* هادي المدرسي
إنّ الخطوة الأولى ألّا نتبع عثرات الناس، ولا نسجل عليهم عيوبهم وأخطاءهم.
فلا يجوز أن نبحث عن نقاط الضعف في الأصدقاء، أو أن نضع نظارة سوداء نرى فيها كل شيء قاتماً، وكل فرد قبيحاً. ولا شك أن مَن يفعل ذلك يجد الكثير من السواد في الناس، والكثير من نقاط الضعف فيهم.
ولكن ما هي مهمتك أنت؟
هل أن شخصيتك قائمة على تتبع عثرات الناس، والكشف عن نقاط الضعف فيهم؟ ثم ماذا تجني من ذلك؟ ولماذا لا ترى فيهم النقاط الإيجابية أيضاً؟ لماذا يكون الواحد منّا، مثل أولئك التلاميذ الذين سألهم أستاذهم عن ورقة بيضاء، فيها نقطة واحدة سوداء، وقال: ماذا ترون في هذه الورقة؟! فبحثوا فيها، حتى وجدوا النقطة السوداء فقالوا: نرى فيها نقطة سوداء. فقال لهم: ألا يوجد فيها شيء آخر؟ قالوا: أبداً، لا شيء غير نقطة سوداء. فقال: تأكدوا، ألا ترون شيئاً آخر؟ قالوا: أبداً، لا شيء سوى نقطة سوداء. وهنا قال لهم: أفلا ترون كل هذه الصفحة البيضاء؟ لماذا تبحثون دائماً عن “النشاز” وكل شيء شاذ؟
إنّ المطلوب منّا أن نكون إيجابيين. ننظر إلى الحياة من خلال رؤية سليمة ومنصفة، ونقيم علاقتنا مع الناس على أساس أن 99% منهم طيبون وصادقون، وما يخالف ذلك فهو الشاذ الذي لا يستحق الاهتمام به.
ومن هنا فقد حرّم الإسلام تتبع سيئات الآخرين، بل طالب بأن نغض الطرف عنها.
يقول الإمام علي (ع): “أعقل الناس مَن كان بعيبه بصيراً، وعن عيوب غيره ضريراً”.
ويقول (ع): “تتبّع العورات من أعظم السوءات”.
ويقول (ع): “تتبع العيوب من أقبح العيوب، وشرِّ السيِّئاتِ”.
ويقول رسول الله (ص): “لا تطلبوا عثرات المؤمنين فإن مَن تتبع عثرات أخيه تتبعَ الله عثرته، ومَن تتبع الله عثرته، فضحه الله ولو في جوف بيته”.
فمَن يصادق الناس، ثم يجمع عليهم الوثائق، لكي ينشرها حين الاختلاف معهم، يكون قريباً من الكفر، لأنه لم يكن صادقاً معهم في البداية، كما أنّه عدو معهم حين الاختلاف.
الخطوة الثانية حمل الأخطاء على الخير، لا الشرّ، وتفسيرها بإيجابيّة، و”ستر عيوبهم” إذا لم يكن هناك محمل لها.
يقول الحديث الشريف: “احمل فعل أخيك المؤمن على سبعين محملاً”. وفي حديث آخر: “كذِّبْ سمعك وبصرك سبعين مرّة”.
إنّ الإسلام حينما يحرِّم أمراً مثل: “الغيبة”، و”النميمة”، وإشاعة الفاحشة”، و”تتبع عثرات الناس”، فلأنّ هذه الأمور تقوّض دعائم المجتمع الإنسان، وتمنع إقامة العلاقات السليمة فيما بين الناس.
إنّ العيوب والأخطاء، تصدر من الناس، بين فترة وأخرى، إلّا أن إشاعتها أكثر قبحاً، فبسبب الضعف الموجود في أنفسهم يرتكب البشر الأخطاء، ولكن لماذا يقوم بعضنا بنشر “غسيل الآخرين” على الملأ؟!
إنّ مَن يرتكب الخطأ قد يرتكبه لأنه يحصل منه على مصلحة دنيوية، ولكن مَن يُشيعه في المجتمع لا يحصل على شيء إلّا إشاعة الفاحشة.
ثم إن هناك مَن يكشف عن عيوب الناس بهدف التستر على عيوب نفسه. فهو دليل على وجود العيب فيه، وهذا أكبر عيب.
يقول الحديث الشريف: “ذوو العيوب يحبّون إشاعة معايب الناس، ليتَّسِعَ لهم في العذر معايبهم”.
إن هؤلاء الناس، لكي يغطّوا على الريح النتنة الصادرة منهم، يحاولون إشاعة ريح أكثر نتانة بين الناس، حتى لا يكونوا شذوذاً بينهم، فيتسنى لهم العيش في أوساطهم بشكل طبيعيّ.
تماماً، مثل ذلك السارق الذي وضعوا له الزرنيخ في إناء قريب من الذهب، لكي يكتشفوه، ولكنه حينما أدرك أنه وقع في الفخ، وأن جزءاً من لحيته قد سقط بسبب الزرنيخ، وأن ذلك سيكشفه، عمد إلى وضع كمية كبيرة من الزرنيخ في الحوض الذي كان يتوضأ فيه المصلون، حتى يصيبهم ما أصابه، فيضع بينهم السارق نفسه.
إنّ الذين يقومون بإشاعة عيوب الآخرين، محكوم عليهم بالسقوط بين الناس. لأن الإنسان يحب مَن تنبعث منه الريح الطيبة، لا مَن يحمل معه دائماً رياح المزبلة!
يقول الإمام علي (ع): “مَن تتبع خفيات العيوب، حرمه الله مودات القلوب”.
ومن هنا طالبنا الدين بعدم تقصي عيوب الناس، فحسب، بل ومقاطعة مَن يفعل ذلك، والابتعاد عنه.
وجاء في الحديث: إن موسى بن عمران كان يشتكي إلى الله تعالى، معاصي العباد، فأوحى الله إليه “أن يا موسى، حبّب إليّ عبادي وحبّبني إليهم”.
وبذلك منعه الله أن يذكر معايب الناس عند ربّه، فهو تعالى أعلم بحالهم، إلّا أنه كان على موسى (ع) أن يذكر محاسن العباد عند الله تعالى!
فالواجب أن نعامل بمنتهى الحذر مع أولئك الذين يخبرون الناس بما سمعوه من غيرهم، أولئك النمامين الذين ينشرون أخطاء الناس. فالأحاديث المكذوبة أو الصحيحة قد تسبب الألم، وقد تفرق بين الأصدقاء. وهناك قاعدة مثلى ينبغي اتباعها هنا وهي: لا تخاصم من قيل عنه أنه أخطأ بحقك، بل خاصم من نقل إليك ما قال. ولا سيما أنه ليس هناك سبيل للتأكد من أنّ مَن نقل عنه قد قال ذلك بالفعل.
الخطوة الثالثة، الامتناع عن إهانة الناس إذا ارتكبوا أخطاء، والاكتفاء بالإشارة إليها بطرف خفي.
تأكد أنّه لا يوجد إنسان على وجه الأرض مستعد أن يستمع إلى أي كلام فيه تجريح لشخصيته، حتى ولو كان هو بالفعل مخطئاً، أو مقصراً. ذلك أن نفس الإنسان عزيزة عليه، ولا يقبل أن يخدشها أحد.
وقد تسأل: إذاً، ماذا نفعل مع المخطئ؟ هل نشجّعه على أخطائه؟
باستطاعتك أن تدفعه إلى الاعتراف بخطئه، بدل أن تدفعه – عبر إهانته – إلى التستر عليه.
لو أنك قلت لمن أبدى رأياً خاطئاً: “لكلامك مبرّراته، ولكن هناك رأي آخر”. في مثل هذه الصورة، لن يرفض كلامك بسرعة، بل سيفكر فيه.
