هل تساءلت يومًا عن الأداة الرقابية المسؤولة عن تتبع الحالة المالية للمؤسسات؟ عادة عند التحدث عن مجالات الاقتصاد والأموال والاستثمار والتجارة نجد أنهم عالم واسع لا نهاية له، كما أنه يتسم بالمزيد من التشابك نتيجة المعاملات المحاسبية المتعددة التي تتم داخل هذا العالم، ولكن ما هي الأداة المحاسبية التي يُمكن من خلالها استكشاف وفهم المؤشرات والأرقام الخاصة بالمؤسسات والشركات الاستثمارية الكُبرى؟ تكمن الإجابة عن هذا السؤال في “القوائم المالية” نعم إنها واحدة من الأدوات الفعالة التي تُخبرنا بوتيرة النمو الاقتصادي والتوازن المالي للمؤسسات، ذلك من خلال تقاريرها التي تُعكس صورة واقعية شاملة ومُكتملة الجوانب عن الأداء والوضع المالي لهذه المؤسسات.
يُمكنك فهم المزيد عن تفاصيل القوائم المالية من خلال ما سنقدمه لك في هذا المقال بناء على خبرتنا المحاسبية، مما يساعد على فهم القوائم المالية وقراءتها وتحليلها بشكل صحيح، لتحقيق النجاح في الإدارة المالية واتخاذ القرارات الصائبة.
مُلخص النقاط الرئيسية
القوائم المالية هي الأداة التي تُقيس الوضع والأداء المالي الفعلي للشركة خلال فترة زمنية محددة، من خلال الاعتبار إلى بنود الإيرادات، والمصروفات، والأصول، والخصوم، والتدفقات النقدية، والتغيرات الطارئة على حقوق المساهمين.
تُمثل القوائم المالية أهمية كبيرة وتتعدد استخداماتها الممثلة في تقييم الإدارة المالية، وتحليل الموقف المالي، و بناء ثقة المستثمرين، واتخاذ القرارات الاقتصادية الفعالة والمدروسة، والتحليل المالي وتحديد المخاطر، والتأكد من دقة المعاملات التجارية.
تهدف القوائم المالية إلى مجموعة من الأغراض وأبرزها تحقيق الشفافية والمساءلة أمام الجهات المعنية، وتوفير سجلات ووثائق مالية معتمدة يُمكن الرجوع لها في أي وقت بسهولة.
تتسم القوائم المالية بمجموعة من الخصائص الممثلة في الاتساق والملائمة، والاكتمال، والمرونة وقابلية المقارنة، والتنسيق والتنظيم، والاعتماد على مبدأ التكلفة الأصلية أو التاريخية.
تشمل القوائم المالية 5 أنواع هما قائمة المركز المالي، وبيان الدخل، وقائمة الدخل الشامل، وقائمة التدفقات النقدية، وقائمة التغيرات في حقوق الملكية.
“الواقعية التوقع” يُمكن التعبير بهذين المصطلحين عن الفرق الأساسي بين القوائم المالية والميزانية، حيث أن القوائم المالية تُظهر الوضع والأداء المالي الواقعي للشركة خلال فترة زمنية معينة، بينما الميزانية تهدف إلى توقع الإيرادات والمصروفات من خلال خريطتها التي يتم إعدادها عن فترة محددة من تاريخ العمل المستقبلي للمؤسسة.
ما هي القوائم المالية؟
القوائم المالية هي حجر الأساس التي يتم بناء عليه التقارير المالية، فهي عبارة عن مجموعة من الجداول أو القوائم أو البيانات التي توضح الوضع والأداء المالي للكيانات والمؤسسات خلال فترات زمنية محددة قد تكون ربع سنوية أو نصف سنوية أو سنوية.
تُقيم القوائم المالية حجم الأرباح والخسائر، وكذلك تُظهر وتُفسر التغيرات الطارئة على الأصول والخصوم وحقوق المساهمين، وأيضًا تُقييس التدفقات النقدية للأنشطة المختلفة بهدف الحصول على صافي التدفق النقدي السلبي أو الإيجابي.
وتساهم البيانات والمعلومات المُجمعة عن بنود القوائم المالية بأنواعها المختلفة على اتخاذ القرارات المالية الهامة المتعلقة بالسيولة والضرائب والاستثمارات والائتمانات وغيرها، والتي تساعد على استمرار المؤسسات في الأسواق المنافسة ويكون ذلك إما من خلال تجنب المخاطر والمشكلات المالية المحتملة التي تُشير لها هذه القوائم، أو إدارة التحسينات والأفكار المُقترحة للتوسع والنمو.
أنواع القوائم المالية الخمسة
تشمل القوائم المالية خمسة أنواع، لكلاً منهما هدف محدد في تقييم الوضع والأداء المالي للمؤسسة، إليك شرح تفصيلي بسيط لأنواع القوائم المالية:-
1- قائمة الدخل income statement
توفر قائمة الدخل أو “بيان الأرباح والخسائر” كما يطلق عليه البعض تقرير مُفصل يُمكن من خلال نتائجه فهم مصادر أرباح الشركة وإيراداتها بالتوازي مع المصروفات والتكاليف التي تتحملها للوصول إلى صافي الدخل، وتعتبر قائمة الأرباح والخسائر من العناصر الأساسية في بناء الهيكل المحاسبي، حيث أنها تربط بين القوائم المالية الأخرى مثل قائمة المركز المالي، وقائمة التدفقات النقدية.
تشمل قائمة الدخل مجموعة من المكونات الرئيسية مثل الإيرادات، والمصروفات، والربح الإجمالي والتشغيلي، وصافي الربح، ويتم إدخال البيانات الحسابية المُعبرة عن معاملات هذه المكونات خلال فترة محاسبية محددة للحصول على صورة شاملة عن الأداء المالي للمؤسسة.
2- قائمة الدخل الشامل Statement of comprehensive income
تعتبر قائمة الدخل الشامل هي الوجه التفصيلي لقائمة الدخل، حيث أنها أشمل وأعم من حيث المفهوم والهدف وطريقة الإعداد وتشمل تفاصيل لا تكون متوفرة في بيان الأرباح والخسائر، فهي تضم جميع عناصر قائمة الدخل بالإضافة إلى عناصر الدخل الشامل الآخر الممثلة في المكاسب أو الخسائر غير المحققة على الأصول.
إضافة إلى ذلك تشمل مكونات الدخل الشامل الآخر التغيرات الناتجة سواء بالربح أو الخسارة عن المعاملات بالعملات الأجنبية ذات القيم المختلفة، وتحوطات التدفق النقدي، وأيضًا الأرباح أو الخسائر غير المحققة الناتجة عن التقييم بالقيمة العادلة للاستثمارات في صكوك حقوق الملكية أو الأوراق المالية المتاحة للبيع.
يُمكن حساب قائمة الدخل الشامل بطريقتين إما في قائمة واحدة تشمل جميع عناصر الدخل وبنود الإيرادات والخسائر الشاملة الأخرى، أو بطريقة منفصلة وفيها يتم إعداد قائمتين إحداهما للإيرادات والمصروفات والأرباح، والأخرى لحساب عناصر الدخل الشامل الآخر، ويُحسب صافي الدخل الشامل من خلال المعادلة التالية (الدخل الشامل = صافي الدخل + الإيرادات الشاملة الأخرى).
3- قائمة المركز المالي The Balance Sheet
هي البيان المالي الذي يتم إعداده في شكل حساب أو تقرير للإخبار عن الوضع المالي الفعلي للشركة بناء على حساب أصولها في مقابل خصومها وحقوق الملكية، وتحتل قائمة المركز المالي أو الميزانية العمومية رأس قائمة ترتيب القوائم المالي، وبناء عليها يتم تحديد العديد من القرارات الاستراتيجية المتعلقة بإستمرار أو توسع المؤسسة في نشاط العمل، أو قرارات التوقف عن ممارسة بعض العمليات نظرًا لحجم الخسائر التي دلت عليها قائمة المركز المالي للمؤسسة خلال فترة زمنية محددة عادة تكون سنوية.
