عادت أزمة نقص اسطوانات البوتاجاز لتطل برأسها علي الشارع من جديد ولكن هذه المرة جاءت في فصل الصيف وقبيل عيد الأضحي المبارك.. وشهدت العديد من المستودعات زحاماً شديداً وطوابير من المواطنين املاً في الحصول علي اسطوانة واحدة بعد ندرة المعروض منذ عدة أيام.. ووصل سعر الاسطوانة المنزلية في السوق السوداء لـ60 جنيها والتجارية الي 90 جنيها.
وكالعادة احتل السريحة المشهد وقاموا بالسطو علي غالبية السيارات المحملة بالاسطوانات التي تصل خلسة الي المستودعات ومراكز التوزيع ليلاً.
تضاربت تصريحات المسئولين حول سبب الأزمة.. حيث اكدت شعبة المواد البترولية بالغرف التجارية. ان المشكلة لوجستية فقط وترجع لاختلاف مواعيد التعبئة والنقل.. في حين اشارت مباحث التموين إلي ان نقص المعروض هو السبب الرئيسي للأزمة وتوقعت حدوث الانفراجة قريباً. مع تشديد الحملات الرقابية علي المستودعات وزيادة معدلات الضخ.
يقول أحمد عبدالحميد موظف ان الأزمة الحالية غير معتادة خاصة ان مشكلة نقص اسطوانات البوتاجاز عادة ما تظهر في فصل الشتاء مع زيادة الطلب. مشيراً الي ان السريحة يقومون بتوصيلها بسعر يتراوح من 55 و 60 جنيها وهو أمر لا تتحمله ميزانية الأسرة خاصة واننا مقبلون علي عيد الأضحي ومن بعده بدء العام الدراسي الجديد.
يقول اسامة سنبل “موظف” ان لديه اسطوانتين فارغتين ويريد تغييرهما إلا ان عودة الأزمة مرة أخري اضطرته لتغيير احداهما من السريحة بسعر 60 جنيها حتي لا يتعطل.
خالد جمال يقول انه استطاع بالكاد استبدال اسطوانة واحدة بعد معاناة شديدة. مشيراً الي انه يلهث وراء تغيير الاسطوانة الأخري الموجودة لديه خاصة ان الوضع غير مستقر وهناك نقص واضح في الكميات المتوفرة وغياب للرقابة.
زبيدة صلاح ربة منزل. تقول انها تذهب الي المستودع بعد العشاء في انتظار السيارة المحملة بالاسطوانات. لافتة الي انها تنتظر أكثر من 4 ساعات كاملة من اجل تغيير واحدة فقط بعدما سيطر السريحة علي غالبية الكميات المطروحة.
واشتكي فتحي طلبة صاحب احد المطاعم. من صعوبة الحصول علي الاسطوانة التجارية والتي تتسبب في تعطل العمل وارتفاع تكلفة الخدمات المقدمة. مشيراً الي انه يضطر الي شرائها من السريحة بسعر 90 جنيها بعد فشله في الحصول عليها من المستودع.
من جانبه قال حسام عرفات رئيس الشعبة العامة للمواد البترولية بالغرف التجارية. انه لا توجد ازمة علي الاطلاق وان ما يحدث حاليا سببه مشكلة لوجستية. فيما يتعلق بعمليات التعبئة والنقل الي المستودعات.
اشار الي ان السيارات المحملة باسطوانات البوتاجاز تفضل السير ليلاً تجنباً للزحام وحدوث ازمات اثناء النقل. فضلاً عن سهولة تأمينها. لافتا الي ان سيطرة السريحة علي الكميات المطروحة يرجع لضعف الرقابة. وعدم وجود حملات مستمرة علي المستودعات ومراكز التوزيع.
وحول الاستعدادات لاستقبال عيدالأضحي. لفت عرفات انه سيتم زيادة المعروض في كافة المحافظات. حيث سيتم ضخ 2.1 مليون اسطوانة بوتاجاز في كافة المحافظات و20 مليون لتر بنزين. و45 مليون لتر سولار لمواجهة زيادة الاستهلاك في هذه المناسبة.
وكشف اللواء حسني زكي مدير الإدارة العامة لمباحث التموين. ان الأزمة الحالية ترجع لنقص المعروض في غالبية المحافظات. مشيراً الي انها سبتدأ في التلاشي الأسبوع المقبل مع وصول عدد من البواخر علي متنها آلاف الأطنان من غاز الصب. فور الانتهاء من فتح الاعتمادات المالية اللازمة للشراء.
وحول ارتفاع سعر الاسطوانة ووصولها لمستوي 60 جنيها. أشار اللواء زكي إلي ان البوتاجاز سلعة لا يمكن تخزينها وبالتالي فإنه في حالة توافرها فستباع بالسعر الرسمي المقرر بـ8 جنيهات للمنزلية و15 جنيها في حالة الديلفيري والتجارية من 30 و35 جنيها. أما في حالة عدم توافر المنتج سيكون الوضع صعبا للغاية نظراً لزيادة الطلب بالرغم من الحملات المستمرة فإننا لن نستطيع تغطية كافة المناطق علي مستوي الجمهورية وقت الأزمة.