spot_img

ذات صلة

جمع

المهارات التي يبحث عنها اصحاب الاعمال في سيرتك الذاتية

ماهى المهارات التى يبحث عنها اصحاب الاعمال فى السيرة...

مهارات أساسية هامة للمديرين

مهارات أساسية لدى المدير: يحتاج المديرون إلى تطوير وامتلاك هذه...

ما المقصود بحجم سيطرة المدير وكيف يمكننا قياسها

أنواع المديرون: غالبا مايكون المدير مسئولًا عن وظفة أو قسم...

المهام الاساسية للقائد الإداري

المهام الأساسية للقائد الإداري: * مهام رسمية تنظيمية: تشمل التخطيط،...

8 نصائح لجدولة أعمالك بفاعلية

8 نصائح لجدولة زمنية فعالة سوف تساعدك النصائح الثمانية التالية...

لا تغضب

لا تغضب

لا تغضب

عندما نلتزم بآداب الإسلام والأخلاق والسلوكيات التي أمرنا ديننا الحنيفبالتحلي بها ونتقيد بحدود ما شرعه لنا نكون من أسعد الناس في الدارين .
وفغي تعاليم المصطفى صلّى الله عليه وسلّم إن نحن درسناها وطبقناهاوفهمناها ما يضمن سلامتنا في الدنيا والآخرة ( الجسدية منها والنفسية ) كيفيكون ذلك ؟ تعالوا لنضرب مثالًا بقوله صلّى الله عليه وسلّم ( لا تغضب )
لا شك أننا نعلم أن الله سبحانه خالق المواد وهو الأعلم بنفعها وضررها وخالقالأرواح والأجساد وهو أعلم بما يصلحها وما يصلح لها وما يضرها وعندما شرعلنا ديننا الحنيف حضنا على كل ما يصلح شأننا وحذرنا من كل ما يضرنا ويؤذينافلو تفكرنا في هذا الكلام سنلمس صحته لأبعد الحدود , ولا يشك عاقل مؤمنبذلك مطلقًا فعلى سبيل المثال لا الحصر حرّم علينا الخمر الذي يصرف العقلوالعقل هو زينة ابن آدم وبه ميزه رب العزة والجلال عن باقي المخلوقات كذلكالخمر يذهب بالوقار ويؤذي الصحة في حين أن العقل والوقار والصحة هيرواكز أساسية في تكوين شخصية مسلمة قوية وبناءة
كذلك حرّم علينا الزنا الذي تضيع به الأنساب وتعم به الفوضى وتنتشر بهالأمراض الفتاكة القاتلة المميتة وتكثر به الضغائن والأحقاد وهذا ما منشأنه أن يهلك المجتمع بأثره .
وحرّم علينا الربا لما فيه من إثارة الطمع والجشع والتمسك بالدنيا وكسرنفوس الضعفاء وظلمهم وأكل أموالهم وهذا يتنافى مع ما دعا إليه الدين الحنيفمن إيثار للغير وإحساس بمعاناة الضعفاء والمساكين والحض على الكرم وعدمالشح والبخل ونشر روابط الأخوة الإيمانية والمحبة في الله بين أفرادالمجتمع .
فالإسلام حبب إلينا أمورًا ورغبنا فيها وفيها ما يصلح شأننا وكرّه إلينا أمورًا وحذرنا منها وفيها فساد وشر للأفراد والمجتمعات .
ومن جمل الأمور التي كرهها الشرع الغضب .
فما هو الغضب ولم كان التحذير منه ؟ّ
الغضب هو انفعال نفسي شديد يسبب شحنات قوية تؤثر سلبًا على العقل والجس والنفس فالغاضب إن لم يملك نفسه عند الغضب ذهب عقله وطار صوابه وربما أقدم على تصرفات أو قام بأعمال ندم عليها أشد الندم فيما بعد , أما جسديًا ونفسيًا فقد ثبت طبيًا أن هذه الشحنات لا بد وأن تجد مخرجًا لتنصرف منه فهي إن انصرفت إلى الجسد وحلّت فيه فإن كان عمر الإنسان كبيرًا أو كان ممن يتعاطى التبغ أو الكحول وغيرها أو كان في عضلة قلبه ضعف انصرفت تلك الشحنات إلى القلب فسببت الذبحات الصدرية أو الجلطات والاحتشاءات أو السكتات أما لو كانت نفسيته متعبة فقد تسبب له الأزمات النفسية كالاكتئاب مثلًا أو انفصام الشخصية أو غير ذلك من الأمراض النفسية وهكذا لو انصرفت إلى باقي أعضاء الجسم أحدثت أشد الأضرار كتقرحات المعدة أو تفتت الكبد بل وحتى الأورام السرطانية المختلفة والعياذ بالله من كل هذا , لهذا ولغيره مما نجهله ولم نعرفه عندما جاء رجل إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم وطلب منه أن يوصيه فقال له : ( لا تغضب ) فردد مرارًا فقال : لا تغضب .