(الأصول = الخصوم أو الإلتزامات + حقوق المساهمين) معادلة بسيطة يُمكن من خلال فهم قائمة المركز المالي، وتُشير هذه المعادلة إلى ضرورة تساوي قيمة الأصول مع قيمة الخصوم في بيان المركز المالي، وإن لم يتحقق ذلك فهذا يدل على الخلل في سجلات المعاملات الحسابية لهذه البنود، أو في الإجراءات المُتبعة لإعداد قائمة المركز المالي.
4- قائمة التدفقات النقدية Cash Flow Statement
تُخبرنا قائمة التدفقات النقدية عن التغيرات التي حدثت على حركة التدفق النقدي الداخل إلى الشركة أو الخارج منها خلال فترة زمنية محددة، فهي تُقيس التدفقات النقدية من خلال ثلاثة أنشطة رئيسية هي التشغيلية، والاستثمارية، والتمويلية، وبناء نتائج جدول التدفق النقدي يتم تقدير وتقييم السيولة المتاحة التي تُحدد قدرة المؤسسة على الاستمرارية وكذلك تلبية التزاماتها المتداولة (قصيرة الأجل)، مما يوضح في النهاية الأداء العام للشركة في إدارة مواردها النقدية.
يتم إعداد قائمة التدفقات النقدية بطريقتين، إما من خلال الطريقة المباشرة التي تُركز على المعاملات النقدية الواردة إلى المؤسسة أو الصادرة منها، أو من خلال الطريقة غير المباشرة وتركز على الأرباح والخسائر الغير نقدية، ويعتمد اختيار الطريقة المناسبة لإعداد جدول التدفق النقدي على احتياجات وأهداف مستخدميه.
5- قائمة التغيرات في حقوق الملكية Statement of changes in equity
تُقيس هذه القائمة المالية حجم التغيرات الطارئ على حقوق الملاك والمساهمين خلال فترة محاسبية محددة، من خلال توضيح أرصدة بداية ونهاية هذه الفترة، وتعتبر الأداة المُفسرة للعلاقة بين بيان الدخل والمركز المالي والتدفقات النقدية، حيث أنها تضم جميع المعاملات المالية الغير واردة في القوائم الأخرى مثل التغيرات المحاسبية الناتجة تعديل السياسات المُحسابية المُتعبة، وتصحيح الأخطاء، والاحتياطات النقدية والأرباح المحتجزة، ومساهمات ومسحوبات المُلاك.
أهمية القوائم المالية
تُمثل القوائم المالية أهمية بالغة في قطاع الأعمال والاقتصاد، فهي تكشف عن التطور المالي على مر الفترات الزمنية المختلفة وبالتالي فهي إجراء محاسبي لا يُمكن إغفاله لفهم الجوانب المالية التي تساعد على الانخراط في الأعمال التجارية، ومن أبرز استخدامات القوائم المالية:-
تقييم الإدارة المالية
توفر القوائم المالية نظرة ثاقبة لتفسير كيفية توليد الإيرادات من الأعمال والأنشطة المتنوعة، وكذلك تشرح تفصيليًا تكلفة ممارسة العمليات التشغيلية والتمويلية والاستثمارية، كل هذا يُظهر في النهاية مدى نجاح أو فشل المؤسسة في إدارة أصولها وخصومها.
تحليل الموقف المالي
تعتبر القوائم المالية وما تضمه من بنود متنوعة ممثلة في الإيرادات، المصروفات، الأرباح، الأصول وغيرها من البنود الأخرى المتشعبة وسائل فعالة لكلاً منهما دوره الخاص في الإخبار بالمعلومات الهامة التي تتعلق بالأداء والوضع المالي السابق والحالي والمستقبلي للمؤسسة في السوق المالي، من خلال الإشارة إلى ما إذا كانت المؤسسة مربحة ومستدامة، أم مثقلة بالديون الضخمة وتفتقر السيولة التي تُمكنها من الوفاء بالتزاماتها.
بناء ثقة المستثمرين
لا تقتصر أهمية واستخدامات القوائم المالية في تقييم الأداء وحسب، لأنه بناء على هذا التقييم يتم بناء ثقة الجهات المعنية من المساهمين، والشركاء، والعملاء، والموردين، وكذلك المؤسسات المصرفية، والمنظمات الحكومية وغيرهم، ذلك من خلال إخبار كل هذه الأطراف بشكل أو بأخر عما إذا كان هذا الكيان الاقتصادي يستحق الاستثمار فيه، ويضمن أن الأموال ستدر العائد المتوقع وأن الأنشطة الممارسة لديها فرص واسعة لتحقيق النمو في المستقبل.
اتخاذ القرارات الاقتصادية الفعالة والمدروسة
بناءً على المعلومات والبيانات الواردة في تقارير القوائم المالية، تقوم الإدارة والجهات المسؤولة عن صُنع وإتخاذ القرارات المتعلقة بالشؤون الاقتصادية والمالية بالتنبؤ بأداء الشركة وحجم نموها المستقبلي المتوقع، وذلك من خلال المقارنة بين أدائها السابق والحالي، وكذلك تتبع اتجاهات الإيرادات وهياكل التكلفة والربحية.
إضافة إلى ذلك تساعد القوائم المالية في اتخاذ المبادرات الاستراتيجية و القرارات المستنيرة، التي تُساهم في تحديد مجالات التحسين، وتخصيص الموارد بشكل فعال يحقق في نهاية نجاح الأعمال وتحقيق الأهداف المالية والإنتاجية.
ويهتم أصحاب المصلحة ممن يبحثون عن تقييم الصحة المالية وتحقيق الربحية، عند اتخاذ قراراتهم إلى استخدام النسب المالية في المقام الأول ومن أبرزها نسب السيولة، والملاءة، والربحية، وكذلك نسب الكفاءة، وتُشير هذه النسب إلى قدرة الشركة على الوفاء بالتزاماتها طويلة وقصيرة الأجل، وكذلك قدرتها في تحقيق الأرباح من أصولها وحقوق ملكيتها، وكفاءة استخدام الموارد المتاحة في الشركة خلال فترة زمنية محددة.
التحليل المالي وتحديد المخاطر
تستخدم القوائم المالية لأغراض التحليل المالي، وذلك يكون من خلال تحليل الإتجاهات بالمقارنة بين البيانات المالية للشركة نفسها على مدار فترات متعددة، أو من خلال التحليل المقارن الذي يعتمد على قياس ومقارنة الأداء المالي للشركة بمنافسيها في المجال نفسه.
ويساهم التحليل المالي بشكل عام في تحديد المزايا التنافسية واستغلالها في دعم مجالات التحسين ، وكذلك مساعدة الإدارة المالية والمحللون في تقييم أداء الشركة ومسارات النمو، وأيضًا تحديد المخاطر المالية المُحتملة المتعلقة بالأسواق وتقلب أسعار الاسهم والعملات والسلع، وكذلك المخاطر الائتمانية المتعلقة بسداد المستحقات المالية، ومخاطر أسعار الفائدة والتضخم، ومن ثم السيطرة على هذه المخاطر والتخفيف من آثارها.
التأكد من دقة المعاملات التجارية
يستخدم مراجعي الحسابات القوائم المالية لتتحقق من دقة المعاملات التجارية والحسابية المُسجلة، وكذلك لضمان مدى مطابقة هذه المعاملات للمعايير واللوائح المحاسبية المُتبعة.
أهداف القوائم المالية
تختلف الأهداف الخاصة بكل نوع من القوائم المالية عن غيره فمثلاً يختلف الهدف من قائمة الدخل عن بيان المركز المالي أو جدول التدفق النقدي، إلا أنه في النهاية تتجمع القوائم المالية في تحقيق مجموعة من الأهداف الموحدة الممثلة في:-
تحقيق الشفافية والمساءلة أمام الجهات المرتبطة أو المسؤولة مثل الإداريين، وأصحاب رأس المال، والدائنين وغيرهم.
توفير معلومات عن إجمالي الإيرادات والنفقات مما يساعد على حساب صافي الربح أو الخسارة بدقة.
تكوين صورة شاملة عن الأصول والخصوم وحقوق الملكية للكيان خلال فترة زمنية محددة أحد أهم أهداف القوائم المالية.
تهدف القوائم المالية إلى تتبع حركة التدفقات والأرصدة النقدية للمؤسسة، وبالتالي الدلالة على قدرة المؤسسة في توليد النقد بكفاءة.
تشير القوائم المالية إلى التغييرات الطارئة حقوق المُلاك المساهمين مثل الأرباح المحتجزة، والتوزيعات النقدية، وكذلك معدلات الزيادة أو النقصان في رأس المال بناء مع توضيح الأسباب والتوقيتات المتعلقة بهذه التغيرات.
تهدف تقارير القوائم المالية إلى الامتثال للأطر القانونية والتشريعية الخاصة بالإبلاغ المالي.
توفير سجلات ووثائق تاريخية يُمكن الرجوع لها في أي وقت عن المعاملات المالية التي تمت سواء لأغراض داخلية وخارجية.
توفر القوائم المالية كافة البيانات اللازمة لفهم الأوضاع وتقييم الأداء، ذلك للجهات التي لا تمتلك سلطة أو قدرة الوصول المباشر إلى المعلومات الاقتصادية (مثل الجمهور أو الموظفين) عن كيان معين.
ما هي خصائص القوائم المالية
تتسم القوائم المالية بمجموعة من الخصائص التي تجعلها من أكثر الأدوات المجدية في التحليل والتدقيق المالي، ومن أبرز هذه الخصائص:-
الاتساق والملائمة
توفر القوائم المالية معلومات وبيانات مفيدة في توقيتات محددة لتساعد في عمليات صنع القرار، وكذلك يجب أن تتسق قيم البنود المكونة للقوائم المالية مع العمليات الحسابية الخاصة بعناصر، على سبيل المثال في قائمة المركز المالي لابد أن يتساوى مجموع الأصول مع مجموع الخصوم، وكذلك في بيان الدخل لابد أن تكون تكلفة البضاعة المُباعة هي ناتج معادلة (رصيد بداية المخزون + تكلفة مشتريات المخزون – تكلفة إنهاء المخزون).
الإكتمال
يجب أن تكون بيانات القوائم المالية دقيقة وكاملة وخالية من أية تحيزات تهدف إلى تحقيق مطامع أو مصالح شخصية وأيضًا لابد أن تكشف عن الحقائق سواء كانت إيجابية أو سلبية، حتى يتمكن مستخدمي هذه القوائم تحقيق أهدافهم منها بكل ثقة ومصداقية.
المرونة وقابلية المقارنة
لابد من إعداد القوائم المالية بشكل مستمر على مدار الوقت المحدد حسب الغرض منها، حتى يكون هناك مساحة لمقارنة نتائجها وتتبع التطور، وكذلك يجب أن تتسم القوائم المالية بالوضوح والمرونة حتى تكون قابلة للفهم بطريقة سلسة سواء للمستخدمين ممن لديهم الخبرة المحاسبية أو المبتدئين.
التنسيق والتنظيم
الهياكل المحاسبية المحددة والموحدة بنسبة كبيرة لكل نوع من أنواع القوائم المالية من أهم سماتها التي تُميزها، حيث يأخذ كل بيان مالي من هذه القوائم شكل محدد يتم تقسيمه وتنظيمه بين العناصر المختلفة بطريقة موحدة بين معظم المؤسسات الاقتصادية، مثل شكل قائمة الدخل، أو بيان المركز المالي، وكذلك قائمة التدفقات النقدية.
التكلفة الأصلية
يعتبر مبدأ التكلفة التاريخية من أهم خصائص القوائم المالية، حيث يتم تسجيل بيانات الأنشطة والمعاملات وفقًا للتوقيت الأصلي التي تمت فيه سواء كان شراء أو بيع أو إنتاج.
الإلتزام
أحد سمات القوائم المالية هو الإلتزام بإعدادها في نهاية الفترة المحاسبية المحددة حسب الهدف، سواء كانت ربع سنوية أو نصف سنوية أو سنوية.
