تنمية بشرية

قوة التفكير السلبي

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على أشرف المرسلين

سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام

اخترت لكم

كتاب (قوة التفكير السلبي)

المؤلف ( توني همفريز)

كتب الكثيرون حول التفكير الإيجابي وحول الطبيعة المدمرة للفكر السلبي إلا أن أحدا لم يحاول أن يوضح ماهية التفكير السلبي ومزاياه إذ أن التفكير السلبي يمهد للتفكير الوقائي فيبقى الإنسان في مأمن من الصدمة الإحباطية.

ويؤكد توني همفريز في كتابه (قوة التفكير السلبي) على ضرورة حماية النفس في عالم غير آمن بدءا من بيت الأسرة الذي هو أول نظام اجتماعي في الوقت الذي تمثل العلاقة بين الزوجين المرتبة الثانية ثم تأتي المدرسة التي تشكل ثالث أقوى نظام اجتماعي.

وقد تكون أجواء العمل هي الأخرى غير آمنة كما هو الحال بالنسبة لعدم الأمان العاطفي في المنازل وتظهر الحاجة الأولى في ثقافة الإنسان بالشعور بكونه محبوباً ويلاقي التقدير ولذلك فإن نفسية الإنسان تجد الطرق الخاصة للحماية إذ تلجأ إلى عدد من الإجراءات الوقائية الخلاقة والفعالة وتبدو أهمية هذه الاستراتيجيات ليس في إنقاذ الإنسان من الأذى والإهانة بل أنها تنبه الإنسان إلى وجود أماكن جريحة داخل نفسيته وبينه وبين الآخرين تتطلب المداواة.

ويوضح توني همفريز أن الكتاب يأخذ القارئ في رحلة استكشاف للسلوكيات المذهلة الداخلية والخارجية التي تخلقها النفس للحماية من الرفض كما يبين أن الحاجة إلى الحب والتميز هي اكثر من الحاجة إلى حماية الحياة الجسمانية فالسلوك الوقائي يعمل على مستويات عديدة طبيعية وإدراكية وشعورية مسبقة وباطنية فالأفكار والمشاعر والأمراض التي غالباً ما تصنف على أنها سلبية تتسم في الحقيقة بالعمل الإبداعي لحماية النفس من المخاطر.

يتناول همفريز قوة التفكير السلبي فطالب الذي يخاف من الفشل سيفكر في طرق وقائية حول الامتحان لكون الامتحان يشكل تهديداً كبيراً لتقديره لذاته.

وبعد أن يحدد المؤلف أنماط التفكير الوقائي الذي يؤمن حماية عاطفية ونافذة إلى العالم الخفي للضعف العاطفي يتحدث عن الأفكار الوقائية من الآخرين كما تتجلى في الأفكار الوقائية من العالم والأفكار الواقية حول المستقبل والأفكار الوقائية من الماضي.

وللحديث عن قوة التفكير الإيجابي الذي يرى أنه تسمية مغلوطة ولذلك يطالب باستبدالها بعبارة التفكير المفتوح الذي يمكن أن يتركز حول الذات والوالدين والحاضر والماضي والمستقبل والحياة حيث يمكن أن يتم التعبير عن هذا التفكير في الثناء والتوكيد وبهذا يحاول أن يوضح أن حب الذات ليس من الخطايا القاتلة لأن الناس الذين لم يتعلموا توكيد وحب ذاتهم هم الذين يشاركون في مسالك أنانية وقائية.

إن التفكير الواعي يتقرر وفقاً لمواقف متعمدة اكثر عمقا وان المقاربات الوقائية تشمل تصوراً تضع كل المسئولية عن سعادة الإنسان على الآخرين مما يؤدي لإنسان إلى أن يتخلى وقائيا من جميع المسئوليات عند شعوره بعدم السعادة.

