نشرت وكالة رويترز للأنباء في الثاني والعشرين من يناير الماضي نتائج دراسة حديثة أجراها باحثون بريطانيون تفيد بأن ضغوط العمل الزائدة يمكن أن تكون قاتلة بالنسبة للبعض. وقد أجريت الدراسة على مدى عدة سنوات على أكثر من عشرة آلاف من الموظفين الحكوميين البريطانيين، وقد اكتشف الباحثون أن التغيرات البيولوجية (الحيوية) المترتبة على التعرض لضغوط العمل تلعب دوراً أكثر مباشرة وخطورة في وفاة البعض مما كان يعتقد من قبل. ويقول الباحث (تاراني شاندولا)، المشرف على الدراسة، إن هذه الدراسة تعد الأوسع نطاقاً والأكثر تفصيلاً بين عدد من الدراسات المماثلة لها من حيث الموضوع، ويضيف: “إنه مما يحسب لهذه الدراسة أنها حسمت الجدل والشكوك حول مدى علاقة التعرض لضغوط العمل المتواصلة والمتنوعة بوفاة البعض في سن صغيرة وخاصة أولئك الذين يمارسون مهناً تتسم بارتفاع مستويات الضغوط الإجمالية المحيطة بها، شأن العاملين بالبورصة”. وقد حسمت الدراسة هذا الجدل وقطعت هذه الشكوك حين أفادت بأن ضغوط العمل المتواصلة تلعب دوراً مباشراً في الإصابة بالنوبات القلبية وبأمراض قاتلة على المدى البعيد مثل الارتفاع المرضي في ضغط الدم.
وعلى صعيد آخر، فقد نشرت رويترز ايضاً في الثاني من يناير الماضي تقريراً اشار إلى أن الاشخاص الأكثر سعادة يعيشون في الغالب حياة أطول وأكثر خلواً من الأمراض مقارنة بالأشخاص الميالين بطبيعتهم إلى الكآبة والتوتر. فقد اكتشفت الدراسة، التي تم إجراؤها في جامعة لندن تحت إشراف الباحث (آندرو ستيبتو)، أن أولئك الأشخاص الذين يتمتعون بحالات مزاجية يغلب عليها الرضا والسعادة يتميزون بانخفاض معدلات الكورتيسول في دمائهم، والكورتيسول هو هرمون إذا ما بلغ معدله في الدم مستوى مرتفعاً للغاية فإنه قد يسهم في ارتفاع ضغط الدم والإصابة بالبدانة وضعف المناعة النسبي، فضلاً عن العديد من الأمراض الأخرى.