الفرق بين القوائم المالية والميزانية
الكثير لا يُدرك الاختلاف بين القوائم المالية والميزانية، حتى أنه هناك بعض المهنيين والمتخصصين في مجال المحاسبة يقومون بإعداد تقارير القوائم المالية والميزانية في شكل أرقام ونتائج مُدرجة دون الانتباه إلى الاختلافات التي تُميز كًلا من الميزانية والقوائم المالية، فيما يلي أبرز الاختلافات بينهما:-
المفهوم
يُشير مفهوم الميزانية في سياق محاسبي إلى الخطط المالية المستقبلية التي تحتوي على توقعات للإيرادات والمصروفات، وتساعد الميزانية على توجيه وإرشاد الجهات والأطراف المعنية من الرؤساء والإدارات في تخصيص وتتبع الموارد بشكل فعال، أما القوائم المالية فهي تقارير توضح الوضع والأداء المالي للمؤسسة خلال فترة زمنية محددة.
الغرض
الغرض من الميزانية هو إدارة الإيرادات والنفقات المتوقعة والتحكم فيها بإتباع استراتيجيات وحلول محددة، فهي الخريطة التي تنقل الشركة من وضعها الحالي إلى الوضع المالي التي تطمح في تحقيقه من خلال الحد من النفقات الفعلية وبالتالي تحقيق فوائض نقدية في نهاية العام، أما الغرض من القوائم المالية هو تقديم صورة واقعية عن الوضع الحالي للشركة وليس ما تريد تحقيقه في المستقبل.
إمكانية التغيير أو التعديل
غالبًا لا تتوفر إمكانية لتغيير الميزانية، فهي تظل ثابتة طوال العام بمجرد إعدادها وتقدير أرقامها، إلا أنه في بعض الحالات الاستثنائية و الأحداث الكبرى المؤثرة بشكل قوي على الكيان قد تتغير الميزانية، بينما تتسم القوائم المالية بالمرونة وديناميكية بياناتها المكونة لها والتي تتغير مع كل معاملة تجارية وفي كل فترة محاسبية محددة.
العناصر
تتكون الميزانية من توقعات تشمل (الإيرادات، النفقات، الأرباح، الأصول، الخصوم، التدفقات النقدية)، بينما تتكون القوائم المالية من
4 بيانات أساسية فعلية هما (بيان المركز المالي، وقائمة الدخل، وجدول التدفقات النقدية الواردة والمصروفة، وقائمة التغير في حقوق الملكية).
الأسئلة الشائعة
متي تقدم القوائم المالية؟
تُقدم القوائم المالية في نهاية الفترة المحاسبية المحددة لها، وإما أن تكون هذه الفترة ربع سنوية أو نصف سنوية أو سنوية، وأحيانًا تكون شهرية في حال بيان الدخل، ويعتمد وقت تقديم القوائم المالية على النظام المحاسبي المُتبع في قطاع العمل بشكل عام والمؤسسة بشكل خاص.
متى اخر موعد لرفع القوائم المالية؟
يعتمد تحديد الحد الأقصى لرفع القوائم المالية على المعايير المحاسبية المُتبعة، بعض الشركات تُفضل تقديمها في بداية السنة المالية، ولكن الغالبية العظمى تقوم برفعها في نهاية السنة المالية.
ما هي القوائم المالية الأولية؟
القوائم المالية الأولية تتمثل في قائمة المركز المالي، وبيان الدخل، وقائمة التدفقات النقدية، وتم تحديد هذه القوائم بعينها نظرًا لدورها الحيوي في توفير معلومات مالية أساسية وشاملة، يمكن من خلالها تكوين رؤية واضحة عن الوضع والأداء المالي والقدرة على تحقيق الأرباح، وإدارة التدفقات النقدية من خلال القرارات المالية الصائبة.
كيف تتم مراجعة القوائم المالية؟
تتم مراجعة القوائم المالية من خلال مجموعة من الخطوات الأساسية التي تبدأ بتعيين مراجعي حسابات مستقلين لفحص القوائم المالية، ومن ثم فحص الوثائق والسجلات المحاسبية للتأكد من دقتها ومطابقتها للمعايير المحاسبية، وبعد ذلك يأتي دور إجراء اختبارات تأكيد من قبل المراجعين لضمان صحة ودقة بعض المعاملات والأرصدة الخاصة بحسابات محددة.
