ذات صلة

جمع

لمحة عن قوانين المحاسبة الضريبية

اقرأ في هذا المقال مفهوم المحاسبة الضريبية قوانين المحاسبة الضريبية معدلات الضريبة البيانات...

23 سبتمبر 2024.. البنك المركزي يطرح سندات خزانة بـ4 مليارات جنيه

أعلن البنك المركزي، اليوم الاثنين، طرح سندات خزانة بقيمة...

الاثنين 23 سبتمبر 2024.. أسعار الخضروات والفاكهة بسوق العبور للجملة اليوم

تباينت أسعار الخضروات والفاكهة بأسواق الجملة المحلية، خلال تعاملات...

سعر الدولار اليوم الاثنين 23/9/2024 مقابل الجنيه المصرى

ننشر سعر الدولار اليوم الاثنين 23-9-2024، مقابل الجنيه المصرى...

سلاح ذو حدين يجب الاحتراس من سلبياته ” حديث النفس “.. طاقة داخلية ترفع المعنويات وتساعد على التعافي

لايمر يوم بأي واحد منا إلا وأجرى مع نفسه حوارات عديدة وحدث نفسه بأشياء كثيرة. فما أكثر ما نقوله لأنفسنا عند حديثنا إلى ذواتنا؟ يعرف

علماء النفس الحديث إلى النفس بتلك الطريقة التي يحدث بها الشخص نفسه دون أن يُفصح عنها. وقد يكون الحديث إلى النفس ذا حمولة إيجابية كما قد يكون ذا حمولة سلبية. وإذا كانت بعض الأفكار تجد طريقها إلى الترجمة في الواقع عبر تنفيذها، فإن الغالبية العظمى من الأفكار تبقى دفينة أذهاننا، وحبيسة أدمغتنا ولا يتعدى صداها رفع معنوياتنا، أو تعكير صفو أمزجتنا، لكنها تقودنا مجتمعةً إلى دروب دنيا منيرة مضيئة، أو دهاليز حياة غارقة في العتمة والظلمة

مع كثرة تعقيدات الحياة وضغوطها، يصبح المرء قابلاً للسقوط بسهولة في فخاخ لوم الذات والتعرض لسياط الجلد والتأنيب الذاتي الذي لا يفضي في نهاية المطاف إلا إلى الإحباط النفسي. ولعل أكثر من يقعون ضحايا هذه الفخاخ هم المرضى بشكل عام. فغالبية مرضى السكري مثلا محترفون في تحطيم أنفسهم. فتجد الواحد منهم لا يسأم من ترديد عبارات من قبيل “مستوى السكر في دمي مرتفع. جنيت على نفسي مرةً أخرى!” هذا في الوقت الذي كان يُستحسن فيه القول “يبدو أن مستوى السكر في دمي مرتفعة، لكن هذه تبقى قراءة واحدة، وسينزل هذا المستوى ويتراجع سريعاً!” وما من شك في أن العبارة الأخيرة تفيد صحة المريض، وترفع معنوياته أكثر من الأولى. ولكن الواقع يبقى مختلفاً، فمعظم الدراسات التي أجريت على فئات مختلفة من المرضى تشير إلى أن قلة قليلة فقط من المرضى من يحدثون أنفسهم بإيجابية ترفع معنوياتهم

 

أغلال السلبية

يعتبر باحثون من عيادات مايوكلينيك الأميركية أن أكثر أنماط التفكير الشائعة التي تقود الشخص إلى الحديث إلى نفسه بشكل سلبي تشمل ما يلي

 التفكير بطريقة “كل شيء أو لا شيء”. وهذا النمط من التفكير ينتشر لدى أولئك الذين لا يرون من الألوان إلا الأبيض أو الأسود، ولا شيء غيرهما. وتجد الواحد منهم يحدث نفسه إذا لم أكن أشعر بالراحة، فأنا في حالة سيئة

 التفكير على نحو “دائماً أو أبداً”. ويسود هذا النوع من التفكير لدى الأشخاص الذين يسعون للكمال التام، فتجد الواحد منهم يقول لنفسه دومايجب أن أتبع برنامجي الغذائي بحذافيره في كل لحظة وحين

 التفكير السلبي. فالشخص الذي يركز على الأفكار السلبية يعيش في تعاسة وقلق دائمين نظراً لكونه لا يرى إلا النصف الفارغ من كل كأس ويعمى بصره وبصيرته عن النصف المملوء. فتجده يقول لنفسه لماذا آبه بالأمر، فالمضاعفات ستحدث في جميع الأحوال!

