بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
” ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة و قنا عذاب النار “
كيف تدير مشاريعك الحياتية؟
هل يمكنك أن تخمن متوسط عدد المشاريع التي يدخلها الإنسان في حياته؟
واحداً؟ خمسة؟ عشرة؟ عشرون؟ أكثر؟ أقل؟…
في الواقع هو يدخل عدداً من المشاريع لا ينتهي إلا مع انتهاء حياته…
في كل يوم نحيا عدداً من المشاريع المتنوعة، إلا أننا ما اعتدنا أن نتعامل معها على أنها مشاريع، بقدر ما اعتندنا أن نتعامل معها على أنها أحداث تسير مع عقارب الساعة وتحكمها دقاتها…
يبدو أنه من الجيد أن نعتاد على استخدام كلمة “مشروع” عندما نتحدث مع الآخرين حتى في أمورنا البسيطة، فهي تضفي جواً من “الترتيب” الذهني والنفسي عليك أولاً، ومن ثم على الحوار وبالتالي ينعكس هذا الترتيب على الطرف/ الأطراف المشاركة في الحوار.
هل نجيد إدارة حياتنا؟
تجربة بسيطة
تريد أن تجتمع مع صديق أو أخ لك لتناقش معه موضوعاً ما.. تتصل به لكي ترتب لهذا الاجتماع، تسأله “ما هي مشاريعك اليوم؟”، ويأتيك الجواب: إما متلكئاً متردداً، بعدد من الكلمات لا رابط بينها، مع وقفات مترددة فلا تفهم شيئاً، أو سريعاً مترابطاً يسرد لعدد من “المشاريع”: الآن… بعد الظهر… مساء…
من الواضح أن الوضع الأول ينبئ بحالة من الفوضى الذهنية وبالتالي العملية، بينما ينبئ الوضع الثاني بحالة من التنظيم” الذهني، وبالتالي العملي.
عندما ترتب لنزهة مع العائلة، فأنت تدير مشروعاً من نوع معين…
وعندما تتخذ قراراً بتحصيل درجة علمية، فأنت بصدد الدخول في مشروع من نوع خاص..
وعندما تهم بإصدار ثقافي معين، فأنت ستواجه مشروعاً ممتعاً وخطيراً في نفس الوقت لأن أجيالاً وأمماً ستتأثر به…
وعندما تقرر أن تتزوج، فأنت مقدم على أعظم مشروع في حياتك – هذا الذي يندر ويندر جداً من يخطط له أو يحسن إدارته، لذلك تأتي النتائج… مذهلة!!
وعندما تدخل عالم الأعمال يُفتح لك باب المشاريع على مصراعيه…
وعندما…. وعندما…
طالما أنت على قيد الحياة فأنت بشكل من الأشكال “مدير مشروع” رضيت أم أبيت، دريت أم لم تدرِ!
كيف تدير مشروعاً؟
التخطيط أولاً!
يعتمد نجاح أي مشروع مهما كبر أو صغر على حسن إدارته، ويضمن فشله سوء هذه الإدارة، و سيكون استعراضنا لإدارة المشاريع بعد هذه المقدمة محدداً بالمشاريع في عالم الأعمال، والتي يمكنك أن تطبقها فيما بعد على مشاريعك الخاصة بما يناسبها.
1) حدد مجال المشروع:
• ما نوع المشروع؟
• ما هي أهدافه؟
• ما هي عناصره؟ الأساسية و الثانوية.
إذا كنت تعمل مع شريك أو تحت إمرة مدير، وشعرت أن المعلومات في هذا الصدد غير وافية فلا تتردد في طلب المزيد، بل يمكنك أن ترجئ البدء فيه إلى أن يتم توثيقه تماماً من الإدارة العليا.
2) حدد المواد التي يتطلبها المشروع:
• الموارد البشرية:
– عدد العاملين.
– المهارات المطلوبة.
– المهمات المسندة، كم عنصراً تحتاج كل مهمة؟
– هل لديك ما يكفي من موظفين أم أنك بحاجة إلى عمالة جديدة؟
• الموارد المالية:
– الميزانية المخصصة: كم يحتاج مشروعك من مال؟
– وضعك المالي.
