إن الإنسان كتلة من المشاعر والأحاسيس، تَعتريه في أي لحظة من حياته، والفرد الفطن الذكي هو الذي يُجَيِّرها لصالحه، ولا يتركها تُشكِّل عقبة في سبيل تحقيقه لأهدافه، بل يجعل منها مطية يرقى بها.
ينتابنا الحزن والخوف، الخجل والإحباط، وغيرها من المشاعر السلبية، فمن اللازم ألا نحاول مقاومتها، بل نتعايش معها ونجعلها رفيقة لحياتنا؛ لأن مقاومتنا إياها تجعلنا نتجنب المواقف التي تصاحبها، وهذا ما يُضيِّع علينا فرصًا عديدة، كان من الأحسن استثمارها للوصول إلى المراد.
نتصور محاضرًا مقبلًا على مخاطبة جمعٍ من الناس، مقاومته للرهبة التي تسبقها تزيد من توتُّره أكثر فأكثر، فيصل إلى مرحلة العجز عن اتخاذ القرار، فيتراجع عن هذه الخطوة المهمة في مشواره، وهي مصيرية وحساسة؛ لأنه ملزم بالتواصل مع الناس، وتوقُّعِ أيِّ سؤال مِن قِبَلهم!
هذه الانفعالات طبيعية، وهي في غالب الأحيان تتطلب منا أن نأخذ احتياطاتنا؛ لنحقق النجاح الباهر، ولهذا فعلينا التحكم فيها والتخفيف من وطأتها، لا اعتبارها إشكالًا وعقبة، فالمثال الذي ذكرناه سابقًا يجسِّد موقفًا تلزم فيه الخطوة الأولى باقتحام المنصة، ولا بد من وجود التوتر؛ لأنه الدافع للتحضير الجيد والتمرين الدقيق، ومع مرور الزمن يتم التخلص من هذه العقدة، فيصول المحاضر ويجول كما يُريد.
يجب أن ندرك أن هذه الأحاسيس عرضية، تعترينا في البداية، وبمجرد خوضنا التجربة تتلاشى، فنشعر بالتحرر والانطلاق، ونتمكن من التحكم بسهولة في انفعالاتنا، فبلوغ القمة تلزمه تضحيات تختبر مدى الثبات، والقدرة على استحقاق النجاح الذي سنصل إليه في النهاية.