 المبالغة في التعميم. ويفترض هذا النوع من الناس أن الأشياء كلها متشابهة ومتساوية. فأكل قطعة بسكويت صغيرة لا يختلف عن أكل كيس كامل من البسكويت

 التفكير التهويلي. إذ نجد طينة من الناس يعشقون تهويل أي شيء يحصل لهم أو لغيرهم، ويعطونه حجماً أضخم بكثير من حجمه الحقيقي. وتجد كل واحد من عشاق هذا المذهب التفكيري يقول مثلاً لا يمكنني النجاح في الحفاظ على بيتي نظيفاً كما كنت أفعل في السابق، يا للهول والعار أصبحت عالةً في كل شيء

 المبالغة في شخصنة الأحداث. فهناك من يحمل نفسه مســؤولية كل ما يحدث حواليه، بما فيها الأشـياء التي تقع خارج دائرة اختصاصه وسـيطرته. فتجده يقول “لقد أُصبت بالسكري لأنني أُكثر من تناول الحلوى والشوكولاته، إنني أتحمل المسؤولية الكاملة فيما يحصــل لي وأستحقه! والأشخاص الذين يفكرون بهذه الطريقــة ويمعنون في جلد أنفسهم بأسواط ذاتية قاســـية يسيئون كثيراً إلى صحتهم النفسية، ويغدو تفكيرهم هــذا عقبةً كأداء تحول دون ســرعة تعافيهم

طريق التحرر

يقول الباحثون إنه يمكن لأي شخص أن يحرر نفسه من أنماط التفكير هذه، وذلك عبر القيام بما يلي

 قلب الأفكار السلبية وإحالتها إلى أفكار إيجابية. حاول أن تفسر الأشياء إلى نفسك وتنظر إليها بمناظير مختلفة. ولا بأس أن تُخاطب نفسك قائلاً أنا شخص طيب وأستحق الأفضل

 اختيار مصاحبة الأشخاص الذين يفكرون بإيجابية ويرون الكون جميلاً. ابتعد عن مصاحبة اللعانين الذين لا يرون في الحياة إلا جوانبها المظلمة، فتجدهم كثيري اللعن ودائمي التذمر. وعندما تُصادق أصحاب التفكير الإيجابي، فإنك تجدهم عند الحديث إليهم كالدواء الذي ما إن تضعه على الجرح حتى يندمل، وتُلفي فيهم كل الدعم والتشجيع والتحفيز ورفع المعنويات

 الابتعاد قدر الإمكان عن البيئات السلبية. لا تبخل على نفسك بالتسلية والترفيه المفيدين كلما شعرت بملل أو كلل. وفي حال هاجمتك أية فكرة سلبية وبدأت تتسربل في خلاياك العصبية، فاقطع طريقها وأَشْغل نفسك بجولة مشي، أو خصص وقتاً للتأمل أو الصلاة أو الدعاء، أو مارس التنفس بعمق، أو زاول رياضة التاي تشي، أو استمع إلى الموسيقى التي تحب، أو اجلب ورقة وقلماً أو حاسوبك الشخصي واكتب كل الأشياء التي تجعلك تشعر بالسعادة والفرح، وأيضاً كافة الأمور التي تجعلك تشعر بالامتنان، مهما صغُر شأنها، فيمكن أن تكون ممتناً لكونك تعمل في بيئة تتوافر على تكييف، أو أنك تسكن في بناية فيها مسبح وصالة رياضة، أو أنك تعمل مع زملاء ودودين ورئيس عمل منفتح ومتفهم

ويتفق الباحثون على أن خطوات كهذه من شأنها تغيير الأفكار السلبية جميعها إلى إيجابية لدى معظم الناس، مرضى وأصحاء. لكن الأشخاص الذين تربوا منذ صغرهم على التفكير بطريقة سلبية ونشؤوا في بيئات اجتماعية تغذي كل ما هو سلبي لديهم، إلى بذل جهد أكبر والحصول على دعم أوفر حتى يتمكنوا من الخروج من دوامة التفكير السبي الذي يطوق أدمغتهم ويجثم على رؤوسهم. وفي حال بذل الشخص كل ما في وسعه ولم ينجح في تغيير طريقة تفكيره من السلبي إلى الإيجابي، فعليه أن يُدرك أن ذلك قد يكون مؤشراً على إصابته بأعراض مرض نفسي ما كالكآبة أو غيرها. وفي حال ثبت له أنه يعاني من كآبة أو حالة مرضية ما، فعليه ألا يتردد في اتباع علاج معتمد على يد طبيب سلوكيات إدراكية لتعليمه الطرق المثلى لطرد الأفكار السلبية، وترويض عقله على جعل الأفكار الإيجابية تتغلغل فيه أكثر

المادة السابقة
المقالة القادمة