– التمويل: ما هو مصدر التمويل؟ شخصي؟ فردي؟ شريك؟ مستثمرون؟
3) موعد التسليم:
انتبه إلى عامل الزمن، لا تدخل أي مشروع بنهاية مفتوحة، حتى لو كنت تدير مشروعاً لنفسك بنفسك، فعادة ما يكون وضع موعد نهائي للتسليم والالتزام به في المشاريع الشخصية أصعب مما لو كنت مرتبطاً بطرف آخر يلزمك بهذا الموعد النهائي وذلك ببساطة لغياب عامل “الضغط”.
الوقت أمر هام لأي مشروع، وإلا ستمضي حياتك كلها في مشروع واحد، أو أنك لن تتمم مشروعاً أبداً!
الآن وضعت، أو وُضع لك، وقت محدد للتسليم، انظر، هل يمكنك الوفاء به، أم أن حجم العمل لا يتوافق مع المدة المتاحة؟
الجواب نعم، اعمل عليه وتوكل على الله.
الجواب لا، إذاً أنت تحتاج إلى ساعات عمل إضافية، وهذا يعني أن تضع تكلفة هذه الساعات مقابل الميزانية المخصصة، ثم تنظر هل تحتمل الميزانية أم لا؟ ناقش الموضوع مع الإدارة (أو مع الشريك، أو اعمد إلى استشارة أصدقاء إذا كان مشروعك شخصياً).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البند الرابع “من هو فريق العمل؟” 4) اجمع فريق العمل:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد أن حددت الموارد البشرية المطلوبة من حيث عدد العاملين، والمهارات المطلوبة، والمهمات المسندة، وكم عنصراً تحتاج لكل مهمة،
عليك أن تعمل على جمع فريق العمل. قد يكون لديك بعض أفراده، وتحتاج إلى توظيف البعض الآخر، وقد تكتفي بما لديك.
حاول أن يكون انتقاؤك لفريق العمل مدروساً، أن يكون أفراده من ذوي المهارات العالية، وتذكر أن توظيفك لمهارات متواضعة
لن يوفر عليك مالاً بسبب الرواتب المتواضعة، كما يتوهم معظم أرباب العمل، بل سيكلفك ضعف ما ستنفقه على المهارات العالية
لما تحتاجه هذه المهارات من مال ووقت وجهد في التدريب إلى أن تصبح مناسبة للمضي في تنفيذ المشروع.
ـــــــــ • متى يمكنك الاعتماد على المهارات المتواضعة؟ـــــــــ
من المناسب هنا أن نشير إلى أن توظيف المهارات يمكن أن يعتمد على نوع المشروع، هناك مشاريع تتحمل مهارات متواضعة
تكتسب تدريباً أثناء ممارستها لدورها في المشروع، وعادة ما تكون هذه المشاريع بسيطة، أو طويلة المدى،
أو أن يكون دور العامل أو الموظف فيها بسيطاً ولا يتطلب الكثير من التدريب للوصول إلى حد الإتقان.
ـــــــــ • اجتماع أوّلي…ـــــــــ
والآن وقد جمعت أفراد الفريق ادع إلى اجتماع تضع فيه الأسس أمام الفريق وتحدد المسؤوليات.
وعلى اعتبار أنه الاجتماع الأول للمشروع ، فأهم ما يتميز به هذا الاجتماع:
• طرح أهداف المشروع مع تحري الوضوح والدقة.
• تحديد المسؤوليات
• مناقشة خطة العمل.
• طويل
• مركّز
• مفتوح للاستفسارات
بالطبع سيكون هناك اجتماع رديف بعد الشروع بتنفيذ المشروع بأسبوع أو أربعة عشر يوماً
لتحري خط سير المشروع على ضوء معطيات ما يمكن أن نطلق عليه “المرحلة التمهيدية أو التجريبية”.
5) ضع قائمة بالخطوات الكبيرة:
قسم مشروعك إلى أجزاء أساسية ، ما هي أهم أجزائه. من المفيد أن ترتب هذه الأجزاء حسب سلّم زمني معين،
ولكن هذا لا يعني أن تبقى قلقاً دائماً مشدوداً إلى هذه التقسيمات ومقيداً فيها بالترتيب الذي وضعته حصراً…
دع لنفسك هامشاً من المرونة، فلكل ظروفه الطارئة!
