الافتراضات المسبقة للبرمجة اللغوية العصبية
أدركت أن الحياة مليئة بالصعاب التي لن تنتهي أبدا، فكان اختياري هو أن أتعلم كيف أواجه هذه الصعاب حين تحدث، فما الممتع في الحياة إذا لم تكن فيها تحديات؟، لو كان اليوم كالأمس، فأين روعة الحياة؟، لو لم تكن هناك صعوبات، فأين متعة النجاح والفوز؟
تعلمت أن أغير طريقة تفكيري؛ كي أستطيع التعامل مع الحياة.
فدعونا نتغير معا في (برمج عقلك)
— — — — — — — — — — — — — — — — —
لو عملت بحث في جوجل على NLP هيطلع لك تقريبًا (خمستاشر مليون ونص) نتيجة بالتمام والكمال، ياااه.. دا الموضوع كبير قوي، أمال إيه يا معلم، موضوع النهارده عن البرمجة اللغوية العصبية دي بقى.
تكلمنا في حلقة سابقة عن البرمجة اللغوية العصبية أو NLP، وهي أشهر أساليب التنمية الذاتية في العالم العربي، ولقد هاجمها كثيرون واقتنع بها الكثيرون وكثرت تطبيقاتها، وكثرت طرق فهمها وشرحها، وانتشرت مراكز تدريبها، ربما كان من المفيد لي على المستوى الشخصي أنني قابلت مؤسسها “د. جون جريندر”، وتناقشت معه في الكثير من النقاط التي أردت معرفة رأي المؤسس فيها شخصيًّا.
في هذه الحلقة سأكلمكم عن بعض مبادئ البرمجة اللغوية العصبية، فاصغوا لي، واقتربوا من الشاشة، ودعونا نفكر معًا.
الافتراضات المسبقة Presuppositions
الافتراضات المسبقة للبرمجة اللغوية العصبية هي مجموعة مبادئ يمكن للشخص أن يستفيد منها في حياته تعالوا الخصها لكم سريعًا، هذه الافتراضات يا أعزائي هي:
1. التغيير يصنع التغيير:
كلنا يريد أن يغير الكثير في حياته هذا معروف؛ كي تغير حياتك وكل ما حولك فأن المفتاح الحقيقي هو: تغيير نفسك أنت؛ لأن حياتك وظروفك ومعاملة الناس لك هي من صنع أسلوبك أنت في التعامل مع الحياة، لو كان عملك لا يعجبك، فأنك أنت من يعمل فيه، فأنك أنت الذي لا يطور قدراته، أو يدرس أكثر، أو يبحث أكثر، لو كان الناس يعاملونك بشكل سيء فمن الذي عوّدهم على هذا؟ هذه النقطة أومن بها إيماناً حقيقياً، لو أردت أن تغير عالمك ابدأ بتغيير نفسك، وطريقة تفكيرك، وأساليبك في الحياة، تغيير عالمك الداخلي سيغير عالمك الخارجي، هذه هي الحقيقة.
2. الخريطة ليست المنطقة:
كلمتكم من قبل عن أن خريطة القاهرة ليست هي القاهرة، الخريطة قد تكون قديمة أو غير دقيقة، كما أنها حتما ليست القاهرة نفسها. نفس الشيء إدراكك للواقع ليس هو الواقع، لو كنت تظن أن الحياة سيئة، فمعنى هذا أن خريطتك (اعتقادك) تقول: “أن الحياة سيئة وليس معنى هذا أن الحياة نفسها سيئة”، غيّر الخريطة؛ كي ترى العالم بشكل أصحّ، فقد يكون العيب في خريطتك نفسها.
3. هناك نوعان من التواصل، الواعي واللا واعي:
حين نتواصل مع الآخرين فأننا ننقل لهم أفكارنا بطريقتين، الاتصال الواعي: أي الكلام المفهوم بالعقل الواعي، الاتصال اللا واعي: لغة الجسد، ونبرة الصوت..وهكذا، قد لا تفهم الرسالة بشكل واعٍ لكن العقل اللاواعي يقول بأنك لن يستريح لهذا الشخص، هناك مهارات عديدة ودورات تكلمك عن ذلك.