بينما لو بدأت كلامك معه بقولك: “أنت مخطئ، والرأي الصحيح هو كذا”. فإنه سوف يصر على رأيه، انتقاماً لنفسه، وسيقول لك – هو الآخر -: “لا، أنت مخطئ، والصواب هو ما ذهبتُ إليه!”.
فكما أنك وجهت له الكلام، دون مراعاة لمشاعره، فإنه سيواجهك بالمثل، ولن تجني إلّا ما زرعت.
لقد قال أحد الزعماء بأنه لو استطاع أن يكون على صواب ثلاثة أرباع الوقت لبلغ حد الكمال في ما يرى.
وإذا لم يسعك أن تثق بأنك على صواب نصف الوقت، فكيف تقول للناس إنهم مخطئون دائماً؟
وإذا قلت لرجل إنه مخطئ، فهل تريد أن يقرك على ذلك؟
أبداً، فإنك قد سددت إلى ذكائه، وحكمته، وكبريائه، واعتباره، ضربة مباشرة، ولكنها لن تجعله يحيد عن رأيه.
نعم، في استطاعتك أن تغرقه في بحر من منطق “أفلاطون”، ولكنك لن تغيّر من رأيه شيئاً ما دمتَ قد جرحت كبرياءه.
لا تبدأ حديثاً قط بقولك لمحدثك: “سأثبت لك هذا أو ذاك”، فإن هذا القول يعدل قولك: “إنني أذكى وأقدر منك، وسألقي عليك درساً لألغي ما يدور بذهنك” إن هذا تحدٍ يستشير فيه العناد، ويحفِّزه على النضال، حتى قبل أن تبدأ حديثك!
إذا كنت ستثبت شيئاً فلا تعلن ذلك سلفاً، بل أثبته في كياسة ولباقة، حتى لا يكاد يشعر أحد بأنك فعلت ذلك!
قال أحد الحكماء: “كن أحكم الناس إذا استطعت، ولكن لا تقل للناس ذلك”.
وكان أحدهم يقول: “إنني لا أؤمن اليوم بشيء كنت أؤمن به منذ عشرين عاماً، اللهم إلّا “جدول الضرب”، وحتى هذا أتشكك فيه عندما أقرأ كتب “أينشتين”، وفي خلال عشرين سنة قادمة أغيّر آرائي التي أنا عليها الآن، فلست الآن واثقاً من شيء كما اعتدت أن أكون، فكيف أخطّئ آراء الناس بميزان آرائي”.
قال سقراط لأتباعه في أثينا: “أنا لا أعلم شيئاً علم اليقين إلّا معرفتي بأنني لا أعلم شيئاً”!
إذا قال متحدث شيئاً وظننته أخطأ – وقد تجزم بأنه أخطأ! – أليس من الأفضل أن تقول له: “إنني أرى رأياً آخر، ولكني قد أكون مخطئاً، فكثيراً ما أُخطئ، فإذا كنت مخطئاً فإني أحبّ أن تصحح لي خطئي، فدعنا نختبر الحقائق”.
هناك سحر، أي سحر، في عبارات كهذه “قد أكون مخطئاً”، و”دعنا نختبر الحقائق” فلا أحد يستطيع أن يعترض على قولك: “قد أكون مخطئاً”، وثق أنك لن تقع في المشكلات ما دمت تسلم بأنك قد تكون مخطئاً، فهذا كفيل بأن يوقف كل جدال، ويبث في محدثك روح العدل والإنصاف، فيحاول أن يتخذ الموقف نفسه الذي اتخذته، ويسلّم بأنه هو الآخر، قد يكون مخطئاً، فإذا أصررت بعد هذا، على أن تقول للناس أنهم مخطئون، فهذا يعني أنك المخطئ، لا هم.
قد نغير أحياناً ما بأنفسنا دون صعوبة أو غضاضة، ولكننا متى أدلينا برأي وقيل لنا إننا مخطئون، تمسكنا به، ولم نتزحزح عنه قيد شعرة.
