ان القيادة الادارية تحتاج بين الحين والاخر الى تغير وتجديد مستمرين في ملائمة وسايرة للتطورات التقنية والاجتماعية والاقتصادية حيث بات سرعة التغيرات تلك لا يمكن مجاراتها بعم تغير جذري لطريقة التفكير ونبذ التقاليد الادارية الموروثة والتي لا تعتمد على الفكر التطوري الانساني ولا تتلائم مع التطورات التقنية المتسارعة.
لقد جابه العديد من الادارات الحكومية في الغرب مشاكل كبيرة فيما يخص وجود جذور تلك التقاليد الادارية البالية في المؤسسات الحكومية الرسمية فلا ريب ان القيادات الادارية قد دخلت في مراحل متقدمة من العمر لا يمكنها مزاولة العمل دون الحاجة الى التقنيات الجديدة في الاتصال وخزن المعلومات وتحليلها فنرى مثلا ان العديد من القيادات الادارية لا يزالون يواجهون صعوبات جمة في فهم واستخدام التقنية الحديثة في معالجة البانات لآليا عن طريق استخادم الكومبيوتر رغم ان هذا الجهاز موجود في مكاتبهم.
نحن نعيش عالما في تغير مستمر ودائم وحتى يتعدى ذلك احيانا منظومة العرف والعادات التي تتبعها شعب من شعوب العالم التي بصورة واخرى تنعكس سلبا او ايجابا على اداء القيادة الادارية وكل شئ مقبول في الماضي ليس بالضرورة ان يعمل بها وربما تتحول بمرور الزمن الى مناقض لمعارفنا الحديثة. الادارة تتغير نحو تفعيل نشاطاتها بحيث يلائم التطورات في المجتمع ومع ذلك التفعيل يترتب امور كثيرة وقد نرى احيانا ان الادارات تتوجة في استراتيجياتها نحو الترشيد وعدم التبذير في عالم يكثر فية المشاكل والمصاعب الاقتصادية. المبدا الاساسي في جميع التغيرات هي ديمقراطيتها بحيث يكون الجميع بصورة او باخرى قد شارك في اتخاذ القرار. هذه الديمقراطية المؤثرة تكون تحديا للقيادة الادارية نفسها اذا لم تكن ملائمة لفكر القيادة فالقيادي الجيد يحاول دوما ايجاد الطرق والسبل الازمة لمشاركة اكثر عدد من العاملين في المؤسسة في اتخاذ القرارات وهذا التفعيل لدور العاملين يؤدي بدوره الى سهولة تطبيق تلك القرارات. نرى ان العاملين في المؤسسة الديمقراطية فخورون بما يعملون او يقدمون من خدمات او انتاج. فاذ تسائل القئد الداري من العاملين معه عن ماهية الامور التي يفتخرون بها في عملهم وهل هم راضون عن ادائهم وكيف يرى المواطنون ويقيمون هذ الاداء اليسوا هم في نهاية المطاف المستفيدون النهائيون من الخدمة المقدمة؟ اليسو كذلك بالنسبة للعاملين رب العمل النهائي وبدونهم لا يبقى معنى للخدمة او الانتاج؟
اسباب التغير والتجديد:
ما الذي يدفع بالمرء الى اتخاذ قرار هجر القديم وتبي الجديد المجهول الغير مجرب؟ وما سياتي به التغير ما لم يتمكن من انجازه القديم المباد؟ هل هناك دوافع غريزية لدن البشر تدفعهم الى التجديد او التغير والبحث المستمر عن الجديد ام ان ملائمة الواقع الجديد والاستمرارية وضمان البقاء عوامل تدفع بالمرء الى اتخاذ قرار التغير رغم ماينتج عنه من مقاومة وفوضى ورفض للجديد المستحدث او ربما ينعته احدهم ب ” بدعه” ويكون نهاية المطاف والطريق. نرى من الناحية العامة ان هناك العديد من اسباب الداعية الى التغير اهمها:
تطور الحاصل في البيئة المحيطة بنا ( العولمة , قصر دورة الحياة السلع الانتاجية والخدمات , سرعة التطور التقني , تغيرات طرق العمل , …) هذه بعض التغيرات التي تفرض على القيادة الادارية وتدفعه الى اتخاذ قرارات التحديث والتغير حيث ان القيادة الواعية ترى مجمل الصورة باكملها نتيجة حتمية وشرطية للتغيرات الحاصلة في البيئة المحيطة التي تنعكس على مجمل نشاطات وفعاليات ومسؤليت القيادة الادارية.
القلة في الكادر القيادي وعتماد القيادة الادارية على استشارين ومجموعات مؤازرة وعلى شكل مجاميع تشترك في مشروع مؤازر للقيادة الادارية. لذا يستوجب تناسب دور القيادة الادارية وتتلائم مع الطرق الحديثة للعمل نرى هنا اهمية ظهور مجاميع مستقلة ضمن الادارة تعمل منفصلة او على شكل شبكات منظمة تعمل بصورة جماعية.
كذلك نرى ان احد اسباب التغير هو ظهور العنصر النسائي في القيادة الادارية بعد ان كانت هذا المجموعة الفعالة من المجتمع بعيدة عن القيادة التي ظل العنصر الرجالي المسيطر عليها. هذه الطبقة الجديدة من النساء المثقفات والواعيات لمسئوليتهن في المجتمع قد تكون طرقهن في الادارة مختلفة عن زملائهم ولذا يستوجب على الادارة اتخاذ قرارات التغير .
استخدام العلم كاداة وسلاح في داخل المؤسسات والنظمات ادى الى ظهور نوع جديد من الرقابة بين الادارت تعتمد على اساس “العلم” حيث رقابة الافراد من ناحية تسلحهم بالمعارف الحديثة والتقنية الحديثة.
تزايد تلك المعارف والعلوم وباستمرار بين العاملين ادى الى مشاركتهم الفعالة في الادارة وقراراتها بالاظافة الى تحولهم الى جهة تقيم وتراقب وتؤثر على اداء القيادة الادارية من ناحية ومن ناحية اخرى تشارك في عملية التخطيط ورسم سياسات الادارة و في عملية المتابعة.
وجود القيادة الادارية على راس السلطة الادارية مهم للعاملين وحاجه ملحة حيث شعور الامن والاطمئنان والضمان في الحياة العملية مرتبط دوما بوجود سلطة قيادية قوية وواعية.
كما نرى ان النموذج الاسكندنافي للادارة تعتمد على ارادة الفرد ومدى قابليته في تحمل المسؤلية الشخصية . وكما ذكرت سابقا ان الرؤية الفوقية للاداري يدفعه دوما الى التغير ولعله كذلك الذي يرى ويشاهد معالم مدينة بغداد من شباك طائرة هليكوبتر ويكتشف عيوب المدينة ويحلم باجراء تغير هنا وهناك ثم يقفل راجعا الى الارض بعد ان تجثم طائرة ليجمع المدراء والخبراء ويشرح لهم منظوره الجديد ورؤياه المستقبلي وهذ القناعات تتغير بمرور الزمن ولا يبقى شيا مكانه واذا علمنا بان تلك القناعات تعتمد على اساس علمي نرى ان تغيرها يصاحب التطورات العلمية والتقنية من ناحية ومن ناحية اخرى تكون تلك الاصلاحات والتغيرات تقدمية باتجاه الموجب دوما وليس سلبية هدامة.