د. شادية خليل
الروتين هو سلوك يقوم به الفرد كل يوم بشكل تكرارى ونمطى مما يؤدى إلى شعور الفرد بالضجر والسأم والملل والضيق ؛ فالكثير منا فى حياته اليومية يعانى من الروتين مما يؤثر ذلك بالسلب على مجريات حياته سواء كان ذلك داخل الفرد نفسه أو داخل محيط أسرته أو داخل محيط عمله ، وبالتالى يؤثر على حالته النفسية والمزاجية.
وهذا الشعور بالملل نتيجة الروتين لا يشعر به الكبير فقط ؛ وإنما يشعر به الإنسان بداية من الطفل الرضيع إلى الشيخ الكبير.
فالطفل الصغير قد يعانى من تكرار ما يقوم به كل يوم يستيقظ مبكراً ، يذهب إلى المدرسة ، يقوم بأداء واجباته ، …. وهكذا على مدار الأيام الدراسية ، حتى أثناء لعبه أحياناً يشعر بالملل من تكرار اللعب بلعبة واحدة أو بسبب لعبه بمفرده داخل المنزل ولا يشعر بجديد فى لعبه ومقتنياته.
وغالباً ما يعانى بعض الأشخاص من روتين الحياة اليومية خاصة هؤلاء الذين لا يتحملون أعباء على كاهلهم من عمل أو أى شئ آخر فيشعرون أنهم موجودون فى حلقة مفرغة اعتادوا أن يدوروا فيها كل يوم.
حتى من يقومون بأداء أعمالهم كل يوم كثيراً ما يشعرون بالملل من تكرار أعمالهم العمل هو هو ، والوجوه التى يقابلها كل يوم هى هى ، لا تغيير ولا جديد يطرأ عليه.
أما داخل الأسرة فغالباً ما يشعر الزوجين بعد فترة من زواجهما بالملل ، بسبب عدم وجود تغيير ، والشعور بعدم الاهتمام من أحدى الطرفين إلى الآخر.
وبالرغم من أن الروتين فى بعض المواقف يكون له فوائد تَعُم على الإنسان لأنه يعتاد على النظام والدقة فى العمل ويساعده فى التخلص من الأرق ليلاً ويساعد على سلامة وصحة الجسم ؛ إلا أن التغيير الذى يطرأ على الحياة اليومية يؤدى إلى تحسن فى الحالة المزاجية لديه مما يزيد من دافعيته نحو الإنجاز.
لكن عزيزى القارئ كيف يُمكن لك أن تُبدع فى كسر روتين حياتك؟:
1- عليك بالتقرب إلى الله تعالى وأداء الصلاة فى أوقاتها وقراءة القرآن الكريم.
2- بالنسبة لطفلك فعليك بتنظيم وقته ومعرفة اهتماماته واحتياجاته ومحاولة ملء وقت فراغه باللعب المثمر والتنزه بين الحين والآخر ، وأن يشعر دائماً بعطفك وحنانك واهتمامك له.
3- البحث داخل ذاتك حول أسباب شعورك بالملل والضيق ومحاولة التخلص منه.
4- محاولة تطوير ذاتك وتنمية مهاراتك.
5- أن تسود روح المرح والإيجابية بين الزوجين وأن يُظهر كل منهما اهتمامه للآخر ، ومحاولة قضاء بعض الوقت خارج المنزل ؛ أو أن تقوم بتغيير شكل المنزل من حيث اللون ، أو ترتيب مقتنيات منزلك مرة أخرى.
6- محاولة التواصل الاجتماعى مع من تُحب وتبادل الزيارات مع الأقارب والأهل.
7- البحث عن عمل مُجدى ومثمر لشغل أوقات فراغك.
8- محاولة تكوين صداقات جديدة داخل نطاق عملك ، ومحاولة التواصل الاجتماعى بينهم ، أو محاولة تغيير شكل مكتبك مثلاً.
9- محاولة التنوع فى أسلوب حياتك.
10- جدد نشاطك ببعض التمارين الرياضية لأنها لها أثر إيجابى فى رفع روح المعنوية.