البطالة Unemployment
تحدث البطالة عندما يكون الفرد قادراَ على العمل ويبحث بجد ونشاط عن عمل ويقبل بالأجر الذي يحدده له السوق حسب مهاراته ولكنه لا يجد عملا ، أما إذا وجد هذا الشخص عملاَ حسب الشروط السابقة لكنه رغب في الحصول على عمل أفضل سواء من حيث الراتب أو ظروف العمل الأخرى كالموقع وطبيعة العمل فإنه لا يحسب ضمن العاطلين عن العمل وتسمى هذه الحالة البطالة التطوعية Voluntary Unemployment .
من جهة أخرى إذا أجتهد الشخص في البحث عن عمل وقبل بالشروط سالفة الذكر ( ضمن التعريف ) ولكنه بعد بذل الكثير من الجهد وصل إلى نقطة يئس فيها من الحصول على عمل
فتوقف عن البحث عندها يوصف هذا الشخص بالعامل المثبط Discouraged Worker وهو يحسب ضمن العاطلين عن العمل .
أنواع البطالة ومسبباتها
صنفت البطالة إلى الأنواع التالية :
1- البطالة الاحتكاكية Frictional Unemployment
هي بطالة مؤقتة ( مدتها أسبوعان أو ثلاثة أسابيع أو أكثر ) ناجمة عن تغيير الوظيفة فيترك العامل عمله لينتقل إلى وظيفة أخرى وهذه بطالة لا بد منها حتى في ظروف التوظيف الكامل وهي ثمن على العامل أن يدفعه لأنه رغب في تغيير عمله وهذا الثمن يكون بسيطاَ أيام الرواج الاقتصادي ومن أمثلتها أن إحدى الشركات قد تفلس فيجد العاملون فيها أنفسهم دون عمل فيحتاجون لبعض الوقت للبحث عن عمل جديد ( وهو متوفر ) ، قد تصل نسبة هذا النوع من البطالة إلى 4 % وهذا هو معدل البطالة الذي استعمله آرثر اوكن Arthur Okun عام 1961 حيث قدر أنه عندما يكون الفارق بين الناتج القومي الإجمالي الفعلي والناتج القومي الإجمالي في ظروف التوظيف الكامل يساوي صفراَ فإن معدل البطالة يساوي 3.7 % ، وقد أصبح هذا يعرف بقانون أوكن .
2- البطالة الهيكلية Structural Unemployment
تحدث عندما يجد العامل أن مهاراته لم تعد تتناسب مع فرص العمل المتاحة فحتى في الظروف الاقتصادية الجيدة قد لا يجد بعض الأشخاص عملاَ ، هذا النوع من البطالة قد يطول أمده أكثر من عشرة أسابيع فهو يحتاج إلى اكتساب مهارات جديدة وإعادة تدريب يتناسب مع متطلبات السوق ومن أسباب هذه البطالة التغيرات الهيكلية في الاقتصاد كتطور التكنولوجيا مثل استعمال الحاسب الآلي الذي يجعل بعض الخدمات كالطبع على الآلة الكاتبة قليلة الاستعمال .
3- البطالة الموسمية Seasonal Unemployment
إذ تتصف بعض الأعمال بالموسمية كالزراعة والعمل في المنتجعات السياحية الصيفية لذلك يجد العامل عملاَ أثناء الموسم ويفقده خارج الموسم .
4- البطالة الناتجة عن دورة الأعمال Cyclical Unemployment
في فترات الركود الاقتصادي وانخفاض الإنتاج ينخفض التوظيف والعكس في أوقات الرواج الاقتصادي وانخفاض معدلات البطالة الناجمة عن دورة الأعمال هو أحد مجالات اهتمام السياسات المالية النقدية التي تتبعها الحكومة والجديد بالذكر أن العمالة في القطاعات الاقتصادية المختلفة لا تتأثر بنفس القدر بدورة الأعمال فالتأثر أقل في قطاع الخدمات وأكبر في قطاعي الصناعة والبناء و تتأثر العمالة ذات المهارات الأقل أكثر من العمالة الماهرة وهذا يؤدي الى اتساع الفارق في الدخل بين مجموعات العمالة المختلفة خلال الكساد الاقتصادي .
تكاليف البطالة
هناك نوعان من تكاليف البطالة :
1- انخفاض الدخل الإجمالي ، ويتمثل في فرصة الإنتاج الضائعة وهو الإنتاج الذي كان بالإمكان تحقيقه من قبل العمالة العاطلة عن العمل .
2- تكلفة اجتماعية ، فالبطالة التي تدوم فترات طويلة من الزمن تؤدي إلى ضغوط على الأسر فتغرق في الديون بعد استنفاد مدخراتها ثم تأثير ذلك على مستقبل أبناء هذه الأسر ( كعدم القدرة على استكمال الدراسة الجامعية ) وفي فترات البطالة المرتفعة ( أوقات الركود الاقتصادي ) ترتفع معدلات البطالة بين صغار السن وترتفع معدلات المشاكل الاجتماعية كالسرقة ومعدلات الجريمة ….إلخ
وفي فترات البطالة تلجأ بعض الحكومات إلى تقديم معونات أو تأمين بطالة Insurance Unemployment
هذا من شأنه أن يوزع آثار البطالة على عدد أكبر من الأفراد بدلاَ من وقوعها على عدد قليل من العاطلين عن العمل .