يحتاج الإنسان إلى تجديد نشاط جسمه لتنمية عقله حتى لا تصاب
ذاكرته بالضعف ويصعب عليه تذكر الأسماء والأرقام كما يحدث لدينا بين الحين والآخر.
وتشير د. خلود البارون بحسب جريدة “القبس” إلى أن الدماغ أشبه بالعضلات لأنه بحاجة للتمارين المناسبة والتغذية الفعالة حتى ينمو، وإلا سيصاب بالضعف ، وكلما استخدمت عقلك في الاتجاه الصحيح، تطورت وتحسنت قدرتك على التركيز والتفكير لتصبح أكثر حدة. وبالعكس، فكلما قللت من نشاطك الفكري وتناولت أغذية غير مفيدة، أو مضرة كيميائيا للدماغ، فأنت تسبب الضرر لقدرات التفكير والوظائف الذهنية.
وتؤكد البارون أن هناك خطوات بسيطة جدا، لكن لها اثرا على المدى الطويل كبير جدا وملحوظ في تطوير وتحسين القدرة العقلية. وفي التالي نورد أمثلة على 5 تقنيات سهلة تنشط إبداعك وخلايا دماغك الرمادية منها .
1- تجنب مشاهدة التليفزيون لساعات طويلة : قد يكون هذا من الأمور صعبة التنفيذ، فمن الصعب إقناع الأفراد حتى بتقليل ساعات مشاهدة التلفاز. فعديد يفضلون قضاء وقت الفراغ بالجلوس أمام شاشات التلفاز، ومشاهدة الأفلام والحصول على المعرفة بطريقة سلبية. لكن مشاهدة التلفاز لا تعد أمرا منتجا، فهي لا تحسن من قدراتك العقلية، أو تساهم في شحن دماغك، بل تسبب في الواقع استنزافا للطاقة، والدليل أن مشاهدة التلفاز لعدة ساعات ستشعرك بالتعب وفقدان الطاقة. فالعين تتعب وتتوق للنوم والراحة، كما ان مشاهدة التلفاز لمدة طويلة تتركك تعبا، ومن دون طاقة لقراءة كتاب مفيد.
ويمكن استبدالها بطرق مثالية للاسترخاء، مثل قراءة كتاب أو الاستماع إلى الموسيقى. وإذا كنت في منزل العائلة أو يحيط بك الأشخاص، فلا تشاهد التلفاز، بل تحدث مع الآخرين، فذلك سيلهم ويثير دماغك أكثر.
2- ممارسة التمارين الرياضية : القراءة والتمارين العقلية، كلعب الكلمات المتقاطعة وحل المعادلات، من الأمور المفيدة للعقل، لكن الأمر الأساسي هو أن صحة العقل من صحة البدن. لذلك فان ممارسة الرياضة يرافقها نشاط في الدورة الدموية وإفراز الجسم لمواد تسبب الاسترخاء والرضا الذاتي.
والرياضية أيضا طريقة جيدة لتنظيف الجسم وترميمه وإعادة حيويته، وجميعها أمور تزيد من القدرات العقلية، ولها مفعول ايجابي طويل الأمد. ويلحظ بأنه مع الوقت سيرافق ممارسة التمارين الرياضية زيادة في التركيز والذاكرة.
3- قراءة كتاب يدعو للفكر : يفضل كثيرون قراءة القصص الرومانسية والخيالية، لكنها قلما تثير التفكير أو تتطلب تنشيط عمليات التحليل والإدراك العقلية ، بينما تقرن قراءة الكتب التي يرافقها خيال ونظريات وأفكار عقلية في تحفيز التفكير فيما تقرأه، ما يساهم في تحسين قدرتك على الكتابة والقراءة والتفكير.
وبالإضافة إلى القصص التي تناقش النظريات والأفكار الجديدة، تعتبر القصص الكلاسيكية مفيدة أيضا. فهي تفيد في تحسين المفردات اللغوية وطرح أفكار جديدة، بحيث ان البعض يتأثر وتتغير طريقة تفكيره بعد قراءتها.
ولا تهمل أبدا كلمة لا تفهمها، بل ابحث عن معناها، وضع كل مجهودك لفهم الفقرات المعقدة، أو التي يصعب عليك فهمها. قم بقراءتها مرة واثنتين وثلاث إلى ان تفهم معناها العميق. فإذا ما تعودت واكتسبت هذه المهارة، ستتطور قدرة القراءة وفهم الفقرات الصعبة.
4- النوم مبكراً في ميعاد محدد : النوم ساعات غير كافية لحاجة الجسم هو السبب الرئيسي الذي يخفض قدرة الأفراد على التركيز. ويحافظ النوم المبكر والاستيقاظ المبكر على نضارتك ونشاط قدراتك العقلية، ويرافقه الشعور بالنشاط ويحسن من إنتاجيتك، ويجعلك متيقظا طوال اليوم.
بينما يعرف بأن السهر إلى وقت متأخر ليلا يؤدي إلى الاستيقاظ المتأخر صباحا، ويرافقه الشعور بالخمول وقلة الراحة وانخفاض التركيز طوال اليوم.
فإذا كنت تشعر بالتعب والنعاس، من المفيد جدا لك ان تأخذ غفوة على ألا تتعدى مدة 20 دقيقة. فالاستمرار في النوم لمدة أطول من ذلك سيسبب الشعور بالخمول والصداع. أما الغفوات القصيرة فتساهم في إعادة حيويتك.
5-ابحث بداخلك : مع الوقت وتقدم العمر، نصبح مزحومين ومتورطين في عديد من أنشطة الحياة ومشاكلها، بحيث ننسى أنفسنا، ولا نجد وقتا للتعرف على ما بداخلها. وهو أول سبب للشعور بعدم معرفة ما يرغب فيه الفرد، وانخفاض التركيز. وهنا ينصحك الخبراء بانتهاز الفرصة عندما تكون لوحدك، للتفكير في مشاعرك وأحاسيسك وما تمر به من اختلافات وتضاربات بشكل عميق. وذلك سيساهم في تنظيم وترتيب أفكارك وتنظيم أولياتك وواجباتك. فتنظيف الدماغ من الفوضى وترتيبه سيجعله أكثر صفاء، ويساهم في تعريفك على مصدر مشاعرك ورغباتك ونشاطاتك ويدعم الرضاء الذاتي.