6) ضع قائمة بالخطوات الصغيرة:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
وتتفرع هذه الخطوات الصغيرة عن الخطوات الكبيرة السابقة. كذلك الأمر، يمكنك ترتيب هذه الخطوات بترتيب زمني أيضاً،
فهذا أدعى إلى استذكارها بسهولة . من المفيد أن نذكر هنا أن مستويات المشروع والتفصيلات التي يستغرقها كل مستوى
تعتمد على حجم المشروع ومدى تعقيده، هناك مشاريع لا تستغرق أكثر من مستويين، ومشاريع ربما تصل تفرعاتها إلى أكثر من عشرة مستويات.
7) ضع مخططاً أولياً:
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الآن ضع مخططاً شاملاً أدرج فيه خطوات المشروع الرئيسية منها وتفرعاتها تحدّد فيه:
• الجدول الزمني لكل خطوة رئيسية، كم تستغرق؟ وتوزيع الرصيد الزمني على الأجزاء أو الخطوات المتفرعة.
• العقبات التي يمكن أن يصادفها المشروع في بعض مراحله، وكيفية تفاديها، أو معالجتها إن لم يكن بالإمكان تفاديها.
• توزيع الميزانية المرصودة للمشروع على خطواته مع ترك هامش +/ – نسبة مئوية محددة يفرضها نوع الخطوة وحجمها.
• هل بالإمكان المضي بأكثر من خطوة في وقت واحد؟
• هل هناك تزامن في الاحتياجات؟
• هل من الأفضل استبدال المسؤوليات، أم تثبيتها؟
• ….
8) التغذية الراجعة:
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما تضع المخطط الأولي موضع التنفيذ، تظهر نقاط القوة ونقاط الضعف فيه
هنا يأتي دور الاجتماع الرديف الذي تحدثنا عنه سابقاً في خطوة ” اجمع فريق العمل”.
– اجتماع رديف لفريق العمل:
هذا الاجتماع ضروري جداً لأنه يعطيك رأي فريق العمل في:
• الطريقة التي يتم فيها تنفيذ المشروع
• مدى منطقية المشروع
• إمكانية استمراره بنفس الخطوات المرسومة
• ما إذا كان من الضروري إجراء تعديلات جوهرية
• ما إذا كان من الضروري إجراء تعديلات بسيطة
• هل الموارد المالية المتاحة كافية؟
• هل الموارد البشرية المتاحة كافية؟
• هل الفترة الزمنية المحددة حقيقية أم مبالغ فيها؟ هل يمكن إنجاز المشروع بناء على المخطط الأولي بالوقت المحدد؟ قبله؟ بعده؟…
• هل هناك من متطلبات أخرى يحتاجها المشروع؟
• …
– اجتماع المساهمين أو الشركاء:
في هذا الاجتماع تقوم بعرض معطيات المخطط الأولي على شركائك أو المساهمين في المشروع،
وما تمخض عنه اجتماع فريق العمل من اقتراحات ونقاط تستحق المناقشة.
طبعاً من الأهمية بمكان أن يرفدك هؤلاء بآرائهم واقتراحاتهم، لأنهم أولاً وأخيراً لهم دور باتخاذ القرار… المالي على الأقل!
لا تستهن بأي اقتراح أو رؤيا تعرض عليك في هذه المرحلة.
9) تعديلات على موارد المشروع:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
إذا شعرت أن الحدود التي وضعتها أنت (أو الإدارة العليا) للمشروع بحاجة إلى تعديل – حسب التغذية الراجعة التي حصلت عليها –
سواء من حيث الموارد البشرية أو المالية أو الجدول الزمني، فاعمل على التعديل (أو اطلبه من الإدارة العليا) قبل البدء بالتنفيذ،
ولا تنتظر حتى تتورط في المشروع ثم تطلب فلا تجاب!
10) الخطة الأساسية:
ـــــــــــــــــــــــ
يمكنك أن تضع الخطة الأساسية فقط بعد أن تفعّل التغذية الراجعة التي حصلت عليها، وإجراء التعديلات اللازمة سواء على الموارد أو على هيكلية المشروع… لا تتردد في إجراء أي تعديل على الخطة الأولية تجده ضرورياً على ضوء معلومات التغذية الراجعة.
منقول
سبحانك لا إله إلا أنت إني كنت من الظالمين
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته