إذا كنت مبتلى بأي آفة من آفات الدنيا السيئة.. إذا شعرت بأن الشر يملأ قلبك.. أو حتى لو شعرت أن بداخلك قليلاً من الشر، بأي شكل من أشكاله.. غير حياتك.. استبدل الشر بالخير.. افتح قلبك للنور.. افتح قلبك للحب والسعادة والخير
والهناء.. افتح قلبك لرياح التغيير، اجعلها تجتاح كيانك.. افتح قلبك للخير والنور والنقاء والطهارة.. افتح قلبك للخير..لا تحقد أو تحسد أو تنافق أو تفجُر أو تقهر أو تتآمر على خلق الله.. افعل الخير.. ولا تنتظر جزاء لذلك.. واترك الشر.. ولا تأمل بالعودة إليه.. اصفح واغفر وسامح وأعف.. وأزح براكين الشر عن قلبك.. وطهر نفسك من الحقد والحسد والانتقام.. اعفُ عمن أساء إليك.. واغفر لمن اخطأ بحقك.. وسامح من سعى لإيذائك..احمل مشاعل النور.. وانصح الناس بالعفو والمغفرة.. وتسام على جراحك وآلامك.. وكن أقوى من خصومك بالعفو عند المقدرة.. ولا تكن أبدا ظالما حتى لمن ظلموك.. غير حياتك.. واعبر بها من ضحالة الشر.. إلى نعيم الخير.
ابحث عن الشر بداخلك.. في تصرفاتك.. ردود أفعالك.. أمنياتك.. تطلعاتك.. علاقاتك مع الآخرين.. لا تضمر الشر لأحد.. ولا تتمنى لهم غير الخير.. اعمل على تغيير نفسك.. وتطهير روحك.. وتنقيتها من الشرور.. وستشعر بأن نعيم الدنيا أن تكون متصالحا مع نفسك.. خيّرا في قولك وعملك.. طريق الشر واضح.. وطريق الخير واضح.. ولك أن تختار أي الدربين ستسلك.. غير حياتك.. او بالاصح غير الاخطاء في حياتك.. لاحظ في مسيرة حياتك تكرار وقوع بعض الاخطاء التي ترتكبها.. كثيرا ما نرتكب ذات الخطأ، ولا نستفيد التجربة من أخطائنا.
احدهم قال ذات مرة “احب أن اتعلم من اخطاء الآخرين.. كي لا أقع في ذات الخطأ !!”. لكنه بعد فترة، وبعد ان بذل جهدا كبيرا في تتبع اخطاء الآخرين كي يتجنبها، وجد نفسه يرتكب اخطاء مريرة، واكتشف ان اكبر خطأ ارتكبه هو تتبعه لاخطاء الآخرين!!.
لا بد من الخطأ.. واقصد هنا الخطأ المباح، ولكن فعلا يجب أن نجتهد كي لا نخطئ.. والاهم يجب أن نعرف أين اخطأنا وكيف ولماذا.. والاهم ايضا هو اننا يجب أن نعرف ايضا كيف نعالج هذا الخطأ.. وان لا نكابر وندعي عكس الحقيقة، وان نغمض اعيننا عن الخطأ.. او ان نسعى لنسيان اخطائنا بسرعة.. النسيان نعمة، ولكن يجب أن نترك النسيان يجري في حياتنا بطبيعته، وان لا نستعجله كي ننسى اخطاءنا.
يجب أن نغير حياتنا الى الافضل.. قد تكون تمارس عملا معينا، ولم تحقق النجاح، فتتعرض لاحباطات كثيرة تفقد معها شهيتك للعمل والتطور.. ولكنك لو فكرت وبحثت عن عمل آخر قد تجد أنك وفقت فيه وحققت النجاح الافضل.
ابحث في اعماق نفسك فقد تجد انك تحب هواية معينة، اسعَ لتنميتها وتطويرها بداخلك، فقد تكون هوايتك مهنتك.
كثيرون استفادوا كثيرا من هواياتهم عندما احترفوها.. رسامون وفنانون وكتاب وحرفيون وغيرهم.. عندما احترفوا هواياتهم حققوا ذاتهم وحققوا النجاح الذي يبحثون عنه.
قد تكون تعمل في وظيفة معينة، وتشعر بالضجر والملل.. وتخاف ان تترك وظيفتك او تغيرها.. انت تخاف من الفشل او الاقدام على المجهول، لكنك لو بحثت في اعماق ذاتك ستجد انك تستحق اكثر من الوظيفة التي تمارسها.
غيّر سلوكك ايضا ان كنت ترتكب سلوكا خاطئا، او تسير في درب الخطيئة، ابحث عن الفضيلة بداخلك، واستنجد بها، واغسل ذنوبك بالطيب والاخلاص والحب والصدق، وستجد قلبك صافيا نقيا ومطمئنا.
التغيير فعل ايجابي حميد في طريق البحث عن الذات، والبحث عن النجاح، ومكافحة الملل..غير حياتك.. ولكن احرص دائما أن يكون التغيير الى الافضل.
انظر دائما الى الامام.. وتفاءل وانت تتلمس المستقبل.. واستحضر العزيمة والهمة كي تقودا حياتك الى مستقبل افضل، ولا تنظر الى الخلف او تبحث في الماضي.. وكما قال بلزاك: “لا تحمل الأمس فوق ظهرك، لأنك لو فعلت فسوف تسير محني الظهر وحدك وسط هامات عالية، فالأمس موت، وغداً حياة، والموتى لا يعودون”.. ودمتم سالمين
د/ خالد المنيف