هناك سر واحد فقط في التعامل مع الجسد، فإذا فهمته فإنك ستخلص جسمك مع الزمن من الأمراض، ولن يبقى أمامك أي حواجز مع العالم المحيط بك. ويكمن السر في التواجد الواعي والصاحي أثناء ما تفعله أي أثناء ما يقوم به جسمك. فإذا كنت تمارس الرياضة فإن عقلك يجب أن يتواجد في يديك وجسمك أي في العضلات التي تعمل.
إن الحركات التي تمارسها، تصبح فارغة وعديمة المعنى إذا خلت من الوعي.
هذه الطريقة قد تبدو لك طويلة وعديمة النفع ومملة، ولكن هذا خداع يقوم به عقلك الذي اعتاد الانزلاق على السطح دون النفوذ إلى جوهر الأشياء.
فإذا استطعت تركيز عقلك على مكان ما من جسمك، فإنك تكون في هذا المكان قد وحدت بين العقل والجسم، وبين المادة والروح.
وبمقدورك فعل ذلك أثناء التأمل، فترسل عقلك إلى المكان الذي يقلقك سواء أثناء التمارين البدنية أو أثناء النشاط اليومي.
وكلما كثر ظهور أماكن كهذه في الجسم التي يتوحد فيها العقل والجسم، كلما أصبحت كائناً موحداً أكثر وارتفعت لياقتك الصحية وأصبحت أكثر فعالية في الحياة، لأن العالم المحيط بالإنسان هو انعكاس لعالمه الداخلي، وهذا ما يؤدي إلى توحد عقلك وجسمك في النهاية اتحاداً كلياً فتصل إلى حالة الانسجام.