إن استخدام الإجراءات التحليلية في مراحل التدقيق المختلفة تتطلب من المدقق البحث عن الفروقات الجوهرية والعلاقات الغير عادية في القوائم المالية، ويترتب على وجود هذه الفروقات أحد الاحتمالات التالية:
1. وجود مبررات حقيقية ومقنعة تفسر هذه الفروقات، وفي هذه الحالة يقوم المدقق بالإقتناع بتلك المبررات ويعاملها كمعاملة كافة البنود العادية الأخرى.
2. عدم وجود مبررات بشكل كاف والتي تثير شك المدقق باحتمال وجود غش أو تلاعب أو أخطاء، وهنا يجب على المدقق جمع أدلة إثبات أكثر لهذه البنود وتكون موضع اهتمامه في مرحلة التخطيط لعملية التدقيق وخلال مرحلة الفحص.
ولتحقيق ذلك على المدقق أن يطبق الإجراءات التحليلية بكفاءة وفاعلية والتي بدورها تقلل من مخاطر الاكتشاف .
وما هو أهم من ذلك أن تطبيق الإجراءات التحليلية بكفاءة وفاعلية تعتبر أداة فعالة لتحقيق فاعلية عملية التدقيق، حيث يحقق المدقق الهدف من عملية التدقيق ويصل إلى الانحرافات الجوهرية في القوائم المالية بطريقة أسرع.
كما أن الإجراءات التحليلية التي تتصف بالكفاءة والفاعلية تحقق لعملية التدقيق كفاءتها، حيث ينفذ المدقق عملية التدقيق بطريقة أقل تكلفة وذلك بأقل مجهود ممكن.
وعند تطبيق المدقق للإجراءات التحليلية في المراحل المختلفة من عملية التدقيق يجب عليه الأخذ بعين الاعتبار العوامل التي تساهم في تحقيق كفاءة وفاعلية هذه الإجراءات، وهي كالتالي:
• على المدقق مقارنة بيانات ذات درجة من الثقة مع البيانات الجارية، بحيث تكون تلك البيانات قد تم مراجعتها في الفترات السابقة، أو أن تكون تلك البيانات قد تم الحصول عليها من خلال هيكل ذو نظام رقابة داخلية جيد وبذلك تكون البيانات موثوق بها وبالتالي يمكن الاعتماد على نتائج المقارنات بصورة أكبر.
• يجب على المدقق أن يقارن البيانات الحالية مع بيانات لعدة سنوات سابقة، فمن الناحية المثالية يمكن استخدام بيانات أربع سنوات سابقة بشرط أن تتوفر في تلك البيانات الشروط التي تم ذكرها في النقطة السابقة.
• إن لمستوى تجميع البيانات أثر واضح على فاعلية وكفاءة الإجراءات التحليلية ونتائجها، فكلما كانت البيانات مفصلة بدرجة أكبر كلما كانت الاختبارات التي يؤديها المدقق عند تطبيق الإجراءات التحليلية أكثر فاعلية، ومثال على ذلك يمكن للمدقق أن يقسم المبيعات عند تحليلها على أساس الشهر بدلاً من تحليلها على أساس نفقة كاملة.
• إن استخدام أساليب إحصائية متعمقة ملائمة وفعالة يساعد المدقق على إجراء تحليلات أكثر عمقاً وفائدة وبالتالي يحصل على نتائج أكثر دقة تحقق للإجراءات التحليلية كفاءتها وفاعليتها.
• إن استخدام المدقق لبرامج الحاسب الآلي في إجراء العمليات الحسابية الضخمة وعمليات ميزان المراجعة وقيود التسويات وغيرها من المعاملات المالية تعطي المدقق نتائج أدق وبطريقة أسرع وبتكلفة محدودة.