواقعية, القابلية للقياس, محددة , واضحة ) .
 	في كتابه ” الطريق إلى مكة ” يحدد الكاتب ” توم رودل” الخبير في تغيير الشركات والشخصيات منهجية من 5 أسئلة كخريطة طريق توصلك إلى” مكة ” رمز الأمان و النجاح العملي والشخصي :
 	1- أين أنت الان من الإنجازات .
 	2- ماذا تختار أن تكونه في المستقبل .. “القيم والأافكار”. 
 	3- ما الذي ستفعله لتصل إلى وجهتك .. “المهارات و القدرات”.
 	4- كيف ستشق طريقك إلى هناك .. “المراحل و الخطط “.
 	5- كيف تعرف أنك قد وصلت .. “المؤشرات و أساليب التقييم”.
 	جدد حياتك باستمرار :
 	– النفس تتعب عندما تكسل .
 	– النفس تمرض عندما تتوقف .
 	– النفس تصدأ عندما لا تتجدد .
 	– النفس تمل عندما لاتبدع .
 	– النفس تموت عندما تفقد أكسجين الحياة .
 	– ما دمت أيها الإنسان قادرا على استنشاق الهواء النقي معنى أنه ما زالت هناك حياة , هذه فرصتك لتصنع حياة جديدة مع كل نفس جديد .
