سارع المحللون، منذ انتخابات نوفمبر، إلى رفع توقعاتهم لنمو الاقتصاد الأميركي مع رفع التضخم قليلا ورفع مجلس الاحتياط الفدرالي لأسعار الفائدة مرتين هذه السنة.
واستعدت أسواق الأسهم سريعا لاحتمالية البدء بتحفيز مالي كبير جديد في أميركا وارتفعت أسواق الأسهم، فيما ضخّم التفاؤل الناتج عن استطلاعات الصناعة والتصنيع هذه التوقعات، مسببا ارتفاعا في ثقة المستهلك وقطاع الأعمال.
وقال بنك الكويت الوطني اليوم الأحد، بدء عدم اليقين حيال توقعات السياسة المالية، سنرى أن مجلس الاحتياط الفدرالي مقيّد في وضعية انتظار لما ستعلنه إدارة ترامب.
ذلك خلال تقرير صادر عن بنك الكويت الوطني ، وبالرغم من أن الأسواق كانت هادئة نسبيا هذا الأسبوع مع عدم صدور بيانات رئيسة، وإنما القليل من البيانات العامة، فإن آراء رؤساء مجالس الاحتياط الأميركية أضافت المزيد من عدم اليقين في السوق.
وبالفعل أشار رئيس مجلس احتياط مينيابوليس، نيل كاشكاري، إلى أنه ليس في عجلة لرفع أسعار الفائدة، مشيرا إلى أن السياسة النقدية كانت تسهيلية لسنوات عدة دون تضييق سريع لسوق الوظائف، أو ارتفاع حاد مفاجئ في التضخم، ولكن رئيس مجلس احتياط فيلادلفيا، باتريك هاركر، الذي يحظى بحق التصويت قال إنه سيكون مستعدا لرفع أسعار الفائدة مجددا في اجتماع المجلس الفدرالي في مارس إذا استمر نمو الوظائف والأجور، وقال “أنا لا زلت داعما لثلاث ارتفاعات لأسعار الفائدة هذه السنة، بالطبع مع تحفظ كبير، تبعا لكيفية تطور الاقتصاد وتطور السياسة، السياسة النقدية” و”أظن أنه يجب أن نفكر في احتمال رفع بواقع 25 نقطة أساس في مارس.”
وكان العنوان الوحيد الجدير بالذكر الذي قد ينطوي على احتمال تحريك السوق هو وعد دونالد ترامب في اجتماع في البيت الأبيض بإعلان ضريبي كبير دون إضافة المزيد من التفاصيل، فقد قال ترامب يوم الخميس “سوف نعلن شيئا في الأسبوعين أو الأسابيع الثلاثة القادمة تقريبا سيكون هائلا فيما يتعلق بالضرائب وبتطوير بنيتنا التحتية للطيران”.
وفي أوروبا، أجّجت الأوضاع السياسية غير المستقرة حالة عدم اليقين، فقد ردّ محافظ البنك المركزي الفرنسي، فرانسوا فيلروي، ورئيس البنك المركزي الأوروبي، ماريو دراغي، على التعليقات الأخيرة لمستشار دونالد ترامب بأن اليورو كان “مقوّما بأقل من قيمته بشكل كبير” وأن ألمانيا كانت “تتلاعب بالعملة”، بأنها “أكثر من سخيفة” وأضاف دراغي أيضا أن السياسات النقدية لمنطقة اليورو تعكس المواقع المختلفة في الدورة الاقتصادية لمنطقة اليورو وأميركا.
وعلى صعيد أوروبي مختلف وأكثر حساسية، أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل تأتي خلف مرشح من الديموقراطيين الاجتماعيين في انتخابات هذه السنة، فيما أشارت استطلاعات الرأي الفرنسية إلى أن مرشحة اليمين المتطرف، ماري لو بن، التي أيدت انسحاب بلادها من الاتحاد الأوروبي، تتقدم على أثر الجدل المتعلق بخصمها في المقدمة، فرانسوا فيون.
ومن ناحية العملات، تراجع اليورو مقابل الدولار بشكل بطيء بنسبة %1.27 خلال الأسبوع بسبب تفضيل المستثمرين الأمان ورؤيتهم بأن الدولار سينهي الأسبوع عند 1.0641 وفي المقابل، ارتفع الدولار الأميركي إلى ما فوق مستوى 100.00 ليصل إلى 101.50، وارتفع الدولار مقابل الين يوم الخميس بعد أن علّق دونالد ترامب أخيرا على إجراءات التحفيز التي سيقوم بها، واعدا بخطة ضريبية “ضخمة” في الأسابيع القادمة، وارتفع الدولار بشكل كبير بنسبة %1.5 مقابل الين مع ارتفاع العوائد على سندات الخزينة الأميركية بشكل حاد عقب تعليقات ترامب.