يهتم الناس خصوصاً النساء، بالتجاعيد والشيب وجمال البشرة وترهل الجلد والقدّ المياس، وينفقون أموالاً طائلة لشراء الكريمات والمساحيق الخاصة لمسح ما تركه الزمن على الوجه، وهناك من يلتمس الجراحات التجميلية لإخفاء ما أفسده الدهر وإعادة عقارب الزمن إلى الوراء، أجل الناس يهتمون بشيخوخة الجلد وشيخوخة القلب وشيخوخة العينين والشعر، ولكن من النادر جداً أن تكون شيخوخة الدماغ محطّ أنظارهم واهتمامهم، مع أن الدماغ هو الذي يقرر كيف نفكر، وكيف نتأمل وكيف نشعر وكيف نتواصل مع الآخرين وكيف نكون وقحين أو مهذبين… إلخ، بالمختصر الدماغ هو الآمر والناهي في الجسم.
صحيح أن الشيخوخة وأسبابها مازالت معضلة يحاول العلماء فك طلاسمها إلا أنه يمكن القول إنها نتيجة تراكم ظواهر عدة تحصل تحت وطأة عوامل داخلية وخارجية تترك تداعيات على كل خلايا الجسم، بما فيها الخلايا الدماغية في مواجهة البيئة الجديدة.
إن خلايا الدماغ لا تتجدد تماماً كما هي الحال مع الخلايا العضلية والكلوية، وكلما كبر الشخص زاد عدد الخلايا الميتة وقل عدد الخلايا الحية، ما يفتح الباب أمام تدهور القدرات العقلية كلما توغل الشخص في خريف العمر.
لاشك أن هناك أموراً سيئة تلعب دوراً في تدهور الخلايا الدماغية وبالتالي تعجل من زحف الشيخوخة إليها، وبالمقابل هناك أمور حسنة تلعب دوراً لا يمكن إغفاله في عملية إبطائها.
أما أبرز العوامل السيئة التي تعجل في شيخوخة الدماغ فهي:
التدخين: الذي لا تقتصر أضراره على الجهاز التنفسي والدوراني، بل تتسبب في تقليل تدفق الأكسجين إلى كافة أنحاء الجسم بما فيها المخ، ما يترك تداعيات سلبية على فعاليات الدماغ.
التخمة: فالإكثار من الأكل يعرض الشرايين للتصلب ولإطلاق المزيد من الشوارد الحارة والضارة، التي تسرع عملية الشيخوخة عموماً وشيخوخة الدماغ خصوصاً.
وجبة الفطور: إن العزوف عن تناول وجبة الفطور يحرم الخلايا الدماغية من غذاء الطاقة الرئيسي لها، وهو السكر، ما يعرضها للانحلال والتلف.
التلوث: المعروف بأن الدماغ هو أكثر جهاز مستهلك للأوكسجين في الجسم ومن هنا فإن استنشاق الهواء الملوث يحرم خلايا المخ من نسبة لا بأس بها من هذا الغاز ما يسبب تغيرات طارئة في طريقة عمل المخ، فتقل كفاءته وتبدأ عوارض شيخوخته.
قلة النوم: وهي لا تسبب التعب والإرهاق والنزق والقلق وتعكر المزاج فحسب بل تجعل المخ مشلولاً وغير قادر على التذكر والتركيز ومعالجة المعلومات.
نقص الأفكار المحفزة: وهي تجعل خلايا الدماغ كسولة، مستسلمة غير مطيعة وغير قادرة على التواصل فيما بينها.
عدم التحدث مع الآخرين: وهو يؤثر سلباً على الأداء العقلي وسرعة العمليات الدماغية وخصوصاً الأداء المرتبط بالذكاء والذاكرة.
الجذور الحرة: وهي بمثابة قذائف همّها الأول وصلات الخلايا العصبية الدماغية الأمر الذي يساعد في التعجيل بشيخوخة الدماغ.
الضغوط النفسية المستمرة: والتي تنهك المخ عبر تأثيرها المدمر على شبكة الاتصالات العصبية.
هل يعني ذلك الكلام بأن الدماغ البشري لا يمكن إذا تعب أن ينهض ثانية؟! سؤال مهم والجواب عليه التالي:
هناك اكتشاف ثوري يقول إن الدماغ البشري يمكن أن يغيّر نفسه، كما روي في قصص العلماء والأطباء والمرضى ودون عمليات جراحية أو مداواة بأن يستفيدوا من قدرة الدماغ على التغيّر “غير معروفة حتى اليوم”.. إذ كان البعض من هؤلاء المرضى يعاني مما ظُنّ أنه مشاكل دماغية غير قابلة للعلاج والبعض لم يعانِ من مشاكل محددة ولكنه أراد أن يحسن وظيفة دماغه.. أو أن يحافظ عليها بينما يتقدم في السن، لم يكن بالإمكان فهمُ هذه المغامرة طوال أربعمئة سنة لأن طب وعلم الاتجاه السائد اعتبر التركيب البنيوي للدماغ ثابتاً، وكانت الحكمة الشائعة بأن الدماغ بعد مرحلة الطفولة يتغير فقط عندما يبدأ عملية الانحدار الطويلة، وأنه عندما تعجز خلايا الدماغ عن النمو بشكل صحيح أو عندما تصاب أو تموت فلا يمكن استبدالها، كما لا يمكن للدماغ أبداً أن يغير تركيبه ويجد طريقة جديدة للقيام بوظائفه إذا تلف جزء منه.
تقضي نظرية الدماغ غير المتغير بأن الناس الذين ولدوا بقصور عقلي أو دماغي أو الذين تحمّلوا تلفاً دماغياً سيكونون عاجزين مدى الحياة، أما العلماء الذين تساءلوا ما إذا كان من المكن تحسين أو حفظ الدماغ المعافى من خلال النشاط أو التمرين العقلي فقد قيل لهم بأن لا يضيّعوا وقتهم، ورسخت نظرية العدمية العصبية- إحساس بأن العلاج للعديد من المشاكل الدماغية هو غير فعال وغير مبرّر وانتشرت عبر ثقافتنا: معيقة نمو وجهة نظرنا الإجمالية للطبيعة البشرية، بما أن الدماغ لا يمكن أن يتغير، فإن الطبيعة البشرية المنبثقة منه بدت بالضرورة ثابتة وغير قابلة للتغير أيضاً، وهذا الاعتقاد جاء من ثلاثة مصادر رئيسية:
1- حقيقة أن المرضى المصابين بتلف دماغي لا يمكن أن يتعافوا بشكل تام إلا نادراً جداً.
2- عجزنا عن ملاحظة النشاطات المجهرية الحية للدماغ.
3- فكرة أن الدماغ يشبه آلة رائعة وهي فكرة يرجع تاريخها إلى بدايات العلم الحديث وفي حين أن الآلات تنجز العديد من الأعمال الاستثنائية إلا أنها لا تنمو ولا تتغير، ولذلك أخذت فكرة الدوائر الكهربائية المحكمة وألصقت بعمل الدماغ والذي يشبه آلة الكمبيوتر، حيث الدوائر الكهربائية الموصولة بشكل دائم والتي صُمم كل منها للقيام بوظيفة محددة غير قابلة للتغيير.
ولكن حين يسمع العلماء والباحثون بفكرة مناقضة وهي أن الدماغ البشري قد لا يكون محكم الدوائر الكهربائية كان لابد من التجربة والتأكد من أن الدماغ غيّر تركيبه مع كل نشاط مختلف قام بتأديته محسناً دوائره الكهربائية إلى الحد الأمثل بحيث أنه كان ملائماً بشكل أفضل للمهمة بين يديه، وإذا فشلت أجزاء معينة منه فإن أجزاء أخرى يمكن أحياناً أن تتولى المهمة بالنيابة عنها، ولم تستطع استعادة الآلة التي تشبه الدماغ بعضو ذي أجزاء متخصصة أن تفسر بشكل تام التغيرات التي كان العلماء يرونها، وبدؤوا يطلقون على هذه الخاصة الأساسية للدماغ اسم “اللدونة العصبية”.
ما هي اللدونة العصبية؟!
هي المطاوعة والقابلية للتغيير والتعديل، وهكذا يشير مصطلح اللدونة العصبية إلى الخلايا العصبية في أدمغتنا وأجهزتنا العصبية وقابليتها للتغير، وهذا ما كان ثورة علمية كبيرة في الطب، إذ تثبت التجربة بأن القدرات العقلية التي يولد بها الأطفال ليست دائماً ثابتة وأن الدماغ التالف يستطيع غالباً أن يميّز نفسه بحيث إذا أخفق جزء منه فإن جزءاً آخر يمكن أن يحل محله وأنه إذا ماتت خلايا الدماغ فمن الممكن استبدالها أحياناً، وإن العديد من الدوائر الكهربائية وحتى الأفعال المنعكسة الأساسية والتي نظن أنها محكمة هي ليست كذلك.
وقد أظهر واحد من هؤلاء العلماء بأن التفكير والتعلم والفعل يمكن أن تشغل جيناتنا أو توقفها عن العمل مشكِّلة بالتالي التركيب البنيوي لدماغنا وسلوكنا، وهذا الاكتشاف هو بكل تأكيد واحد من أكثر الاكتشافات استثنائية في القرن العشرين.
إن فكرة أن الدماغ يمكن أن يغير تركيبه من خلال التفكير والنشاط هي التعديل الأهم في نظرتنا للدماغ.
وستكون لهذه الثورة تأثيرات عميقة منها بأن للدونة العصبية دوراً في تغيير نظرتنا للحب والحزن والعلاقات والتعلم والإدمان، والثقافة والتكنولوجيا والعلاجات النفسية وتمتد هذه الآثار لتشمل جميع العلوم الإنسانية والاجتماعية والفيزيائية، طالما أنها تتعامل مع الطبيعة البشرية بالإضافة إلى جميع أشكال التدريب.
وسيكون على جميع فروع العلم هذه أن تتوافق مع حقيقة الدماغ المتغير ذاتياً ومع حقيقة أن بناء الدماغ يختلف من شخص لآخر وأن يتغير في سياق حياتنا الفردية.
وفي حين أن الدماغ البشري قد بخس ظاهرياً قدر نفسه لأن اللدونة العصبية ليست كلها أخباراً جيدة، صحيح أنها تجعل أدمغتنا واسعة الحيلة ولكنها أيضاً أكثر عرضة للتأثيرات الجانبية، إذ تملك اللدونة العصبية القوة لإنتاج سلوك أكثر مرونة ولكن أكثر صلابة أيضاً، وهي ظاهرة أطلق عليها “التناقض اللدن” ومن سخرية القدر بأن من أكثر عاداتنا واضطراباتنا استقصاء هو نتاج للَدونتنا فعندما يحدث تغير لدن معين في الدماغ ويصبح راسخاً يكون بإمكانه أن يمنع حدوث تغيرات أخرى، ولا يمكننا فعلاً أن نفهم مدى الإمكانيات البشرية إلا بفهم التأثيرات السلبية والإيجابية على حد سواء.
ولننتظر ماذا سيظهر علينا من تجارب وحتى ذلك الوقت نرجع ونهتم بما لدينا ونحافظ عليه للاستثمار والنشاط والحياة بطريقة إيجابية.
ماذا علينا أن نفعل تجاه دماغنا، الأمور الحسنة التي تؤجل شيخوخة الدماغ هي:
– تحفيز الدماغ بصورة منتظمة إذ أثبتت التجارب الأميركية بأن الأشخاص الذين لا يلتزمون بنشاط عقلي طوال حياتهم يعانون من تقلص رئيسي في محنهم في سن الشيخوخة بمعدل مرتين أكثر من غيرهم.
وفي هذا السياق وجد كثير من علماء “الأعصاب” بأن التعلم والنشاط الذهني يعزز القدرات الدماغية ويمنح الدماغ عمراً أطول ويؤجل شيخوخة الدماغ، وقد استخدم العلماء تقنية بصرية صممت بعد دراسات للذاكرة، وقد نتج عن هذه الدراسات أن أشكال التعلم اليومي تنشط بشكل فعال مستقبلات الخلايا العصبية، ما يمكنها أن تقوم بوظائفها على شكل أفضل، وتتم عملية التنشيط باستخدام بروتين مشتق من الخلايا الدماغية يساعد في نمو نقاط التشابك العصبية المسؤولة عن الاتصالات بين الخلايا العصبية وتمايزها، بذلك يلعب البروتين دوراً جوهرياً في تكوين الذكريات، ومن يدري فربما يساعد هذا الاكتشاف في وضع حجر الأساس لعقاقير مفيدة على صعيد الذاكرة.
ويتم تحفيز المخ بالقيام بأنشطة مختلفة شبه يومية من أجل الحفاظ على لياقته، إن كل أنواع الأنشطة الفكرية مفيدة ولكن كلما تنوعت هذه كانت النتائج أفضل ومن هذه الأنشطة: – القراءة فهي توسع شبكة الاتصالات بين مختلف خلايا المخ وهذا ما يحصّنها من التعرض للتلف ولابد من التنويع في الكتب.
حل الألغاز والكلمات المتقاطعة والمعادلات الرياضية لأنها تعمل على تنشيط المخ خلال تحريض الخلايا الدماغية على العمل والبحث والتفكير.
الألعاب الإلكترونية: والتي تبقي الشخص في حال انتباه دائم، ما يعزز نشاط الخلايا المخية خصوصاً تلك المسؤولة عن الإدراك والذاكرة، إن ألعاب الفيديو تطور المنطق وتزيد السرعة العقلية والقدرة على الإبداع وتحسن الذاكرة.
تعلم الموسيقا وتذوقها وتعلم لغة جديدة، يساعد ذلك على تنبيه القدرات العقلية ويساهم في التخفيف من داء الزهايمر “الخرف”.
التحدث مع الآخرين ودياً، إذ تعزز قدرة المخ على عكس النقاشات التي يطغى عليها طابع اللهجة التنافسية والاستفزازية.
الحركة، ثم الحركة، فممارسة النشاط البدني باستمرار قد تمنع إصابة المخ بالشيخوخة عن طريق منع التغيرات الضارّة التي تحدث فيه وبالتالي تجنب الاندحار المعرفي لدى المتقدمين في العمر.
إن الرياضة تقي المخ من الشيخوخة، لأنها تحرض على إفراز مركبات مغذية جداً وضرورية للنشاط العقلي، إضافة إلى أنها تحسن الدورة الدموية التي تحمل معها العناصر الأساسية اللازمة للخلايا الدماغية كي تقوم بعملها على أحسن ما يرام.
إن الأنشطة البدنية المتزامنة مع سماع موسيقا مألوفة تمثل أقصى درجات التحفيز للدماغ، وقد أوضح الخبير في أبحاث الدماغ والأعصاب “ستيفان براون” أن الحركة بشكل عام تنشط منطقة معينة في دهاليز المخ اسمها “برويكونيوس” وخاصة إذا ما اقترنت مع سماع موسيقا مألوفة للشخص، ونقول بعد هذا بأن الروتين هو عدو الدماغ لأنه يقتل الإبداع والتفكير المنطقي اللذين يزيدان شيخوخة الدماغ.
ولاشك بأن كلنا يعرف بأن الإجهاد والتعب سواء كان نفسياً أم جسدياً إذا زاد عن دوره الطبيعي يؤثر على تفكير الإنسان لأن الوظائف العقلية والنفسية لديه تتأثر بحالته العضوية، فمرض الإنسان سواء كان حاداً أم عابراً كالكريب أم مزمناً كالسكري يؤثر بدرجة ما على أداء الوظائف وكفاءتها وكذلك الحالة النفسية تؤثر بشدة عليها، لأننا نعرف بأن من أهم الوظائف العقلية والنفسية عند الإنسان هي الذاكرة التي تقسم إلى بعيدة تستدعي بها معلومات تم تخزينها منذ سنوات كذكريات الطفولة، وقريبة نتذكر بها أفعالاً وأشياء قمنا بها من فترة قريبة جداً، وذاكرة مباشرة تمكننا من إعادة رقم هاتف بعد سماعه مباشرة، ومن الوظائف العقلية والنفسية أيضاً الوعي والانتباه والتركيز حيث يمكننا معرفة الزمان والمكان والأشخاص وملاحظة ما يحدث حولنا من أمور، وكذلك من الوظائف العقلية النفسية التي تتأثر بحالة الإنسان التفاعل الانفعالي كأن تحب شخصاً ونتوتر من آخر ونسعد بخبر مفرح ونقلق تجاه الامتحان وكذلك الإرادة والحكمة العقلية.
كذلك فإن القلق الشديد والتوتر يضعف التركيز ويبدأ الإنسان بالشكوى من الإرهاق والأرق وضعف الذاكرة، وكذلك الاكتئاب وهو أمر في غاية الأهمية نظراً لكثرة انتشاره في مجتمعاتنا وخاصة بين شبابنا ومؤداه أنه يضعف الطاقة عندهم، ويعجز الفرد عن العمل ويعاني من صعوبة في التركيز والدراسة “ويصاب بالخمول واليأس والإحباط”.
وكثيراً ما نجد بأن هناك أمراضاً نفسية وعقلية تصيب الإنسان “تفكيره” باضطراب كالوسواس القهري حيث تأتيه أفكار اقتحامية لا إرادية من داخل فكره وبوعي منه وإدراك كامل بأن هذه الأفكار غير صحيحة بل سخيفة لكنه لا يستطيع التخلص منها وتأخذه إلى التشويش في التفكير ويؤثر على عمله وحياته ويصاب “بالبطاءة الوسواسية” فالعمل الذي بين يديه كان يستغرق دقائق فقد يستغرق الآن معه ساعات.
أما نتائج إجهاد الدماغ وإرهاقه فهناك ما يسمى “الاحتراق النفسي” والذي أتى نتيجة للصراع بين حاجات الأفراد من جهة والحقيقة التي يفرضها عالم العمل من جهة أخرى فنتيجة التوتر والضغط داخل الوسط المهني يصاب الفرد بالإنهاك المهني، ما يسمى الاحتراق النفسي، والذي من أعراضه الاضطراب الانفعالي وخلل بالعلاقات مع الآخرين مع الشعور بالعجز والفشل،، ومن مظاهره الشعور بالتعب والإنهاك والإجهاد ما يؤدي إلى الممل واللامبالاة مع ميلان للابتعاد عن الآخرين والانعزال وهذا ما يؤدي إلى فشله، وعدم قدرته على التفكير والتركيز وإلى مزيد من الفشل.
كيف نغذي الدماغ بالأطعمة التي يفضلها لينتعش؟!
هناك كثير من الأشخاص الذين يتناولون الطعام الذي يعجبهم شكله أو مذاقه أو لونه دون الاهتمام بفوائده لجسمهم وصحتهم وأحياناً قد يكون مضراً لهم ولصحتهم.
وقلة قليلة من الناس فقط يعرفون أن هناك غذاءً للجسم وغذاءً للعقل، وأن هناك أطعمة تساعد في نمو الجسم والقدرات العقلية وتساهم في زيادة معدل نموه.
وإن من أكثر الأغذية ذات التأثير الإيجابي على عقول الناس هي الأسماك بكل أنواعها.
وقد جرت دراسات وأبحاث على النساء والأطفال الذين تناولوا في وجباتهم عند الغداء الأسماك بأنواعها المختلفة كانت نسبة الذكاء عندهم عالية مقارنة بالأطفال والأمهات الذين لم يتناولوا السمك.
لأن المادة الشحمية في السمك والغنية بمادة “أوميغا3” التي تحتوي نسباً كبيرة من الحامض الدهني الممثل في زيت السمك تعمل على تغذية العقل مباشرة.
وهناك الخضراوات والفواكه الطازجة مثل: الخوخ، التوت، العنب، الفريز، لأنها تحتوي على مضادات الأكسدة التي تساعد على نمو وترقية العقل البشري.
الأطعمة الغنية بفيتامين “ب” والمغنزيوم كما تعتبر الحبوب وأهمها القمح الغني بالمواد التي تنشط العقل وتغذيه “المعكرونة، الشعيرية، الأرز، الذرة” وكما يحتاج العقل للغذاء المادي فإنه يحتاج للغذاء الروحي، عن طريق التنشيط كما أسلفنا بالموسيقا والمطالعة، والشعر، والحوار، والقصص والنكات المضحكة لأنها تنشط وبشكل ملموس كل خلايا الجسم والعقل وخاصة عند المسن، المشي، الرياضة، الأحجيات، “العقل السليم في الجسم السليم” وعلينا الحفاظ على أجسادنا سليمة لأننا نرى بدماغنا وليس بأعيننا، نمشي من خلال دماغنا وليس بأطرافنا، وكل ما نفعله ونقوم به فهو من خلال دماغنا، عواطفنا أحاسيسنا مشاعرنا سلوكنا كلها إشارات من الدماغ لهذه الأجهزة، فعلينا بذلك أن نفهم بأن هذه الآلة العجيبة التي أوجدها الله تعالى في جسدنا هي معجزة من معجزات الخالق في جسدنا وعلينا الحفاظ عليها وتنميتها وتمرينها كما أسلفنا لتبقى نشيطة ما حيينا.
مراجع البحث
– الدماغ وكيف يطور أداءه، نورمان دويدج، جامعة كولومبيا.
– لينذال، دافيدوف 1983 مدخل علم النفس، ترجمة بإشراف، فؤاد أبو حطب، دار ماكفروهيل للنشر، القاهرة.
– ستيفن روز وآخرون 1990 علم الأحياء والأيديولوجيا والطبيعة البشرية، ترجمة مصطفى إبراهيم فهي، مراجعة، محمد عصفور.
– محمد طه، آفاق جديدة في دراسة العقل، الكويت، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.