والسهولة التي نكوّن بها آراءنا في بادئ الأمر، تدعو حقاً إلى الدهشة، ولكننا لا نلبث حتى نمتلئ تعصباً لها، حتى ليستعصي على أي شخص أن يسلبنا إياها، ذلك لأننا نضعها مع كرامتنا وإحساسنا بأهميتنا في كفة واحدة.
إن “ضمير المتكلم” هو أهم محرك للشؤون الإنسانية جميعاً، وإذا بدأنا نعتدل في استخدامه لهو ابتداء الحكمة الحقة، إننا نعلق على ضمير المتكلم أقصى الأهمية، سواء أُلحق بكلمات كهذه “عشائي”، و”بيتي”، أو أضيف إلى كلمات مثل “أبي”، و”وطني”، ولن تجد أحداً يسلّم بسهولة، بأن ساعته مخطئة، أو أن سيارته ليست جميلة، فكيف يمكن أن يسلّم بأنه مخطئ في معلوماته! إننا مطبوعون على متابعة الاعتقاد فيما اعتدنا أن نعتقد فيه، فإذا ألقى ظل من الشك على أحد معتقداتنا، رحنا نتلمس السبل كافة لتبرير تعلقنا به. والنتيجة الحتمية أن معظم ما نسمّيه بالتعقل أو التدبر، إنما هو في حقيقة الأمر التماس للمبررات التي تسوغ لنا متابعة الاعتقاد فيما نعتقد.
كان أحد أصحاب المتاجر يستخدم أسلوب احترام المخطئ وعدم جرح كبريائه في معاملة عماله. فقد اعتاد أن يقوم بجولة في متجره كل يوم، وفي ذات يوم رأى أحد الزبائن ينتظر بفارغ الصبر دون أن يعيره أحد العمال التفاتاً! فقد كان الباعة في طرف ناءٍ من المتجر يسمرون ويتندّرون!
ولم يتكلم مدير المتجر بكلمة، بل تسلل في هدء إلى ما وراء الحاجز – حيث يقف الباعة – ولبّى طلب الزبون بنفسه، ثم سلّم “البضاعة” لأحد عماله كي يقدِّمها للزبون، وانصرف لحاله! فانتبه العمال لخطئهم، واعتذروا، وبدّلوا طريقتهم.
وكان أحد الخطباء قد كتب خطبة لإلقائها بمناسبة معينة، وكان يتحرق شوقاً لأن تأتي خطبته أروع ما تكون، ومن ثم كتبها أكثر من مرة، وأودعها كل ما في وسعه من زينة وزخرفة، ثم قرأها على زوجته. ولكنها – أي الخطبة – كانت ضعيفة، وكثيرة العيوب، ولو أن زوجته كانت سقيمة الذوق لقالت له لفورها: “ما هذا؟ إنها فظيعة! إنك ستدفع الناس إلى النوم! كان ينبغي لك، بعد الوقت الطويل الذي قضيته في ممارسة الخطابة، أن تكتب أفضل من هذا، فبحق السماء، لماذا لا تتكلم كإنسان؟ لماذا لا تكون على السجية؟ إنك تسيء إلى نفسك أبلغ إساءة إذا تلوث هذه الخطبة!”.
ولو أنها قالت فأنت تعرف ما كان ذلك يحدث، وكانت هي تعرف كذلك! ولهذا لم تقل لزوجها سوى أنها تلاحظ أن ما كتبه يصلح كمقال لمجلة. أي أنها امتدحت ما كتبه، وألمحت – في الوقت نفسه – من طرف خفي، إلى أنه لا يصلح كخطبة، بل يصلح كمقال! وأدرك زوجها وجهة نظرها، فمزق الخطبة التي ضمنها عصارة ذهنه، وارتجل خطبته فجاءت آية في البلاغة والروعة!
وهكذا فنحن نقبل الاعتراف بأخطائنا، إذا أشير إليها من طرف خفي، بينما لو وجدنا من يخطّئنا مباشرة، ويحاول أن يأخذ منّا الاعتراف بذلك، فإننا سوف نحاول الوقوف في وجهه ونبحث عن تبريرات لأخطائنا. فكيف إذن نجوّز لأنفسنا أن نخطئ الناس، ونخدش مشاعرهم؟
يقول الله تعالى: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا) (الإسراء/ 53). فعندما لا تكون الكلمات مؤدبة مع الطرف الآخر، فإن الشيطان ينفذ منها ويندس بين المتحاورين ليؤجج بين الناس الصراع والمشاجرة، الحكيم هو مَن يسدُّ على الشيطان كل الثغرات ليمنعه من النفوذ منها.
هنا قد تتساءل: ترى، كيف نقوم بإصلاح الناس، من دون أن نخطّئهم في مواقفهم؟
إنّ الإصلاح لا يمكن أن يتمّ إلّا في أجواء الاحترام المتبادل، وهذا ما علمنا القرآن الكريم، حيث قال في حوار له مع الكفار: (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (سبأ/ 24).
وبهذه الطريقة، لم يجعل الآخرين، في موقع الدفاع عن ضلالتهم حيث لم يصرح لهم بكفرهم وضلالهم وإنّما قال: “وأنا، أو إياكم”.
فلو أنك لإصلاح شخص مّا ذكرت حسنةً من حسناته، ثم وضحت له أخطاءه، لما رفض كلامك، لأنه لا ينفع أن تبدأ كلامك بالعتاب.
حتى المعاصي التي يرتكبها الآخرون لا يجوز لك تعييرهم بها.
يقول الإمام علي (ع): “يا عبدالله، لا تعجّل في عيب أحد بذنب، فلعلّه مغفور له”.
ويضيف (ع): “ولا تأمن على نفسك صغيرة معصيته، فلعليك معذّب عليه”.
ويقول (ع): “ليكففْ مَن علم منكم عيب غيره لما يعلم من عيبَ نفسه، وليكن الشكر شاغلاً له على معافاته مما ابتلي به”.
وهنا نقطة هامّة لابدّ من توضيحها، وهي ضرورة تقبل ما يقال لنا عن أخطائنا. فنحن أمام أخطاء الآخرين لا يجوز تعييرهم عليها. أمّا بالنسبة إلى أخطائنا، فإن واجبنا قبول ما يقال لنا حولها. فلا يجوز أن نقول لأحد أنت مخطئ، ولكن لو قيل لنا ذلك فلا يجوز أن نرفضه، بل لابدّ أن نقبله.
يقول الإمام علي (ع): “ليكن أحب الناس إليك مَن هداك إلى مراشدك، وكشف لك عن معايبك”.
ويقول (ع): “الصديق الصدوق مَن نصحك في عيبك”.
ويقول (ع) أيضاً: “مَن بصَّرك عيبك، وحفظك في غيبك، فهو الصديق”.
ويقول (ع) في حديث آخر: “مَن كاشفك في عيبك، حفظك في غيبك”.
فالذي يذكِّرك بعيوبك، يحفظك حين غيابك، ولكن الذي يغتابك هو الذي يتملق أمامك، ويفرش لك بساطاً من حسناتك كلما التقى بك، ويداهنك في ذلك ليخفي ذكر معايبك في غيابك.
يقول الحديث الشريف: “مَن داهنك في عيبك، عابك في غيبك”.
ويقول رسول الله (ص): “إنَّما سُمِّي الصدِيقُ صَدِيقاً، لأنه يَصْدُقُكَ في نَفسِكَ ومعايِبِكَ، فمن فعل ذلك فاستلمْ إليه فإنه الصديق”.
وقال (ص) أيضاً: “وإنما سمي العدو عدواً، لأنه يعدو عليك، فمن داهنك في معايبك فهو العدو العادي عليك”.
المصدر : كتاب كيف تنجح في كسب الناس؟