ثم يأتي دور تقييم النظم والإجراءات المحاسبية المُتبعة من قبل المراجعين، وأخيرًا إصدار تقرير المراجعة الذي يثبت مدى دقة ومطابقة القوائم المالية للمعايير المحاسبية.
هل القوائم المالية سرية؟
لا، القوائم المالية لا تكون سرية في جميع الحالات، فقد تقوم بعض الشركات المُدرجة في البورصة أو بعض الجهات الحكومية بالإفصاح عن قوائمهم المالية ونشرها للجهات المعنية والجمهور لمساعدتهم على فهم الأوضاع بشفافية، ومن ثم تعزيز مصداقية هذه المؤسسات أمام المستثمرين والدائنين وأصحاب القرار، وتفضل الشركات الخاصة أو الشركات الصغيرة الناشئة سرية قوائمها المالية وعدم الكشف عنها إلا لأصحاب المصلحة المحددين.
من مستخدمي القوائم المالية؟
هناك مجموعة من الجهات والأطراف المستخدمة والمستفيدة من القوائم المالية وأبرزهم:-
المستثمرون الذين يستخدمون القوائم المالية لتقييم صحة وأداء والوضع المالي لجهات استثماراتهم.
المديرين والمسؤولين التنفيذيين، حيث تساعدهم القوائم المالية في تحليل نقاط القوة والضعف للأداء المالي للشركة، مما يساعد على اتخاذ القرارات الإدارية الاستراتيجية وتوجيه السياسات والإجراءات المستقبلية لإدارة المخاطر وتحقيق الأهداف المرجوة.
تستخدم البنوك والمؤسسات المالية القوائم المالية لتقييم قدرة الشركة على سداد التزاماتها المالية، وهنا تُمثل تقارير القوائم المالية أداة تحليلية للجهات المصرفية لإتخاذ قرارات المنح والتمويل والقروض.
تهتم الجهات الحكومية والضريبية بإستخدام القوائم المالية لمراجعة الالتزامات الضريبية والمحاسبية للشركات، وكذلك لتقييم مدى التزام المؤسسات بالامتثال للقوانين واللوائح المالية المعمول بها.
يستخدم الموردين والعملاء القوائم المالية لتقدير الاستقرار المالي للشركة كشريك تجاري.
تُعتبر القوائم المالية مرجعًا هامًا للموظفين لفهم حالة الشركة وأدائها المالي الذي يؤثر على المزايا والحوافز.
ما هي القوائم المالية المجمعة؟
القوائم المالية المجمعة هي القوائم التي يتم فيها عرض جميع البنود المكونة للقوائم المالية من الأصول والخصوم وحقوق الملكية والأرباح والخسائر والتدفقات النقدية للشركة الأم وفروعها في بيان تفصيلي واحد، وهنا يتم الاعتبار بمبدأ الكيان الواحد، و نجد أن القوائم المالية المجمعة تُشير إلى الحسابات المالية الختامية المنتظمة التي تقدم صورة كاملة عن الذمة المالية للمجموعة في بناء أو هيكل موحد.
ختاماً
ختامًا، يُمكننا القول إنك إذا كنت ترغب في اكتشاف أسرار النجاح المالي وكواليس إدارته، فعليك استغلال القوائم المالية وتعظيم الاستفادة منها، لفهم التحديات والفرص الاستثمارية، وكذلك كيفية تحقيق الأرباح وتجنب الخسائر بالقدر الممكن بناء على تحليلات الدخل والمركز المالي والتدفقات النقدية من الأنشطة المختلفة، لذا على الشركات الانتباه جيدًا عند إعداد القوائم المالية الخاصة بأنشطة أعمالهم، من خلال إتباع الخطوات بشكل سليم وفهم ماهية القوائم المالية وفوائدها واستخداماتها وخصائصها، فهي الوسيلة الإخبارية التي تربط بين المؤسسة والأطراف الخارجية المعنية من المستثمرين، والشركاء، والدائنين، والموردين، والعملاء، والجهات الحكومية، لنقل وتقييم الأداء والوضع الاقتصادي الذي يُثبت جدوى استمرارية عمل المؤسسة.