ليس المكلف وحده يبحث عن اسباب للتهرب من دفع الضريبة , وانما هنالك بالمقابل باحثين عن الريع من موظفي الحكومة , إذ يستخدمون أساليب
لمساعدة المتهربين على التهرب من دفع الضريبة , وذلك بحكم وجودهم في السلطة الضريبية وتخصصهم في تنفيذ القوانين الضريبية وتفسيرها وتطبيقها , وتمتعهم بالصلاحيات المناسبة التي تجعلهم يضعون نقديراتهم لحجم الوعاء وتقدير الضريبة عليه وتقدير السماحات والاعفاءات مما يجعلهم يمتلكون سلطة تقديرية , يستخدمونها في زيادة مدخولاتهم عن طريق التواطؤ مع المكلفين مقابل ثمن , وهذا ما يشكل بيئة خصبة لتنامي الفساد . أي بمعنى استخدام المنصب العام لتحقيق منفعة شخصية . وهنالك دوافع عديدة لأصحاب السلطة التقديرية للقيام بالتواطؤ مع المكلفين , ولعل الدافع الرئيسي هو تدني مستوى الاجور التي يتقضاها الموظفون التي لا تتلائم مع متطلبات الحياة الاعتيادية , فضلا” عن التفاوت الكبير بين الدخول في المجتمع وكذلك التفاوت في توزيع الثروة , مما يشعرهم بالغبن , وهم يحاولون بعملية التواطؤ مع المكلفين سد الفجوة الحاصلة في دخولهم .