نحن في عالم السرعة، لم نعد نعرف طعماً لأي شيء، لم نعد نعرف طعماً للفرح لأنّه يأتي بسرعة ويذهب بسرعة ويحل محله شيء جديد، ولم نعد نشعر بطعم الحزن لأنّه أيضاً يأتي بسرعة ويذهب بسرعة، وغالباً لا نعرف طعم السكينة، لكن الصبر هو
أهم شيء لا نعرف طعمه، ولو طلب منا أحد الإنتظار دقائق معدودة نشعر بأننا نهدم حياتنا ونضيع أثمن أوقاتنا في شيء لا طائل منه، ولكنني أتساءل ما الأمور التي لا نستطيع أن نقضي فيها بعض أوقاتنا؟ فكل شيء يسير في وتيرة واحدة وبنمط واحد، وأصبحت حياتنا فارغة: فنحن لا نتلذذ بالنجاح والفرح ولا نتألم من أعماقنا لموت أحد، وكي نشعر بالفرح لابدّ أن يكون هناك متسع من الوقت، وكي نشعر بالألم يجب أن يكون هناك أيضاً متسع من الوقت، لكننا لا نجد الوقت كي نقول رأينا في أمر ما أو لنحل قضية ما مهما كانت صغيرة وسهلة الحل، في حياتنا أمور كثيرة نجهلها لأننا نجهل قيمة الوقت، فلم يعد لمشاعرنا وأحاسيسنا أوقات، ونحن نتجاهل كل ما يمر بنا للوصول إلى مبتغانا، مع أننا في الوقت ذاته نضيع حياتنا في أشياء لا معنى لها وأمور لا فائدة منها، هناك الكثير من الأوقات التي نملكها، نضيعها في أشياء لا تهم ولا تعود علينا وعلى من حولنا بالفائدة والمنفعة، ألا يمكنك في دقائق معدودة أن تمحو سيئاتك بذكر الله؟ وألا يمكنك أن تساعد أحد أصدقائك، أو أحد أفراد أسرتك، في عمل ما مهما كان هذا العمل بسيطاً؟ أو لا يمكنك أن تصلح ذات بين؟ بلى يمكنك فعل كل ذلك في دقائق إذا عزمت النية، فكل ما عليك هو أن تعزم النية للإستفادة من أوقاتك في أمور تفيدك وتفيد مجتمعك، وبذلك ستقدر أن تشعر بحياتك وألا تجعلها تسير بوتيرة واحدة، ودمتم بخير وسلام.