ذات صلة

جمع

نصائح عليك معرفتها عن الإدارة و القيادة الحكيمة

نصائح عليك معرفتها عن الإدارة و القيادة الحكيمة مجموعة من...

تعرف على عشرة خطوات فعّالة لتُحسّن لغتك الإنكليزية

تعرف على عشرة خطوات فعّالة لتُحسّن لغتك الإنكليزية   اللغة الانكليزية...

كيفية الوصول الى الأفكار ؟

كيفية الوصول الى الأفكار ؟ في اعتقادي لاتوجد أفكار جديدة،...

لمحة عن صندوق المصروفات النثرية

اقرأ في هذا المقال ما هو صندوق المصروفات النثرية؟ مفهوم صندوق...

لمحة عن الحسابات الجارية

اقرأ في هذا المقال ما هو الحساب الجاري؟ شرح تفصيلي للحسابات...

ضبط العواطف

تتأجَّجُ العواطفُ وتعصفُ المشاعرُ عند سببين : عند الفرحةِ الغامرةِ ، والمصيبةِ الدَّاهمةِ ،
وفي الحديثِ : (( ” إِنِّي لَمْ أَنْهَ عَنِ الْبُكَاءِ وَلَكِنْ نَهَيْتُ عَنْ صَوْتَيْنِ أَحْمَقَيْنِ فَاجِرَيْنِ :

صَوْتٍ عِنْدَ نِعْمَةٍ لَهْوٍ وَلَعِبٍ وَمَزَامِيرِ شَيْطَانٍ . وَصَوْتٍ عِنْدَ مُصِيبَةٍ لَطْمِ وُجُوهٍ وَشَقِّ جُيُوبٍ …. ))
قال تعاليى :﴿ لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ﴾.
ولذلك قال : (( إنما الصبرِ عند الصدمِة الأولى )) .

فمَنِ مَلَكَ مشاعره عندَ الحدَث الجاثم وعند الفرَح الغامرِ ، استحقَّ مرتبةَ الثباتِ ومنزلةَ الرسوخِ ،
ونالَ سعادة الراحةِ ، ولذَةَ الانتصارِ على النفسِ ، واللهُ جلَّ في عُلاه وصف الإنسان بأنهُ فرِحٌ فخورٌ ،
وإذا مسَّه الشرُّ جزوعاً وإذا مسَّهُ الخيرُ منوعاً ، إلاَّ المصلِّين . فَهُم على وسطيةٍ في الفرحِ والجزعِ ،
يشكرونَ في الرخاءِ ، ويصبرون في البلاءِ .

إنَّ العواطف الهائجةَ تُتْعِبُ صاحبها أيَّما تَعَبٍ ، وتضنيهِ وتؤلمُهَ وتؤرِّقُهُ ، فإذا غضب احتدَّ وأزبد ،
وأرعد وتوعَّد ، وثارتْ مكامنُ نفسِهِ ، والتهبتْ حُشاشَتُهُ ، فيتجاوزُ العَدْلَ ، وإن فرحَ طرِبَ وطاشَ ،
ونسيَ نفسَه في غمرةِ السرورِ وتعدّى قدره ، وإذا هَجَرَ أحداً ذمَّه ، ونسِي محاسنَهُ ، وطمس فضائِلَهُ ،
وإذا أحبَّ آخر خلع عليه أوسمة التبجيلِ ، وأوصله إلى ذورةِ الكمالِ .
وفي الحديث : (( وأسألك العدل في الغضب والرضا )) .

فمَن ملك عاطفته وحَكَّم عقلَه ، ووزنَ الأشياء وجعل لكلِّ شيء قدراً ، أبصر الحقَّ ،
وعَرَفَ الرشدَ ، ووقع على الحقيقةِ ،
﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ﴾ .

إنَّ الإسلام جاءَ بميزان القيمَ والأخلاقِ والسلوكِ ، مثلما جاء بالمِنْهَجِ السَّويِّ ، والشرعِ الرضيِّ ،
والملّةِ المقدسةِ ، ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً ﴾ ، فالعدلِ ، الصدقِ في الأحبارِ ، والعدلِ في الأحكامِ
والأقوال والأفعالِ والأخلاقِ ، ﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاًوَعَدْلاً﴾