فعنأبي هريرة أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أوصني . قال : ” لا تغضب ” . فرد ذلك مرارا قال : ” لا تغضب ” . رواه البخاري .
فماذا لو غضب المرء …… ماذا عليه أن يفعل ؟
عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع ” رواه أحمد والترمذي وهو صحيح
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : علموا و يسروا و لا تعسروا و بشروا و لا تنفروا و إذا غضب أحدكم فليسكت . وهو صحيح
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : (ذا غضب الرجل فقال : أعوذ بالله سكن غضبه .) وهو صحيح .
وعن أبي وائل القاص قال دخلنا على عروة بن محمد السعدي فكلمه رجل فأغضبه فقام فتوضأ فقال حدثني أبي عن جدي عطية رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار وإنما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ ) حديث ضعيف .
وثبت أنالماء يمتص الشحنات السالبة من الجسم وكذلك تقليل الحركة وتغيير الوضعية والصمت والراحة تهدئ النفس وتريح الجسم كما أن الالتصاق بالأرض في وضعية الجلوس أو الإضجاع يذهب هذه الشحنات ويعود الجسد أكثر راحة ودعة هذا عدا عن صرف الذهن إلى اسباغ الوضوء والأذكار بعده وذكر الله والاستغفار الذي فيه طمأنينة القلب فربما صرف ذهنه عن الأمر الذي أغضبه .( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)الرعد .
و عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ قَالَ
اسْتَبَّ رَجُلَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ أَحَدُهُمَا تَحْمَرُّ عَيْنَاهُ وَتَنْتَفِخُ أَوْدَاجُهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي لَأَعْرِفُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ الَّذِي يَجِدُ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ فَقَالَ الرَّجُلُ وَهَلْ تَرَى بِي مِنْ جُنُونٍ ) رواه مسلم .
وفي سنن الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (ألا وإن الغضب جمرة في قلب ابن آدم أما رأيتم إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه فمن أحس بشيء من ذلك فليلصق بالأرض ) صحيح
وسأله رجل عن عمل يقربه إلى الجنة ويباعده عن النار فقال صلى الله عليه وسلّم : ( لاتغضب ولك الجنة ) صحيح
كيف تسيطر على غضبك ؟
لا شك أن المؤمن المتعلق بالله لا يبالي بشيء من هذه الدنيا ما لم يمس دينه فلا تثيره الدنيا أبدًا فهو إن رضي رضي لله وإن غضب غضب لله فهو لا يغضب لنفسه وإن فعل الرضا منه بكل ما يأت به الله فرضاه عن الله ورضاه بقضاء الله سيجعلانه أكثر هدوءً وطمأنينة أمام كل ما من شأنه أن يثير غضبه .
وأخيرًا أختم بحديث المصطفى صلّى الله عليه وسلّم الذي رواه أبو هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه أو عالما أو متعلمًا .
عبير مؤذن 1994م

spot_imgspot_img