كيـف تغيـر طريقـة تفكيـرك
الكثيرين منا يقع فى خطأ إفتراض أن الأفكار الجيدة تأتي فجأة من نفسها، أو نقع فى فخ أن الإبداع الجيد هو موهبة لا يد لنا فيها، البعض لديه هذه الموهبة و البعض الآخر لا يملكها.
هناك أيضا الإعتقاد المحبط ” إننى لست على درجة من الذكاء تساعد على خلق أفكار جديدة أو جيدة”. هذه الإفتراضات نادرا ما تكون حقيقية. كل شخص يمكنه أن يجد أفكار جديدة بل و مبهرة أيضا، فقط بالتعلم و تفتح الذهن و التفكير بطريقة مختلفة عن ما تعودت عليه.
كيف تجد أفكار جديدة:
إن الأساليب الموحده لتوليد أفكار، تٌركز على الجمع بين الأفكار الموجوده بالفعل أو تطويرها. وهذا طبعا يأتى بنتائج. و لكن التركيز هنا يجب أن يكون على إمداد الشخص بالأدوات التى تساعده على القفز لكوكب آخر مملوء بالأفكار. هذه الأدوات تجعل عقلك يجد روابط جديده، و تجعلك تفكر بطريقه مختلفه وتشجعك على وضع وجهات النظر الأخرى فى الإعتبار.هذه الطريقه تنجح فقط إذا كان لديك معلومات غزيره عن المنطقه التى تعمل عليها. هذا يعنى إذا لم تكن مستعدا بالمعلومات الوافيه عن الموضوع لن تأتى بفكره جديده أو حتى مناسبه.
كسر أنماط التفكيرالمعتادة:
يميل الجميع إلى الإلتزام بنمط تفكير معين لا يغيره. إذا كسرت هذا النمط و غيرت طريقه تفكيرك ستجد أفكار جديده.هناك أساليب مختلفه يمكنك إستخدامها لكسر الأنماط الجامده التى تعودت عليها. منها الآتى:
تحدى الإفتراضات:
هناك مجموعه من الإفتراضات الجوهريه لكل موقف. تحدى هذه الأنماط يعطيك نسيج جديد كامل من الإحتمالات. مثال: أنت تريد شراء شقه و لكنك تعتقد إنك غير قادر لأنك تفترض إنك لا تملك النقود لدفع مقدمها. تحدى هذه الفرضيه بالتفكير. طبعا ليس لديك نقود فى البنك، و لكن هل ليس لديك شىء أنت فى غنى عنه تستطيع بيعه لتحصل على المقدم الذى تحتاجه ؟ هل ليس لديك شىء يمكن تقديمه للبنك كضمان؟ هل يمكن أن تحصل على القرض من البنك بضمان الشقه نفسها ؟ و هكذا بكسر فكره أنك لا يمكنك شراء الشقه لأنك لا تملك النقود، تظهر فجأه فكره تقديم الشقه نفسها كضمان و تصبح الصوره مشرقه لبزوغ هذه الفكره و التوصل للحل.
إعاده صياغه المشكلة:
إذا كانت هناك مشكله و تريد فكره لحلها, أعد صياغه المشكله بشكل مختلف مما يؤدى لأفكار مختلفه. إعاده الصياغه معناها أن تنظر للموضوع أو المشكله من زوايا مختلفه. إسأل أسئله مثل: لماذا أحتاج لحل المشكله؟ ما هى المعضله هنا؟ ما الذى سيحدث لو لم تحل المشكله؟ هذا النوع من الأسئله سيعطى رؤى جديده لماهيه أصل المشكله مما يساعدك على إيجاد أفكار جديده لحل المشكله. مثال, فى الخمسينات عانت شركات الشحن من إنخفاض عائداتها. كان الحل بالنسبه لهم هو بناء سفن سريعه و أكثر كفاءه. و مع ذلك إستمرت المشكله. ثم نظر أحدهم الى المشكله من زاويه السعر, و قال لنعمل على خفض تكلفه النقل. هذه النظره ولدت أفكار جديده أخرى غطت كل أوجه الشحن من التخزين و مده التحميل و التفريغ عند وصول السفينه لميناء الوصول ..إلخ. النظر للمشكله من هذه الزاويه نتج عنها فكره جديده وهى وجود الحاويات التى تمكن الشاحن من حجز مكان يناسب بضاعته دون تحمل تكاليف غير ضروريه بالنسبه له. بهذه الفكره قلت التكاليف وزادت أرباح شركات النقل.هذه الفكره التى أدت للحل لم تكن لتأتى لولا النظر للمشكله من زاويه مختلفه عن المعتاد.
فكر بطريقه عكسية:
إذا عجزت عن إيجاد فكره جديده، إقلب الموضوع رأسا على عقب. بدلا من التفكير على كيفيه حل المشكله / تحسين العمليات/ تطوير المنتج، فكر بطريقه عكس ذلك. كيف تخلق المشكله/ كيف تفشل العمليات/ كيف تقل الجوده/ كيف يصنع منتج ردىء، بذلك ترى أسباب حدوث هذه المشاكل. بالنظر إلى جذور المشكله و معرفه الأسباب ستظهر الحلول و تتدفق الأفكار التى تساعدك على الحلول الجذريه بل و على الإبتكار أيضا.
عبر عن نفسك بطرق مختلفه:
لكل إنسان طرق مختلفه للتواصل و التعبير. و لكن معظمنا عندما تواجهنا مشكله نستعمل فقط قدره التواصل اللفظي. نحكى للآخرين و نعرض مجرد أفكار ترد للذهن وقتها. عبر عن المشكله بكل وسائل الإتصال الممكنه, حتى يفكر الجميع معك. إدرس و حلل بمشاركه الجميع لتصل لفكره تحل المشكله من جميع جوانبها و يقبلها الجميع.المشاركه فى التفكير لإيجاد الحلول سيأتى بفكره جديده رائعه تفيد فى حل المشاكل و تجنبها للأبد.
ربط الأشياء الغير مرتبطه:
إن أفضل الأفكار تأتى أحيانا بالصدفه. قد ترى أو تسمع أشياء غير مرتبطه ببعضها و لكن مع التركيز تستطيع الربط بينها و تخرج بفكره جديده. مثال: نيوتن و سقوط التفاحه أمامه أدت بإكتشاف الجاذبيه الأرضيه. إن ما يحدث عشوائيا يستثير خلايا المخ مما يجعلها تربط بين الأشياء على إختلافها و يخرج من ذلك بفكره تفيده بل قد تفيد العالم معه أو بعده.
إستخدم خريطه ذهنية:
ضع كلمه أو عباره فى وسط الصفحه. ثم ضع ما يتوارد لذهنك على نفس الصفحه, ثم حاول إيجاد ما يمكنك من روابط بينها. حاول ربطها بالموقف أو المشكله وإعمل على إكتشاف مدى الإستفاده . عندئذ ستكتشف إن هناك فكره جديده تخرج من هذه الإرتباطات التى أوجدتها. مثال: إذا إعتبرت نفسك مليونيرا و فكرت بالطريقه التى يفكر بها المليونير, ستجد إنك تفكر على حجم كبير و بكثير من الجرئه وتحمل المخاطره و تأتى بأفكار لم تكن لترد إلى ذهنك. هنا ستجد فكره جريئه تلمع فى ذهنك لو لم تتخيل إنك شخص غير نفسك.
ثق فى نفسك:
قل لنفسك إنك شخصا مبدع, ثم صدق هذه الفكره و إقنع نفسك إنك قادر على الإنجاز و إنك لا تقل عن الذين أنجزوا و نجحوا. تشجيع نفسك و ثقتك بذاتك ستمكنك من التفكير بثقه و إقدام مما يعود عليك بأفكار كبيره.
إبعد عن ما يشتت تركيزك:
إقفل الموبايل، إسكت التليفزيون، إغلق حجرتك حتى تمنع و صول الأصوات خارجها, حتى تستطيع التفكير و ترتيب الأفكار لتخرج بفكره جديده لامعه. الأفكار تأتى بالتركيز و التمعن.
تغيير البيئه المحيطه:
أحيانا تغيير المكان ينشط ذهنك و يغير طريقه تفكيرك. إذهب لمكان خارج البيت أو المكتب. تحدث مع أشخاص غير المرافقين لك فى العمل أو فى البيت. إن الشخص البعيد عن الموقف أو خارج المشكله يراها أفضل و قد يرى ما لا تراه أنت. قد يتكلم هذا الشخص بعفويه معلقا على الموضوع مما يطرح وجهه نظر جديده تؤدى إلى أفكار جديده لم تفكر فيها لإنغماسك فى المشكله أو الموقف.
تذكر:
إن القدره على توليد الأفكار الجديده من أهم المهارات المطلوبه للعمل هذه الأيام. يمكنك إكتساب هذه المهاره بأساليب التمرين الواعيه التى تجبر العقل على إيجاد الروابط و كسر أنماط التفكير القديمه. بالإضافه لذلك عليك تبنى إستراتيجيات جديده تساعد على خلق المناخ الإيجابى الذى يساعد على الإبداع.