تشهد أسعار السلع الغذائية فى مصر حالة من التفاوت الشديد حيث يتم تحديد الأسعار وفقا للأهواء الشخصية نتيجة غياب الرقابة على الأسواق وتقلص دور المجمعات الاستهلاكية التى كانت توفر السلع الغذائية بأسعارها الحقيقية للمواطن وتحدث نوعا من الاستقرار فى الأسعار لدى الأسواق الخاصة التى كانت تضطر للبيع بأسعار مماثلة ولكن نقص المعروض من السلع بهذه المجمعات بشكل كبير وعدم الاهتمام بها ادى الى زيادة معاناة المواطنين من محدودى الدخل وهم الفئة الأكبر فى المجتمع.
وهذا ما أكده عدد من المواطنين فى أثناء جولة ميدانية «للأهرام» داخل هذه المجمعات لنقل الصورة من الواقع أملا فى إن يتخذ المسئولون قرارات عاجلة من اجل ضبط الأسعار واستعادة الدور القومى للجمعيات الاستهلاكية من جديد للحد من جشع التجار.
حيث انتقد وليد محمد إبراهيم موظف دور هذه المجمعات، قائلا إنها فقدت دورها الأساسى الذى أنشئت من أجله، وهو دعم المواد الغذائية، خصوصا مع استمرار ارتفاع أسعار السلع الغذائية بشكل كبير، سواء الموجودة فى مناطق راقية أو العشوائية، وبصفة خاصة فى المناسبات التى يزداد فيها الإقبال على السلع الغذائية مثل شهر رمضان والأعياد وغيرها من المناسبات، ومما يزيد من المعاناة ان الكثيرين كانوا ينظرون إلى المجمعات على أنها هى الأمل الوحيد والمكان الآمن للحصول على السلع الضرورية بأسعار منخفضة وحمايتهم من جشع التجار.
أكد منير فهمى عامل بأحد المصانع أن المجمعات الاستهلاكية على الرغم من تطويرها ولكنها تعانى الإهمال وعدم الرقابة عليها قائلا أنها من المفترض أن تدعم الفقراء بصفة خاصة من ناحية الأسعار التى يجب أن تقل عن أسعار السلع فى السوبر ماركت أو الأماكن الغذائية الأخرى.
ومن جانبها قالت ميادة محمد ربة منزل إن المجمعات الاستهلاكية توجد فى المناطق الشعبية بشكل أكثر من المناطق الراقية لكنها مهملة، الامر الذى أدى إلى اختفاء دورها رغم ما تملكه من إمكانات وآليات بعد التطوير بل أصبحت غير فعالة بالشكل الكافى، بينما فى المناطق الراقية فهى تلقى اهتماما كبيرا ونجد العديد من التجاوزات بها موضحة أ نها ذهبت لشراء الفراخ منها دائما أجدها غير متوافرة وفؤجئت بعد قليل بعربيات تقوم بتحميل كراتين من الفراخ وتبين ان اصحاب المجمعات تقوم باخفائها من المواطنين وتهريبها وبيعها لمحلات الفراخ
وايدتها فى الراى رغدة السيد ربه منزل موضحة أن المجمعات الاستهلاكية لا تحمل أى ميزة سواء فى الأسعار أو نوعية السلع نفسها عن محلات البقالة، فالأسعار متساوية تقريبا أو ربما تكون أغلى بعض الشىء فى المجمعات الاستهلاكية، فيما عدا بعض أنواع من السلع كالسكر والمكرونة واللحوم، وإن كانت طريقة عرضها خاصة اللحوم ينفر المستهلكون منها، وطالبت بضرورة النهوض بهذه المجمعات وأن يتم وضع دعاية ضخمة لها وأن تعتنى الدولة بها فى النظافة وجودة المنتجات التى توضع بها حتى لا ينفر منها المواطن،مشيرة إلى أنه لابد أن تكون أسعارها منخفضة ولكن الاسعار متقاربه من السوق ماعدا اسعار اللحوم التى تباع بها اقل حيث يصل سعر كيلو اللحم السودانى فى المجمعات الى 80 جنيه والبرازيلى 60 جنيه واللحم البلدى 85 ويحتوى على نحو 200 جرام دهون وفى بعض الأحيان تباع اللحوم البرازيلى والسودانى لمواطنين على انها لحمة بلدى مشيرة الى ان أسعار السلع التى توجد فى السوبر ماركت تتساوى مع أسعار المجمعات حيث نجد ان سعر الفراخ البيضاء اليوم ما بين 18و 25 إلى 30 جنيها، وسعر كيلو البانية مابين 70 و85 جنيها، وسعر كيلو الكبد و القوانص بتراوح بين 40 و45 جنيها، وسعر الفراخ البلدى 35 جنيها.
ونجد ان سعر كرتونه البيض الأبيض 38 جنية و سعر كرتونه البيض الأحمر 39 جنيه وسعر كرتونه البيض البلدى 45 جنية وعن اسعار السمك.
وعلى جانب أخر اكدت حنان السيد ربة منزل ان بيع السلع الغذائيه دائما غير متوافرة داخل المجمعات ولكن تتوافر اللحوم وعليها اقبال وذلك بعد فترة طويلة كانت جودتها غير مُرضية للجمهور. اما الان تحسنت جودتها بالإضافة الى انخفاض اسعارها مقارنة باسعار السلاسل التجارية.