والمحاسبة في إطارها الحديث أصبحت وثيقة الصلة بالعلوم الرياضية والإحصائية، فالوظيفة المحاسبية لم تعد محصورة في القياس والتسجيل التاريخي للعمليات
الاقتصادية، بل أصبحت تهتم أيضاً بقياس الآثار المتوقعة لهذه العمليات في المستقبلـ مما يستوجب الاستعانة بالأساليب العلمية في التقدير والتحقق والقياس، وهي أساليب إحصائية.
يشترك علم المحاسبة والإحصاء في قيامهما بجمع البيانات وتسجيلها وتبويبها وتحليلها وإستخراج بعض النتائج من خلالها، كما يتفقان في تسجيل القوائم المالية بشكل مقارن، لإستخراج التغيرات، التي طرأت من عام لأخر ولمعرفة إتجاه هذا التغير، كما تستمد المحاسبة أرقامها من علم الرياضيات، كما أن جزءاً من عمل المحاسب هو عمل حسابي مأخوذ من علم الرياضيات.
فقيام شركة مقاولات بالتقدم في عطاء، لبناء طريق بين مدينتين، يستلزم أن تقوم الشركة بدراسة مختلف عناصر تكاليف بناء الطريق المتوقعة واحتمالاتها، والاحتمال النهائي لقيام الشركة بهذا المشروع، أي احتمال الربح والخسارة، وكل هذا يعتمد على قياس التكاليف، ووضع التنبؤات الصحيحة، التي يعتمد صدقها على دقة الأساليب الإحصائية المستخدمة في القياس والتوقع، والعالم المهتم بالإحصاء يستخدم الكثير من البيانات والمعلومات المحاسبية، فبدون هذه البيانات تصبح الأساليب والوسائل الإحصائية التي يستخدمها فارغة من أي محتوى وعديمة الفائدة.