4. معنى الاتصال هو رد الفعل الناتج:
لو وجدت أن شخصا يتعامل معك بطريقة سيئة، فأن معنى هذا أن طريقة تعاملك أنت معه هي الخطأ من الأساس، يعني مثلاً بالنسبة للأستاذ لو الطلبة لا يفهمون ما أقول، ولا يهتمّون بالمحاضرة، لو طبقنا هذه النقطة هنا سنجد أن طريقة الأستاذ في الشرح ربما هي السبب في هذه النتيجة، لو كان رد الفعل (عدم انتباه الطلبة) غير مُرضٍ، ربما يكون معنى هذا أن طريقته في الاتصال (الشرح) هي غير المناسبة، ربما لو شرحت بطريقة أخرى يحبونها يمكنك أن تشد انتباههم بشكل أكبر، يعني: لو وجدت رد فعل الناس غير مناسب، فأن معنى هذا أن طريقتك أنت في التواصل لا تناسبهم، فغيّر طريقتك، وستحصل على نتيجة مختلفة.
5. الشخص الأكثر مرونة يكون قادرًا على التحكم في حياته:
الحياة لا تحتاج منا إلى جمود هناك متغيرات كثيرة تحدُث من حولنا طوال الوقت، لو لم تكن مرناً وقادرًا على التكيّف مع هذه المتغيرات، لن تستطيع أن تكون ناجحًا، يجب أن تغير أساليبك وأدواتك دائماً؛ كي تستطيع أن تواكب العصر وتتعامل مع الناس، وسّع دائرة معتقداتك؛ كي تستطيع أن تكون ناجحاً، لو كانت الأشجار صلبة لانكسرت مع الريح العاتية، لكنها تميل مع الريح؛ كي تلائم الظروف المحيطة.
لا تكن جامدًا.
6. لا يوجد فشل لكن هناك مردود:
حياتنا عبارة عن تجارب نقوم بأفعال معينة، وتعود علينا هذه الأفعال بنتائج مختلفة، ولا يوجد شيء اسمه فشل لكن ما حدث معناه، أن تجاربنا قد أعطتنا نتائج غير مرغوب فيها، معنى هذا أننا يجب أن نغير من أساليبنا في التجربة القادمة؛ كي نحصل على النتائج التي نريدها، مثلا: لو رسبْت في الامتحان فأن معنى هذا أن طريقتك في المذاكرة لم تكن مناسبة لا بد من التغيير؛ كي لا يتكرر هذا، بمعنى آخر الفشل عبارة عن تجربة استفدنا منها الكثير من الدروس، اعرف هذه الدروس جيدًا؛ لأنها ستفيدك في تجاربك القادمة.
7. كل شخص يتصرف في ظل ما هو متاح له في الموقف:
اعذر الناس دائمًا، فكل شخص يتصرف بعقليته التي صنعتها تجاربه طوال حياته، لا تختلف مع الناس بشكل شخصي، وتغضب منهم؛ لأنهم يتصرفون بشكل لا تريده، فأنك لو كنت مكانه وعشت نفس حياته وخضت نفس تجاربه ولو عندك نفس عقليته، ستتصرف بنفس الطريقة في نفس الموقف، اعذر الناس؛ كي تستطيع التعامل معهم بفعالية، هذه هي القيمة هنا.
8. كل شخص يمتلك الموارد اللازمة للتغيير:
هذه النقطة أختلف معهم فيها إلا أنني سأشرحها لكم، كل شخص يعرف الصواب والخطأ، طوال خبراتنا السابقة في الطفولة والشباب نعرف طرقاً كثيرة نستطيع بها أن ننجح وأن نحقق ما نريد، إلا أننا ننسى أو نتكاسل أو نتجاهل هذه الأشياء، بطريقة مثل التنويم الإيحائي (سنذكرها لاحقاً) يقوم الشخص بتخيل مثله الأعلى ويتعلم منه كيف نجح، وكيف قام بما قام به، هذه الطريقة مبنية على هذه الفكرة، أننا نعرف أن “الشحات مبروك” قد أصبح بطل كمال أجسام عشان بيتدرب كل يوم، نحن نعرف هذه الحقيقة لكننا لا نتدرب كل يوم، رغم أننا نعرف ما ينبغي علينا عمله، هذه هي الفكرة.
رأيي الشخصي هو في دراستي لمجال مثل إدارة الأعمال وجدت أن هذه النقطة ليست صحيحة دائمًا، هناك طرق لا أعرفها للنجاح ويجب عليّ أن أتعلمها فعلا، مش شرط كل الناس تكون عارفة إزاي تنجح أو إزاي تتغير، هذا ما أعتقده.
9. وراء كل سلوك نية إيجابية:
لا يوجد شخص يعتقد أنه شرير، كل شخص يقوم بفعل سيء (مهما كان شريرًا) فأنه يقوم به لسبب إيجابي بالنسبة له هو، حين تحاول تغيير شخص اعرف هذا الشيء الإيجابي، وحاول أن تستغله لصالحك؛ لتغير الشخص نحو الأفضل، مثال: لقد سرقت؛ كي أطعم عائلتي، السرقة خطأ طبعاً وهو قام بهذا الفعل السلبي لا لأنه يؤمن أنه شيطان، لكن لأنه يعتقد أن هذه الطريقة هي التي ستطعم عائلته، وهي نية إيجابية كما ترى، لو أردت تغييره لا تصطدم بالسلوك السلبي “أنت حرامي وشرير”؛ لأنه لن يتجاوب معك؛ لأنه لا يرى نفسه كذلك بل استغل نيته الإيجابية في فهمه، ومن ثم في تغييره “لو عايز تأكل عيلتك لازم تشتغل عشان لو اتسجنت مين هيصرف عليهم؟”، بهذه الطريقة يمكنك أن تتواصل بشكل أكثر فعالية؛ لأنك لا تتكلم بشكل سطحي بل تناقشه بمنطقه هو، ملحوظة: النية الإيجابية قد لا تكون إيجابية إلا من وجهة نظر الشخص نفسه.
10. العقل والجسم يؤثر كل منهما على الآخر:
لو شعرت بالسعادة ستضحك، ولو ضحكت ستشعر بالسعادة، حالتنا الجسمية تؤثر على حالتنا المزاجية والعكس، لا تمشِ منكّس الرأس حزين الملامح، فأن هذا سيؤثر حتمًا على حالتك المزاجية، لو وجدت أن وجهك الآن عابس فلا تتوقع أن تشعر بالسعادة؛ لأنك قد رسمت على وجهك تعبيرًا آخر.
11. إذا استطاع أي شخص أداء شيء، فأي شخص يمكنه تعلم فعله:
المعنى واضح هنا، أي نجاح قام به أي شخص لا يعني أن هذا الشخص أفضل منك، بل يعني أنه قد عرف كيف يقوم بهذا، لو عرفت كيف تقوم بهذا، وقمت به فعلاً ستحصل على نفس النتائج لا محالة، ربما تأخذ وقتاً أطول أو مجهودًا أكبر لكنك حتمًا ستصل إلى نفس النتيجة، وهي الفكرة التي قامت عليها البرمجة اللغوية العصبية في الأساس، لقد قام المؤسسون بدراسة (إريكسون ـ ساتير ـ فريتز) لمعرفة أساليبهم وطبقوها، فحصلوا على نفس النتائج وهذه النتائج هي البرمجة اللغوية العصبية ذاتها.
12. إذا فعلت ما فعلته دائمًا، ستحصل على ما تحصل عليه دائمًا:
لو كانت طريقة تفكيرك وأسلوب حياتك وقراراتك التي أخذتها قد وصلت بك إلى ما أنت عليه الآن، فهل تتوقع أن تصل بك إلى شيء جديد غدًا؟ من المنطقي أن يغير المرء طريقة تفكيره من حين لآخر لو كنت متشائمًا، ستكون حياتك جحيمًا، لكن هل فكرت في تغيير طريقة التفكير هذه؛ كي تحصل على نتيجة مختلفة؟ لو كنت تعمل في عمل لا تحبه ولا يدرّ عليك دخلاً مناسبًا، لماذا لم تسْعَ للبحث عن غيره؟ ما الذي تتوقع أن يحدث ما دُمت تقوم بنفس الشيء؟ إذا فعلت نفس الأشياء، ستحصل على نفس النتائج، لو أردت نتائج مختلفة افعل أشياء مختلفة، هذه هي الافتراضات المسبقة للبرمجة اللغوية العصبية لو قرأتها، ووعيتها، واستخدمتها في حياتك جيدًا فقد حصلت على شهادة (دبلوم البرمجة اللغوية العصبية) فهذا جزء كبير من المنهج، أما لو أردت أن تحصل على شهادة (ممارس معتمد)، فانتظر الحلقة القادمة.
ما رأيكم فيما قلناه اليوم؟ هل تجد هذا الكلام منطقيا؟ هل تجد أنه مفيد لمن حولك؟
جرّب تطبيق هذه الأفكار في حياتك، وقل لي رأيك، والمهم، خليك فاكر احنا بنعيش في الحياة دي مرة واحدة بس، فخلّيها أفضل حياة ممكنة.