ويضيف المؤلف إن الأخطاء والفشل ليسا مؤشرين على قيمة الإنسان فمحبة الإنسان لنفسه يجب أن تكون بدون شرط ولذلك على الإنسان أن لا يطالب نفسه بأن يكون كفؤاً تماما في كل ما يفعله.

والقضية الثانية التي يشير إليها المؤلف هي ضرورة الاعتقاد بأن الناس أصلا جيدون ويستحقون الحب والتقدير فالشر الذي ارتكب ضد الإنسان يظهر للآخرين من خلال الوسائل ذاتها التي تم استعمالها معه والهدف في هذه الحالة ليس إيذاء الآخرين وإنما حماية النفس.

أما القاعدة الثالثة التي ينبه إليها فهي أن يتحمل الإنسان مسئولية حياته وينظر إلى الهبوط والصعود كجزء من عملية التعلم الإيجابية

وتتحد القاعدة الرابعة بالتأكيد من قبل الإنسان على قدرته بتغيير نفسه وان قبول التحديات والمسئوليات الصعبة في الحياة ومواجهتها هي افضل سياسة في حين أن القاعدة الخامسة هي الاعتماد على النفس والاستقلال عن الآخرين فهذا هو الأساس الحيوي لتحقيق الذات كما أن الماضي قد اثر بدرجة كبيرة على الحياة إلا أن على الإنسان أن يؤمن انه لا يزال يمتلك موارد كثيرة لتغيير تلك التأثيرات فلديه موارد جسمانية ونفسية واجتماعية ضخمة لتغيير الحياة.

وتتوزع أشكال المقاربات الوقائية عنده بين المقاربات من واقع ما نفعله ومن واقع ما نقول ومن واقع ما نفكر فيه

وللبحث في قوة الشعور السلبي حيث يحاول تحديد فهم حقيقة المشاعر الوقائية وأنواع العمل الوقائي والسلوكيات الوقائية دون السيطرة او بالسيطرة ويؤكد هنا أن التغيير يبدأ دائما بالنفس وبعد أن يتحدث عن قوة الضغط والمرض باعتبار الجسم جهاز وقاية والضغط وسيلة حماية يتناول كيفية تحقيق الإنسان لقوته
بما فيها قوة النفس والقوة الجسمانية والقوة المدركة وقوة المشاعر المقصودة واللاشعور.

 

يدرس قوة السلامة باعتبار هذه السلامة مفتاح العلاج ثم ينتقل لشرح مفهوم السلامة الشخصية والتفهم والتعاطف وكيفية استكشاف الجوانب الجريحة التي تحتاج إلى علاج حيث يجب أن تبدأ عملية الاستكشاف هذه بمعرفة كيفية وسبب حصول هذه الجراح وإنشاء علاقة مع النفس ثم يبين معنى السلامة بين الأشخاص والسلامة العلاجية.

 

ويختم المؤلف كتابه

بتناول كيفية تحقيق المداواة والانطلاق في الحياة حيث يركز على المداواة والعلاقات التي تقوم بين الإنسان والإنسان والتي تتطلب أن يشارك فيها البالغون بصفة أولية وتختلف إجراءات العلاج من شخص لآخر في حين أن العلاج الشخصي يتمثل في إيجاد السلامة الشخصية من خلال علاقة حب وحنو غير شرطية مع الذات.

ويحدد المؤلف خطوات علاج النفس الجريحة مع شرح مفصل لإجراءات العلاج الممكنة والوقايات المطلوبة يدرس بعدها العلاج بين الأشخاص وخطواته وكذلك المداواة العلاجية والمرحلة التي تستغرقها.

ويختم المؤلف الكتاب بتقديم عدد من قصص المداواة والمضي في الحياة إلى الأمام من خلال أمثلة حية من واقع مهنته كطبيب نفساني واجه حالات مختلفة وعمل من خلال هذا الأسلوب على تحرير
الذات وانطلاقها من جديد.

منقول للفائدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى