تنمية بشرية

كيف ينتصر المنهزمون

كيف ينتصر المنهزمون

السلام عليكم
¥¥¥¥¥¥

إن أكثر ما يعترض طريقك إلى النجاح هو قناعتك بأن تحقيق الإنجازات العظيمة هو أمر يفوق قدراتك ومؤهلاتك

 

وهذا التوجه يأتي نتيجة العديد من القوى المحبطة التي تحيط بك من كل الجهات وتعمل على إبقاء تفكيرك في مستوى جد متواضع. وأكثر ما يزعجني في الأمر هو ذلك المنطق السخيف الذي يتمتع به بعض الناس في مجتمعنا والذين وللأسف يشكلون منبع قناعاتنا الشخصية، وتكمن سخافتهم في كونهم يعبرون عن خوفهم على مصالحنا وحبهم لنا بأمثال وأقوال مأثورة يستعملونها في غير محلها،

 

فعندما تكون بحاجة لتشجيعهم تستتشكل عندك قناعة تشلّ فكرك وهمّتك وتزيد من المسافة بين أحلامك وقدراتك

 

…ولكي نفهم طبيعة هذه الأفكار المحبطة سأعود بكم إلى الوراء قليلا، عندما كنا أطفالا وكان كل واحد منا يضع لنفسه أهدافا كبيرة ويحلم بأن يصير قائدا هماما وبأنه سيتمكن من فعل أشياء مهمة ومثيرة، وبأنه سيحصل على منصب يجعله غنيا ومشهورا …

 

باختصار كان كل واحد منا يطمح لأن يكون الأول والأكبر، والأفضل من بين أقرانه، وكنا ببراءة نرى الطريق نحو هذه الأهداف مفتوحا ومفروشا بالورود.لكن ماذا حدث؟

 

قبل أن نصل إلى السن التي نبدأ فيها العمل على تحقيق أهدافنا، تبدأ قوى محبطة عديدة في التأثير علينا ويدعمها جهلنا بحقيقة الأمور وضعف إدراكنا لواقعية الواقع وخرافية الأحلام …فمن كل جانب نسمع عبارات التثبيط – الغير مقصود – من قبيل « راك غير كاتحلم » « سال لمجرّب لا تسال الطبيب » ويقصدون هنا المجرّب الفاشل وليس الناجح ويحكمون على أفكارنا بأنها غير واقعية، وبأنها ساذجة وحمقاء وأننا لا بد أن نكون أبناء « سيدي أو مولاي » كي نحقق أهدافنا وأن الأمر يتعلق بالمال الذي لا يمكن أن تحرك ساكنا بدون امتلاكه وأن « الزهر والسويرتي » هو الذي يقرر من يحقق النجاح وأنه لابد أن يكون لديك وساطات وازنة في المجتمع بمعنى « إلى كانت جداك في العرس » وغيرها من الفيروسات الفكرية الفتاكة والتي تغرس فينا عدم قدرتنا على التقدم وبالتالي عدم جدوى المحاولة.

 

 

لقد تعلّمت مقاومة الأفكار الانهزامية التي كانت تتخبطني بمحض الصدفة، وقع ذلك خلال سفر غير متوقع إلى جزيرة مالطا وأثناء محاضرة بالانجليزية لم أستوعب منها إلا القليل أنذاك، غير أن هذا القليل مكنني من الخروج من منطق الإذعان والاستسلام للواقع

 

وبعدها ببضعة أيام وجدت نفسي في عالم آخر، عالم كلّه تناقضات وإشكالات وصراع مع الذات ومع الآخرين ثم جلست أفكر وأحلل وأخمن فوجدت أن أغلبية من أعيش بينهم منهزمون وأن أقليتهم منتصرون وأن المعركة الحقيقية هي مع الذات وأن قلة الوعي مصيبة كبرى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى